Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاحتجاجات والانقسام الداخلي في إسرائيل كابوس نتنياهو قبل لقاء بايدن

ضربة ضد إيران واتخاذ خطوات نحو تسوية فلسطينية أبرز ضغوط الرئيس الأميركي على ضيفه الإسرائيلي

تظاهرة مناهضة لنتنياهو في كاليفورنيا قبيل لقائه إيلون ماسك في 18 سبتمبر الحالي (أ ب)

ملخص

مجرد أن يُعقد لقاء بايدن - نتنياهو خارج البيت الأبيض فذلك يشكل إهانة وعدم احترام لرئيس الوزراء الإسرائيلي

 

لم يتوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تتحول زيارته إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي جون بايدن، التي ينتظرها منذ توليه منصبه، إلى محطة جديدة لتعزيز مكانة المعارضة وضعف موقف حكومته حيث سيطرت قضية الاحتجاج ضد خطة "الإصلاح القضائي" على سفرته، منذ مغادرته تل أبيب وحتى قبل اللقاء المرتقب مع بايدن مع توقع احتدام الاحتجاج خلال اللقاء وحتى عودته إلى تل أبيب.

وبدل أن يكون ملفا إيران و"حزب الله" وما تدعيه لإسرائيل من تهديد أمني إقليمي يهدد وجودها على رأس جدول لقاءاته، كما خطط نتنياهو، شكّل الموضوع التشريعي في إسرائيل وما يرافقه من احتجاجات عناصر بارزة.

احتجاجات واتهامات

معارضو حكومته والمحتجون على خطة "الإصلاح القضائي"، نجحوا في تجييش دولي لتنظيم تظاهرات متزامنة ضد نتنياهو وحكومته وفي أكثر من مكان، ومن قبل أكثر من جهة دولية، مقابل استمرار الاحتجاج في إسرائيل. وأسهم في نجاح هذا التجنيد ما اعتبره سياسيون "حماقة نتنياهو" عند مغادرته إسرائيل بوصفه المتظاهرين "أعداء اليهود".

فقبل إقلاع طائرته من تل أبيب هاجم المحتجين واعتبر أنهم "منضمون إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية وإيران وآخرين". وراح يبرر خطة حكومته للإصلاح القضائي موجهاً الاتهامات والإهانات للمحتجين في داخل وخارج إسرائيل، الأمر الذي عكس أجواء سلبية على الزيارة، إضافة إلى توقع لقاء بايدن، الذي ولمجرد أنه يُعقد خارج البيت الأبيض فهو يشكل إهانة وعدم احترام لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

محاولة تبرير

وسعى نتنياهو وفي اليوم الأول من زيارته، إلى تخفيف التوتر والأجواء التي أثارتها تصريحاته فاضطر إلى إصدار بيان لتبريرها، حيث شكلت ضربة مضاعفة ضده كما رأى سياسيون.

وجاء في بيان مكتبه بعد وصوله إلى نيويورك "عندما قال رئيس الحكومة ينضمون لمنظمة التحرير وإيران كان يقصد أنه في لحظة معينة كان المواطنون في إسرائيل سيتظاهرون في ذات الوقت الذي يتظاهر فيه مؤيدو منظمة التحرير الفلسطينية وحركة مقاطعة إسرائيل، بي.دي.أس، الأمر الذي لم يحدث في أي يوم". ولم يذكر في هذا البيان إيران كما جاء في هجومه على المتظاهرين وغيرها من التهجمات.


80 رجل أمن ضد نتنياهو في واشنطن

ولم يتوقع نتنياهو أن يستبق زيارته 80 رجل أمن وعسكرياً، سبق وشغلوا مناصب عليا في جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي، برسالة تحذير إلى الأميركيين من خطورته وسياسة حكومته بل دعا البعض منهم إلى عدم عقد اللقاء مع بايدن.

ووصلت الرسالة إلى أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي ويعرضون فيها ما ألحقته سياسة نتنياهو وحكومته من أضرار بالجيش، محذرين من تجاهل الأميركيين لهذا الجانب. وجاء في الرسالة "يقوم نتنياهو بأعمال تفكك الجيش الإسرائيلي وتهدد الأمن بشكل خطر وكبير. الكارثة تحدث الآن، إذ إنه إزاء التدهور الأمني في المنطقة، وفي الضفة، والخطر المحدق من جهة إيران، يقوم نتنياهو وحكومته بتفكيك وزارة الأمن والجيش، وبذلك يلحق ضربة قوية ليس فقط بأمن الإسرائيليين وإسرائيل بل بالأمن القومي والردع الإسرائيلي".

اجتماع تقني مع ماسك

وأجرى نتنياهو أول لقاءاته بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، في كاليفورنيا مع مالك منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، إيلون ماسك، تركز على "تطوير الذكاء الاصطناعي"، والمشاريع التي تقوم بها إسرائيل لتكون من الدول المتقدمة في ذلك.

نتنياهو - أردوغان

كما التقى نتنياهو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمرة الأولى، الثلاثاء، في ظل تحسن بطيء للعلاقات بين البلدين التي توترت بسبب الخلافات في شأن السياسات تجاه الفلسطينيين. وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن المسؤولين اللذين أجريا محادثات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتفقا على تبادل الزيارات قريباً.
وقالت القناة "12" التلفزيونية الإسرائيلية، إن أردوغان قد يسعى إلى الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية الشهر المقبل بزيارة مسجد كبير في القدس. وليس هناك تأكيد رسمي للتقرير.
وانهارت العلاقات بين الحليفين السابقين بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية 10 أتراك في غارة عام 2010 على سفينة لناشطين مؤيدين للفلسطينيين حاولت كسر حصار على قطاع غزة الذي تحكمه حركة "حماس" المحظورة في الغرب.
وطردت أنقرة السفير الإسرائيلي، وهي خطوة تم التراجع عنها في 2016 لكنها تكررت بعد ذلك بعامين بسبب مقتل عشرات الفلسطينيين الذين شاركوا في احتجاجات عنيفة على حدود غزة. وطردت إسرائيل التي اشتكت من استضافة أنقرة قادة من "حماس"، السفير التركي في عام 2018.
وساعدت زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لتركيا في مارس (آذار) 2022، التي أعقبتها زيارتان من وزيري الخارجية، على تحسين العلاقات بعد أكثر من عقد من التوتر.
وقالت الرئاسة التركية في منشور على منصة "إكس" حول اجتماعهما على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الزعيمين ناقشا موضوعات سياسية واقتصادية وإقليمية، إضافة إلى القضية الإسرائيلية الفلسطينية.
وقالت الرئاسة، إن أردوغان قال لنتنياهو، إن البلدين يمكنهما التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي وكذلك الأمن الإلكتروني. وكان قطاع الطاقة هو المجال الرئيس للتعاون المحتمل.
وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار الذي شارك في الاجتماع "ناقش الاجتماع فرص التعاون في مجال الطاقة بشكل أساس في مجالات مثل استكشاف الغاز الطبيعي وإنتاجه والتجارة فيه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


سلسلة لقاءات

 وحتى موعد لقائه الرئيس الأميركي، اليوم الأربعاء، في نيويورك على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى نتنياهو عديداً من الشخصيات، على أن يلتقي خلال فعاليات الجمعية العامة المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى جانب اجتماعاته مع قادة الجالية اليهودية الأميركية، على أن يلقي كلمته أمام الجمعية العامة الجمعة.
وفي لقائه مع بايدن ولقاءاته الأخرى سيركز نتنياهو على "القضايا المتعلقة بإيران وتوسيع دائرة السلام". وقال في هذا السياق، إن "العالم بات يدرك أن إيران تنتهك جميع التزاماتها، وأنها تكذب بصورة حازمة، وأنها تنوي تطوير أسلحة نووية ومواصلة عدوانها في المنطقة".

وعاد نتنياهو ليهدد إيران برد قوي وغير مسبوق على أي اعتداء تتعرض له إسرائيل، وقال "سمعت التهديدات التي جاءت من أحد المسؤولين في النظام الإيراني، أقترح ألا يهددنا. عليه أن يعرف هو ونظامه الإيراني أننا سنرد بقوة على أي هجوم تجاهنا".

ونقل موقع "واللا" الإخباري عن مسؤول أميركي كبير قوله إن "غالبية المسؤولين في البيت الأبيض يرون أن استقبال نتنياهو ولقائه في البيت الأبيض، في هذه الفترة، سيلحق ضرراً سياسياً بالحزب الديمقراطي وعليه أوصت الغالبية بلقاء نتنياهو في نيويورك".

وبحسب هذا المسؤول، وفي أعقاب التظاهرات التي ترافق نتنياهو، أثير قلق لدى عدد من مستشاري بايدن من سيناريو تظاهر الآلاف من الأميركيين اليهود والإسرائيليين مقابل البيت الابيض خلال لقاء الرئيسين. وأضاف أن "البيت الأبيض لا يرغب باستيراد النقاش الداخلي في إسرائيل حول خطة إضعاف جهاز القضاء إلى واشنطن. وعَقْد اللقاء في نيويورك سيؤدي إلى التوازن الصحيح بين الاعتبارات المختلفة".

الضغط لمنع عمل عسكري

وبغض النظر عن انعكاس التظاهرات والاحتجاجات المتوقع أن ترافق نتنياهو حتى اليوم الأخير له في الولايات المتحدة، إلا أن رئيس الحكومة، يعتبر الملف الإيراني والحفاظ على العلاقة الأمنية مع الولايات المتحدة، هي أهم المواضيع التي يسعى إلى الحصول على ردود في شأنها من الرئيس الأميركي، التي قد تسهم في رفع أسهم نتنياهو ليستخدمها عند عودته إلى تل أبيب.

وخلال استعداده للقاء بايدن وتحضير التقارير التي سيعرضها عليه حول إيران ووكلائها في المنطقة والخطر الذي تشكله على إسرائيل، طرح الإسرائيليون موضوعين، عُلم من مسؤول أميركي أن بايدن سيناقشهما مع نتنياهو، والأهم بينهما الامتناع عن القيام بعمل عسكري إسرائيلي ضد البنى التحتية النووية الإيرانية، إلى جانب ما يمكن تقديمه للفلسطينيين مما يسمى "بوادر طيبة" لتعزيز إقامة دولة فلسطينية. وتباحث الإسرائيليون في سبل مواجهة الضغوط الأميركية على نتنياهو في هذين الموضوعين.

ويرى السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، يورام ايتنغر، أن "ضغوطاً كبيرة ستمارَس على نتنياهو وهناك حاجة للتروي في كيفية التعامل"، مضيفاً "كان الضغط الأميركي عثرة في الطريق إلى زيادة التعاون الأمني والمدني الذي يتجاوز التوقعات ويسهم في الاقتصاد والأمن بالنسبة للأميركيين أكثر من المساعدات الخارجية الأميركية لإسرائيل".
وبرأيه فإن "الموقف المبدئي في مواجهة الضغط الأميركي يشكل مساهمة حاسمة في ردع إسرائيل وهو عامل مهم في وضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ويردع العناصر المعادية لأميركا كما يقلل من عدم الاستقرار الإقليمي والأهم من ذلك أنه يشجع عملية السلام العربية الإسرائيلية وهذا ما يبتغيه الطرفان"، ولكن، يضيف ايتنغر محذراً، "التراخي في مواجهة الضغط الأميركي يؤدي إلى تآكل قوة الردع الإسرائيلية، ويغذي صدمات الشرق الأوسط ويضر بمصالح إسرائيل والدول العربية التي تربطها صداقة مع الولايات المتحدة".

وكانت الإدارة الأميركية قد عبرت لإسرائيل عن قلقها من التصريحات التي أطلقها، أخيراً، وزراء كبار في حكومة نتنياهو، التي أشارت إلى عدم الاستعداد للقيام بأي خطوة لصالح الفلسطينيين. وكُشف عن جهود كبيرة بذلتها الإدارة الأميركية مع المعارضة الإسرائيلية لتشكيل ائتلاف جديد في إسرائيل من شأنه أن يذلل العقبات أمام الشأن الفلسطيني ومن ثم اتفاقات سلام جديدة مع الدول العربية.

وفي لقاء بين مستشار الرئيس الأميركي وزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد قبل أسبوعين، عُرض على الأخير تشكيل ائتلاف برئاسة نتنياهو لكنه رفضه كما رفض ذلك رئيس "المعسكر الرسمي" بيني غانتس.

في لقائهما، اليوم الأربعاء، سيسعى بايدن جاهداً لاتخاذ قرارات للدفع باتجاه خطوات إسرائيلية نحو الفلسطينيين من شانها أن تذلل العقبات التي باتت تقف أمام أي تقدم في أي عملية سلمية.

المزيد من تقارير