Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب الجنرالين في السودان شاهد على فشل الدبلوماسية الدولية

قام مفاوضون من الأمم المتحدة ومن عواصم غربية وخليجية بجولات مكوكية بين البرهان ودقلو

ملخص

ما بين أعياد الفصح ونهاية رمضان فوجئ #الدبلوماسيون بسقوط #الخرطوم في الفوضى في التاسعة من صباح الـ 15 من أبريل

فيما تسود الفوضى في السودان بسبب حرب الجنرالين عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" اللذين قال دبلوماسيون وقادة أجانب إنهم "راعوا جانبهما" من منطلق "براغماتي"، يبدأ المجتمع الدولي حساب الضمير بعد تفجر العنف.

وتقول خلود خير مؤسسة مركز "كونفلوانس أدفايزوري" البحثي في الخرطوم، إن "المجتمع الدولي يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، فالعملية السياسية التي أطلقها حادت عن هدفها وأججت التوترات بين البرهان وحميدتي".

ومند مطلع الألفية الثانية، تتولى البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية تنظيم المفاوضات، تارة بين الخرطوم ومقاتلي جنوب السودان من أجل تقسيم البلاد، وتارة أخرى بين المدنيين والعسكريين من أجل تقاسم السلطة بعد أن أطاح الجيش عمر البشير تحت ضغط الشارع في عام 2019.

مفاوضون

ومنذ مطلع أبريل (نيسان)، قام مفاوضون من الأمم المتحدة ومن عواصم غربية وخليجية عدة بجولات مكوكية بين البرهان الذي يقود الجيش ودقلو قائد قوات الدعم السريع، وكان المفاوضون يريدون من الرجلين التوقيع على اتفاق إطاري يقضي بعودة المدنيين إلى السلطة وينص أيضاً على دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وإزاء هذا الإلحاح، تكرر سيناريو معروف من قبل، ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2021 عندما استشعر الجنرالان اقتراب استحقاق تسليم السلطة للمدنيين، قاما معاً بانقلاب مكنهما من الاستحواذ على السلطة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والسبت، فيما كان كلاهما تحت الضغط، انفجر النزاع بينهما معارك ضارية شاركت فيها القوات الجوية ومدافع الميدان وراجمات الصواريخ والبنادق الرشاشة في حرب شوارع تدور رحاها في الخرطوم خصوصاً.

وما بين أعياد الفصح ونهاية رمضان، فوجئ الدبلوماسيون بسقوط الخرطوم في الفوضى في التاسعة من صباح الـ15 من أبريل.

شخصية ذات حيثية

حتى ذلك السبت، كان "حميدتي" لا يزال ينظر إليه في عواصم القرار شخصية ذات حيثية، فكان يتلقى دعوات ويقوم بزيارات رسمية، على رغم تقارير لخبراء ولوزارة الخزانة الأميركية مفادها بأن قواته الرديفة للجيش تستخرج الذهب من مناجم في السودان بالتعاون مع مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية.

ويقول خبير في العلاقات بين الخليج والسودان، إن دقلو "كان منذ فترة طويلة مدعوماً مالياً ومعترفاً به دولياً".

من جانبه، حضر البرهان اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بعد أقل من عام من انقلابه على شركائه المدنيين في السلطة.

الموائد المستديرة

وبعد عديد من الموائد المستديرة التي نظمها الوسطاء الدوليون من أجل العودة إلى الانتقال الديمقراطي، أعلنت قوات الدعم السريع، آلاف من عناصرها هم من الميليشيات السابقة في دارفور المتهمين بارتكاب تجاوزات خلال الحرب الدامية في هذا الإقليم، فتح "دوائر لحقوق الإنسان" في ولايات سودانية عدة وكانوا يلتقون بصفتهم تلك مفاوضين ومسؤولين.

واعتبر الخبير نفسه، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "جزءاً كبيراً من عدوانية دقلو يعود إلى موقف دولة الإمارات" التي تدعمه والتي "يستمع إليها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل"، أما خير فتقول إنه "من ناحية، كان المفاوضون والموفدون الخاصون يتحدثون إلى الجنرالين، ومن ناحية أخرى نادراً ما كانوا يلتقون قطاعات واسعة من المجتمع السوداني" التي كانت تطالب بمحاسبة الرجلين بسبب التجاوزات التي يتحملان مسؤوليتها في دارفور وفي قمع المتظاهرين السلميين عقب الانقلاب. وتضيف أن هذا الوضع "قاد الجنرالين إلى الاعتقاد أن بوسعهما تفجير الحرب في قلب الخرطوم".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير