Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"داعش" يصعد هجماته على جبهات البادية السورية

انشغال القوات المتصارعة في شرق سوريا بالتطورات الإقليمية سمح لأفراد الجماعة بتحسين موقعهم

ترتفع حرارة خطوط التماس إلى حدود استشعار خطر ملموس ومدفون في ثنايا رمال الصحراء بالبادية السورية (اندبندنت عربية)

ملخص

يعكف أفراد "داعش" على اتخاذ الأنفاق والمخابئ الطبيعية في البادية، أماكن إقامة وتخفي

كثف تنظيم "داعش" في سوريا عبر أفراده المنتشرين في أرجاء البادية هجماته على عدة محاور ومناطق نفوذ متاخمة للصحراء التي اتخذ منها فلوله مخدعاً لهم منذ سقوط "دولتهم" قبل سنوات.
وتفيد أنباء عن تحرك مجموعات تابعة للجماعة المتشددة في اتجاهات عدة، أحدها في بادية دير الزور، حيث استهدفت نقاطاً عسكرية تابعة لجيش النظام بالريف الغربي.
وتحدث مصدر ميداني عن اشتباكات متقطعة في بادية "السخنة" الواسعة المساحة في ريف حمص الشرقي، توازياً مع وصول تعزيزات عسكرية من قبل القوات الرديفة لزيادة تحصين المواقع والنقاط بعدما باتت الهجمات الأخيرة لأفراد "داعش" تشكل خطراً متزايداً يوماً بعد يوم.
في المقابل، تتعامل كافة الفرق الميدانية القتالية في البادية، من مختلف مناطق النفوذ بحذر حيال رصد تصاعد هجمات التنظيم، فضلاً عن توفر معلومات حول إعادة ترتيب "داعش" هيكله العسكري، لا سيما مع وصول زعيمه الجديد أو من يطلق عليه "أمير الجماعة" أبو حسين القريشي قبل أشهر إلى سدة حكم التنظيم الذي مُني بسقوط "دولته" في مارس (آذار) عام 2019 في منطقة الباغوز، شرقي دير الزور.


الضربات الارتدادية

ورغم انشغال كل الأطراف المتنازعة في سوريا حول تطورات عملية "طوفان الأقصى" التي تقودها حركة "حماس" منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، فإن مراقبين لا يستبعدون تطور المشهد من جهة "داعش"، الذي يعمل على كسب الوقت في ظل انشغال العالم بالأحداث الإقليمية، وتسخير هذه التطورات لصالحها. ويجزم الناشط السياسي والحقوقي، أحمد الشيخ، المقيم في دير الزور، بزيادة نشاط التنظيم في أرياف المدن بشكل ملحوظ، لا سيما زيادة الاتصالات مع البيئة المحلية الحاضنة أو تكثيف نصب الحواجز غير الثابتة والمتنقلة عبر الطرقات الفرعية، فضلاً عن تحصيل الإتاوات على الطرقات، مع ارتفاع وتيرة الضربات على مواقع عسكرية تتبع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أو القوات النظامية.
ورجح الشيخ في الوقت ذاته أن يكون أفراد الجماعة يتحينون أي فرصة سانحة للانقضاض على مواقع ونقاط ذات تحصين ضعيف، لا سيما مع انسحاب أعداد كبيرة من قوات الفصائل الإيرانية أو تلك موالية لطهران، إلى جنوبي البلاد منذ اندلاع حرب غزة، ووصلت إلى أرياف القنيطرة أو درعا وريف دمشق. وأضاف المتحدث ذاته أنه "رغم ضعف دولة داعش وعدم امتلاكها أسلحة ثقيلة فإنها تستقطب اليوم عناصر جديدة وتعيد ارتباطها مع خلايا نائمة، وليس من الخطورة أن تستولي ميدانياً على مواقع استراتيجية، أو مهمة لأنها ستتعرض للقصف بالتأكيد، بل إن الخطر يكمن في مقدرتها على امتلاك أسلحة استراتيجية صاروخية بعيدة المدى أو الوصول إليها وبالتالي المعركة ستتحول إلى اتجاهات أخرى".
في المقابل، يذهب متابعون إلى اعتبار أن نشاط "داعش" يأتي لتوجيه رسالة للأطراف الدولية مفادها أنها ليست بمنأى عن أي تطور يحدث في المنطقة، وهي قادرة على أن تكون مؤثرة كسابق عهدها، ناهيك عن وصول إدارة جديدة للتنظيم المتشدد ترى ضرورة في تغيير طريقة وتكتيك العمليات التي اتجهت إلى ضرب واصطياد المواقع العسكرية الثابتة، والاستيلاء على الأسلحة فيها كما حدث في بادية السخنة، وعدم الاكتفاء بنصب الكمائن، والتفخيخ أو الاغتيالات وحسب، يساعدها في ذلك معرفتها بالطرق الوعرة والمتداخلة والتنقل عبر الدراجات النارية، التي تتيح لها ميزة الاختباء من الاستهداف عوضاً عن الآلات المصفحة أو المركبات المعرضة للقصف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


العمليات الاستباقية

إزاء ذلك ترتفع حرارة خطوط التماس إلى حدود استشعار خطر ملموس ومدفون في ثنايا رمال الصحراء، حيث يعكف أفراد الجماعة على اتخاذ الأنفاق والمخابئ في البادية أماكن إقامة وتخفٍ. ويرى خبراء عسكريون أن على أطراف النزاع تثبيت مواقعها وجعلها محصنة جيداً خلال المرحلة المقبلة، وألا تشيح بنظرها عن خطر "داعش" وتتناساه.
وفي موازاة هذه التطورات، نصبت قوات النظام السوري مكمناً محكماً أوقع بأربعة من أفراد "داعش"، ولقي اثنان منهم مصرعهما، بينما أصيب الاثنان الآخران على الطريق العام في منطقة "أثريا" من الجهة الشرقية. وتصدت قوات النظام في ذات الوقت لطائرات مسيرة عدة وأسقطت 6 منها.
وأفاد بيان وزارة الدفاع في دمشق عن رصد قوات النظام مجموعة من تنظيم داعش "فجر يوم 24 أكتوبر الحالي على الطريق العام تعتزم استهداف مدنيين، حيث تعاملت معها على الفور بالوسائط النارية المناسبة".

في هذه الأثناء، أعلنت قوات كردية مقاتلة في شرق سوريا القبض على ستة عناصر من خلايا "داعش" خلال حملة أمنية، إلى جانب حملة اعتقالات في مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي وذلك ضمن القطاع الخامس للمخيم.
يأتي ذلك في وقت تنشغل القوات الأميركية المنتشرة عبر قواعد شرق سوريا، بمسيّرات هجومية أصابت ما يزيد على 20 من أفرادها، ويُعتقد أن مصدرها مجموعات مدعومة إيرانياً، وذلك في رد فعل على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حرب غزة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن تعرض قواتها العاملة ضمن قوى التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، لـ13 هجوماً، 10 منها في العراق، وثلاثة في سوريا وذلك منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وقال المتحدث الرسمي باسم البنتاغون، باتريك ريدر إن تلك الهجمات تمت بدعم من "الحرس الثوري" الإيراني.
وصرح ريدر في مؤتمر صحافي، "نرى إمكانية حدوث تصعيد أكثر خطورة في المستقبل القريب من وكلاء إيران، ونحن على استعداد للرد على الهجمات باستخدام الحق المشروع بالدفاع عن مصالحنا وعناصرنا بالمنطقة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير