Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لقاء روما "السري" يهدد ملف يهود ليبيا وواشنطن مستاءة للكشف عنه

إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن يؤثر فضح الاجتماع والاضطرابات التي تلت ذلك في الجهود الجارية مع الدول العربية الأخرى فضلاً عن مصالح الأمن القومي الأميركي

ملخص

تناول اللقاء ما جرى للجالية اليهودية في ليبيا في منذ حوالى 60 عاماً وهناك أكثر من 100 ألف يهودي من أصل ليبي في إسرائيل ونحو 10 آلاف في أوروبا

مرة أخرى يقف الليبي اليهودي رئيس اتحاد رابطة اليهود الليبيين في الخارج رافييل لوزون خلف جدل واسع في البلاد، كان تأثيره وصداه هذه المرة أضخم من كل المرات السابقة التي بدأت منذ نجاح الثورة الليبية في إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011، ومحاولات الرجل الحثيثة بعدها لإعادة اليهود المهجرين من ليبيا منذ عام 1967.

لوزون اعترف صراحة أنه من رتب للقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، وأشعل فتيل الأزمة وبالتالي إقالة المنقوش من منصبها، وتسبب في إسقاط الحكومة التي يقودها عبدالحميد الدبيبة بأكملها، نتيجة للغضب الشعبي العارم في كل أرجاء البلاد، منذ تسريب خبر اللقاء من تل أبيب.

رد فعل الشارع العنيف على هذا اللقاء الذي تم في روما، طرحت أسئلة كثيرة عن انعكاسات هذا اللقاء على قضية الطائفة اليهودية المرحلة من ليبيا منذ قرابة ستة عقود، وعن احتمال إغلاق هذا الملف نهائياً بلا رجعة؟

حراك مكثف

على رغم محاولة لوزون التنصل من اللقاء الذي جمع في العاصمة الإيطالية بين وزيري خارجية طرابلس وتل أبيب، إلا أن تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك" تؤكد أنه كان على علم مسبق به، بل وأسهم مساهمة فاعلة في الترتيب له.

رئيس رابطة اتحاد يهود ليبيا قال في هذه التدوينة بعد إعلان اللقاء مباشرة، "التقى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في لقاء (سري) مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، وهناك من عمل بجد خلف الكواليس من أجل هذا".

كما أن متابعة تحركاته وتصريحاته منذ بداية العام الحالي تشير إلا أنها كانت أكثر كثافة وحدة من أي وقت مضى، خصوصاً منذ نهاية الربع الأول من العام أي في الأشهر الأربعة الماضية.

هذه التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها لوزون، بدأت عقب ترميم الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في طرابلس، في فبراير (شباط) الماضي، إذ طالب بعدها بصيانة المعبد اليهودي في العاصمة، وفتح الباب لعودة يهود ليبيا للبلاد.

لوزون صرح بعد إعلان افتتاح الكنيسة قائلاً "كنت دائماً على ثقة بأن الشعب الليبي المسلم محب لأبناء الديانات الأخرى، ورأيناه يوم أمس يخرج بالدفوف فرحاً لأبناء المسيحية بكنيستهم، شكراً لحكومتي الدبيبة والسراج على هذا التسامح، ونتمنى أن نرى معبدنا اليهودي مصاناً هو الآخر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تغير لهجة التصريحات

وفي ما يبدو أنه رد فعل غاضب من فشل جهود رابطة يهود ليبيا لإعادة افتتاح معبدهم الديني في العاصمة طرابلس، تغيرت تماماً لهجة لوزون في الأسابيع التالية، وبدأ يهدد علناً باللجوء إلى المحاكم الدولية لاستعادة حقوق طائفته في ليبيا.

ففي أبريل (نيسان) الماضي قال رافائيل لوزون في تصريحات جديدة إن "ممتلكاتهم (اليهود) في ليبيا تصل إلى حوالى 20 مليار دولار، وتشمل الممتلكات المنقولة وغير المنقولة والأراضي ورؤوس الأموال في البنوك".

وأشار إلى أن "عدد اليهود الليبيين حالياً يبلغ 120 ألفاً ويشمل الجيلين الأول والثاني، وأن عديداً من الليبيين على اتصال ودي عبر الإنترنت مع ليبيين يهود في إسرائيل".

وأضاف أن "غالبية اليهود الليبيين لديهم رغبة قوية في زيارة ليبيا لرؤية الأماكن التي ولدوا وترعرعوا فيها وللسياحة".

تهديد بتدويل القضية

وفي آخر تصريح للوزون قبل الكشف عن اللقاء الجدلي بين وزيري خارجية ليبيا وإسرائيل في روما، "هدد في نهاية يونيو (حزيران) الماضي باللجوء للمحاكم الدولية" إذا لم تستجب السلطات الليبية لمطالبهم، بحسب متابعين، في محاولة للضغط على حكومة الوحدة التي لم تستجب لغزله منذ بداية العام فلجأ إلى تهديدها بشكل علني.

في هذا التصريح لوح رئيس اتحاد يهود ليبيا باللجوء للجنائية الدولية لنيل مطالبهم، مشيراً إلى "مرور 12 عاماً على ثورة فبراير وعدم حصولهم على حقوقهم حتى الآن".

وقال لوزون إنه "لم يف أي شخص بعهوده طول السنوات الماضية بخصوص حقوق يهود ليبيا، ودعوتهم إلى العودة أو الزيارة، ويخفي صمتنا عن الماضي حساب طال انتظاره، فلم يعد بوسعنا أن نظل صامتين".

وأضاف "موتانا ليسوا أقل قيمة من ضحايا لوكربي، وندرس اللجوء للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومحكمة الجنايات الدولية، ولا بد من الحصول على حقوقنا كي نقول للعالم إن ليبيا الجديدة أخلاقية وعادلة ومنصفة".

ضربة لجهود واشنطن

ويبدو أن لوزون لم يكن الوحيد الذي كان يعلم أو شارك في التنسيق للقاء وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، إذ لمح مسؤولون في الإدارة الأميركية إلى علم الولايات المتحدة باللقاء، لكنها غاضبة من الطريقة التي تعاملت بها تل أبيب بالكشف عنه، مما تسبب بأزمة تخشى واشنطن من تأثيرها السلبي في جهودها للسلام بين إسرائيل وبعض الدول العربية.

كل هذه التفاصيل كشف عنها موقع "أكسيوس" الأميركي الذي نقل عن مسؤول إسرائيلي ومسؤولين أميركيين، أن إدارة الرئيس جو بايدن احتجت لدى الحكومة الإسرائيلية على قرار وزير الخارجية الإسرائيلي الكشف عن اجتماع سري عقده أخيراً مع نظيرته الليبية.

وقال الموقع إن "إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن يؤدي فضح الاجتماع والاضطرابات التي تلت ذلك، ليس فقط إلى قتل الجهود المبذولة للتوصل إلى سلام بين إسرائيل وليبيا، ولكنها ستضر أيضاً بالجهود الجارية مع الدول العربية الأخرى، فضلاً عن مصالح الأمن القومي الأميركي"، كما قال أحد المسؤولين الأميركيين للموقع.

ونقل أكسيوس عن مسؤول أميركي مطلع قوله إن "إدارة بايدن فهمت أن اللقاء بين كوهين والمنقوش كان من المفترض أن يكون سرياً، وتفاجأ المسؤولون عندما كشف عنه كوهين في بيان صحافي رسمي".

وزعم أحد مساعدي كوهين، تحدث إلى الموقع، أنه كان هناك تفاهم خلال الاجتماع على أن الأمر سيصبح علنياً في النهاية، لكن مسؤولاً أميركياً قال إن "الليبيين لم يقصدوا أن يصبح الاجتماع علنياً".

المزيد من متابعات