Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف بدت شوارع الخرطوم في اليوم الثاني من المعارك؟

توقف حركة الأسواق والمواصلات وتدهور في القطاع الصحي في السودان

معظم الاشتباكات تركزت في وسط مدينة الخرطوم وجنوبها حيث المقار العسكرية (أ ف ب)

ملخص

خلت الشوارع في #الخرطوم من حركة #السيارات و #المواطنين معظم ساعات النهار واضطر بعضهم إلى مغادرة المنازل لإحضار #مواد_غذائية

يغالب السودانيون العيش تحت وطأة الحرب والاشتباكات لليوم الثاني على التوالي، فكلما لاحت فرصة هدوء خرجوا لتلمس الأوضاع وقضاء حاجاتهم، إذ إن الأحداث العسكرية المستعرة كانت مفاجئة بالنسبة إليهم بينما كان الآلاف منهم مشغولين بأعمالهم الصباحية، لكن سرعان ما لجأوا إلى منازلهم، ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تنحدر الأوضاع لهذه الدرجة من السوء.

وعلى رغم أن معظم الاشتباكات المسلحة في مراكز وسط مدينة الخرطوم وجنوبها حيث المقار العسكرية والقواعد، إلا أن دوي المدافع وأصوات الذخيرة منع المواطنين من الخروج.

وضع ضبابي 

خلت الشوارع وسط الأحياء السكنية من حركة السيارات والمواطنين معظم ساعات النهار، ويبدو الوضع ضبابياً في ما يتعلق بعودة الحياة لطبيعتها. فالسودانيون اليوم إن اضطرتهم الظروف إلى مغادرة منازلهم، فغالباً ستكون لقضاء حاجاتهم وإحضار مواد غذائية لتخزينها.

وتصاعدت أعمدة الدخان من المناطق التي تشهد قتالاً داخل العاصمة وبدت طرقاتها شبه خالية.

وساد منطقة وسط الخرطوم هدوء في حركة المارة وأغلقت معظم المحال التجارية وبعض المطاعم التي تقدم الوجبات لغير الصائمين.

يأتي ذلك وسط إعلان عطلة رسمية اليوم الأحد في العاصمة بعد تدهور الأوضاع الأمنية.

وحثت لجنة تنسيق شؤون الأمن المواطنين على الابتعاد عن المناطق العسكرية وأي أماكن ربما تكون هدفاً للعمليات الجارية والبقاء في منازلهم ما أمكن.

ظلال سلبية

حال عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد ألقت بظلال سلبية على الاقتصاد، مما أثر في حركة البيع والشراء في الأسواق، وأدى إغلاق الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث وتجدد الاشتباكات لليوم الثاني مع الوضع الأمني المتدهور، إلى عزل سكان تلك المدن وعرقلة حركة المواطنين. وأغلقت المحال التجارية وتأثرت مصالح كثيرين، بخاصة الفئات التي تتكسب رزقها من الأعمال اليومية مثل الباعة المتجولين والعمالة الموقتة.

معظم المخابز كانت مغلقة، إلى جانب المتاجر، وربما يزداد الأمر سوءاً بعد نفاد مخزون الأسر من المواد الغذائية، فالوضع الاقتصادي لم يكن يسمح بشراء احتياطات والحرب المستعرة الآن ستفاقم الأزمة.

ظروف حرجة

وأشار أحد مواطني منطقة شرق النيل محمد الصادق النو إلى صعوبة التحرك نحو الأسواق في ظل تواصل إطلاق الرصاص بكثافة، إلى جانب إغلاق معظم المحال التجارية والمخابز، الأمر الذي يزيد من معاناة المواطنين.

ولدى النو قلق شديد من احتمال تواصل الاشتباكات وتدهور الأمن مع اقتراب عيد الفطر.

ولفت إلى أنه لم يتمكن من شراء حاجات أسرته حتى الآن، كما أن المواد الغذائية في منزله أوشكت على النفاد ولديه أربعة أطفال.

يخاف النو في حال الحرب من الانفلات الأمني، ويقول "حينها لن نسلم من مختلف أنواع الأذى، الوضع حالياً غير مستقر، وهناك حال خوف وفزع في المنازل، مما يخلق الرعب فينا".

وناشد محمد الصادق أطراف الصراع بضبط النفس ومراعاة أوضاع المواطن وطالبهم بالوقف الفوري لإطلاق النار ومعالجة الأزمة الحالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

معاناة المسافرين

ولليوم الثاني على التوالي توقفت حركة الطيران تماماً عن العمل على خلفية تجدد الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفرّ المسافرون والعائدون نحو الأحياء القريبة من المطار، خصوصاً العمارات والصحافة.

وقال الطاهر عمر "أمضينا ساعات طويلة من الخوف والرعب بسبب إطلاق الرصاص الكثيف".

ويضيف أن "أسرة في ضاحية العمارات استقبلته مع والدته في المنزل منذ ليلة أمس السبت ولا يزال يقيم مع أفرادها".

وأوضح أن "هناك أسراً استقبلت أعداداً كبيرة من المسافرين نظراً إلى صعوبة وصولهم لذويهم مع استمرار إطلاق النار".

في غضون ذلك توقفت حركة الباصات السفرية والسيارات التي تقل المغادرين إلى الولايات السودانية لقضاء عطلة عيد الفطر مع أسرهم.

وأغلقت مكاتب الرحلات في مدينة أم درمان ومنطقة سوق ليبيا غرب العاصمة الخرطوم، وتعهد أصحابها بإعادة مبالغ التذاكر للمسافرين الذين أكملوا حجوزاتهم منذ وقت مبكر.

وأقفلت المدارس والجامعات أبوابها في العاصمة الخرطوم اليوم حتى إشعار آخر.

توقف الحركة

وخلت الطرقات من السيارات والمواصلات العامة والمارة مع تجدد تبادل إطلاق النار.

واستمر انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة بمدينة أم درمان وشكا مواطنون من تعرض الأسلاك الكهربائية للحريق جراء تبادل إطلاق النار.

وأسف أحد المواطنين لتلف الجرعات العلاجية بالتزامن مع انقطاع الكهرباء.

وقال الضي محمد آدم "نعاني لتوفير العلاج ولا نملك المال لشراء دواء بديل، بخاصة عقار الإنسولين الذي يحتاج إلى الحفظ بدرجة حرارة معينة، وفي أسرتي شخصان يعانيان مرض السكري".

تدهور صحي 

إزاء الوضع المتدهور استقبلت مستشفيات الخرطوم عشرات الجرحى والمصابين على رغم النقص الكبير في الكادر الطبي وتعرض الموجود للإنهاك نتيجة العمل لساعات طويلة متواصلة. ومع استمرار القتال وكذلك استخدام الأسلحة الثقيلة بشكل عشوائي، توقفت حركة تنقل الأطباء، إلى جانب ما تعانيه المستشفيات من نقص في أكياس الدم والمحاليل والمسكنات والأدوية.

في الأثناء أصدرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، نداء عاجلاً إلى الأطباء والكوادر الطبية نتيجة الحاجة الملحة للجراحين والاختصاصيين في جراحة العظام وجراحة الأوعية الدموية، وجميع الكوادر الطبية للتوجه إلى المستشفيات، وأفادت عن صعوبة الوصول إلى المصابين وإجلائهم، مناشدة الجيش وقوات الدعم السريع فتح طرق آمنة لسيارات الإسعاف.

ووثقت مشاهد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اكتظاظ مستشفيات العاصمة بالمصابين.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات