أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاجن الألمانية للسيارات أوليفر بلومه اعتزامه تجنب الدخول في حرب أسعار مع تسلا، والرد على تخفيضات الأسعار الأخيرة من جانب الشركة الأميركية المتخصصة في إنتاج السيارات الكهربائية، بخطوة مماثلة من جانب أكبر مجموعة لتصنيع السيارات في أوروبا.
وفي تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر الجماينه زونتاجس تسايتونج" الألمانية، تنشرها في عددها الأحد، قال بلومه إن فولكس فاجن لن تدخل في حرب أسعار مع المنافسة الأميركية.
وأضاف بلومه: "لدينا استراتيجية أسعار واضحة ونعول في ذلك على الموثوقية، نحن نثق في قوة منتجاتنا وعلاماتنا التجارية".
وفي الوقت نفسه، قال بلومه إن فولكس فاجن تسعى إلى أن تكون موردا "رائدا على مستوى العالم" للسيارات الكهربائية، لكنه أردف أن هذا الهدف يجب أن يتحقق من خلال "النمو الربحي".
20 في المئة تخفيض
كانت تسلا الرائدة في مجال السيارات الكهربائية خفضت الأسعار بشكل ملحوظ بسبب المنافسة الشرسة في أسواق الصين وأوروبا والولايات المتحدة.
وأعلنت تسلا منتصف يناير (كانون الثاني) الحالي أنها ستخفض سعر طرازاتها من السيارات الكهربائية الأكثر مبيعاً بنسبة تصل إلى 20 في المئة في أوروبا والولايات المتحدة، لتطلق بذلك حرب أسعار مع دخول المزيد من المنافسين إلى السوق.
وتراجعت الأسهم في الشركة التي يملكها إيلون ماسك لأكثر من عام وهبطت بما يصل إلى 4.5 في المئة بسبب هذا الخبر، قبل أن تعوّض بعض الخسائر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المحلل دان آيفز من شركة "ويدبوش سيكيوريتيز" إنه "ليس خفياً على أحد أن الطلب على تسلا بدأ يسجل بعض التصدعات في هذا التباطؤ العالمي لعام 2023".
مع ذلك، أشار آيفز إلى أن خفض السعر كان "الحركة الصحيحة" ويشكّل خطوة تحذيرية لمصنّعي السيارات الأوروبيين وشركتي جنرال موتورز وفورد الأميركيتين لتأكيد أن تسلا لن تقف متفرجة إزاء تنامي المنافسة.
وخفضت تسلا بالفعل الأسعار مرتين في الصين في الأشهر الأخيرة، وقدمت عروضاً ترويجية نادرة في أميركا الشمالية أواخر العام الماضي.
وبحسب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، دفع خفض الأسعار في الصين بمالكي سيارات تسلا إلى التعبير عن غضبهم في معارض السيارات لأنهم فوتوا عليهم العروض على هذه المركبات.
في العام 2022 سلّمت المجموعة 1.31 مليون سيارة كهربائية، بزيادة مقدارها 40 في المئة على أساس سنوي، لكن هذا لا يزال أقل من هدف ماسك طويل الأجل المتمثل في زيادة عمليات التسليم بمعدل 50 في المئة سنوياً.
ويبدي المستثمرون قلقاً من أن المبيعات ستتباطأ بسبب الانكماش الاقتصادي وكذلك ارتفاع أسعار الفائدة التي تجعل اقتراض المال لشراء سيارة أكثر كلفة.
ويشير المراقبون أيضاً إلى وصول الكثير من المنافسين إلى سوق السيارات الكهربائية، حيث تقدم شركات تصنيع السيارات الرئيسية الآن مجموعة طرازات، بما يشمل قطاع السيارات الفاخرة التي هيمنت عليها تسلا لفترة طويلة.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، يمكّن الخصم الآن مشتري طراز (واي) من تسلا من الاستفادة من حافز ضريبي في الولايات المتحدة عن طريق بيع السيارة بسعر يقل عن 55 ألف دولار
أرباح قياسية لتسلا
حققت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية تسلا أرباحا في عام 2022 أكثر من أي وقت مضى خلال عام مالي، رغم ارتفاع معدلات التضخم والمخاوف الاقتصادية ومشاكل سلاسل التوريد.
وزادت الشركة، التي يترأسها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، أرباحها
بنسبة 128 في المئة على أساس سنوي إلى 12.6 مليار دولار، حسبما ذكرت تسلا الأربعاء بعد إغلاق الأسواق.
وأوضح بيان الشركة أن إيراداتها نمت بنسبة 51 في المئة لتصل إلى 81.5 مليار دولار.
وتسعى تسلا إلى توسيع الإنتاج في عام 2023 "في أسرع وقت ممكن" وتواصل استهداف نمو سنوي بنسبة 50 في المئة.
وفي الربع الأخير، زاد صافي دخل تسلا بنسبة 59 في المئة إلى 3.7 مليار دولار، مسجلة أيضا رقما قياسيا جديدا، وارتفعت الإيرادات بنسبة 37 في المئة إلى 24.3 مليار دولار في الأشهر الثلاثة حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول)، متجاوزة توقعات المحللين.
وعلى الرغم من الأرقام القياسية، تعرضت تسلا لصدمة في سوق الأسهم العام الماضي، حيث انخفض سعر السهم بنحو 65 في المئة في عام 2022.