مصر تضيء معالمها الأثرية بألوان علم الصين... ما علاقة "كورونا"؟

بعد ساعات قليلة من مغادرة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان المصرية، مطار القاهرة الدولي، مساء أمس الأحد، متوجهة إلى الصين، أضاءت شركة الصوت والضوء المملوكة للحكومة المصرية عدداً من المعالم الأثرية بألوان علم الصين، ومنها منطقة آثار الأقصر التي تضم مجمع معابد الكرنك (جنوبي البلاد)، إلى جانب جامع محمد علي في منطقة القلعة بوسط العاصمة، وذلك تعبيراً عن تضامن الشعب المصري مع نظيره الصيني في مواجهة فيروس "كورونا" القاتل.

وعقدت الوزيرة مؤتمراً صحافياً قبيل استقلالها الطائرة الإماراتية المتجهة إلى دبي ومنها إلى بكين، حضره السفير الصيني لدى القاهرة وعددٌ من قيادات وزارة الصحة والسكان المصرية، وقالت خلاله إن "الزيارة هدفها تبادل الخبرات في الإجراءات الخاصة بمواجهة فيروس كورونا المستجد، وتقديم مساعدات طبية إلى الشعب الصيني".

إضاءة قلعة صلاح الدين وسط القاهرة  (وزارة الآثار المصرية)

حالة واحدة إيجابية... وتشديد الرقابة الصحية

وأضافت "الوضع الوبائي في مصر مُطمئِن للغاية، وتم إجراء 1443 تحليلاً لحالات مشتبه في إصابتها بالفيروس حتى اليوم، وأثبتت النتائج إيجابية حالة واحدة جرى التعامل معها ولم تظهر أي أعراض عليها، كما تم فحص 13 حالة قادمة من العُمرة، ثبُتت سلبيتها، بالإضافة إلى 302 حالة تم إجلاؤها من مدينة ووهان الصينية".

وكانت الوزيرة المصرية غادرت القاهرة بعد ساعات قليلة من اجتماعها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، وقال السفير بسَّام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في بيان رسمي، إن "الاجتماع تناول متابعة تطورات الموقف الوبائي العالمي للفيروس، وخطة وزارة الصحة الاحترازية في هذا الشأن على المستوى الوطني، كما وجه الرئيس بمواصلة رفع درجة الجاهزية بالتعاون بين كافة الجهات المعنية في الدولة، والقيام بحملات توعية للمواطنين للإرشاد وتوفير المعلومات الدقيقة، ووجه السيسي أيضاً بتشديد الرقابة الصحية وفق أعلى المعايير على منافذ الدخول إلى البلاد".

عروض الصوت والضوء باللغة الصينية

من جانبه، كشف محمد عبد العزيز، رئيس شركة الصوت والضوء، لـ"اندبندنت عربية" أن "إضاءة المعالم الأثرية يأتي بناء على طلب من وزارة السياحة والآثار المصرية، والخطوة هدفها التضامن مع الصين ودعمها في مواجهة فيروس كورونا"، مؤكداً أن الاختيار وقع على الأماكن الأثرية، لأنها تمثل أكبر الوجهات السياحية التي يقصدها الصينيون وكذلك أغلب السائحين من جميع دول العالم".

الإضاءة تعم منطقة آثار الأقصر جنوبي القاهرة  (وزارة الآثار المصرية)

وتابع "الصينيون يمثلون شريحة سياحية مهمة، ومنذ مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي بدأنا تقديم عروضٍ فنية في نطاق معبدي فيلة وأبو سمبل جنوبي البلاد باللغة الصينية للمرة الأولى، حيث تُقدم عروض الصوت والضوء بعِدة لغات أبرزها العربية والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والإسبانية، واليابانية".
فيما قال مصطفى الصغير، مدير عام آثار الكرنك، إن "معابد الكرنك أُضيئت بألوان العلم الصيني في تمام الساعة السابعة والنصف مساء أمس، في نفس الوقت الذي تمت فيه إضاءة معبد فيلة بمدينة أسوان وقلعة صلاح الدين في القاهرة".
وأضاف في تصريحات صحافية أن "هذا الإجراء هدفه التضامن مع الصين خلال الأزمة التي تمر بها جراء انتشار فيروس كورونا، وذلك في الوقت الذي تغادر فيه طائرة مصرية تقل وزيرة الصحة برفقة وفد طبي إلى بكين، حاملة رسالة تضامن من الشعب المصري إلى نظيره الصيني".