Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استقالة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة

انتقد خرق الهدنة واستئناف المعارك في طرابلس

أعلن غسان سلامة استقالته على تويتر (أ.ف.ب)

طلب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة من الأمين العام للأمم المتحدة  أنطونيو غوتيريش إعفاءه من مهمته "آملا لليبيا السلم والاستقرار". وبرر سلامة طلبه في تغريدة على تويتر، نشرها مساء الاثنين 2 مارس (آذار)، وجاء فيها "سعيت لعامين ونيف للم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد. وعليّ اليوم، وقد عقدت قمة برلين، وصدر القرار 2510، وانطلقت المسارات الثلاثة رغم تردد البعض، أن أقر بأن صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد".

ولم يصدر حتى الساعة أي موقف من الأمم المتحدة.

وفي الوقت الذي تشتعل محاور طرابلس، صرح سلامة الأحد، 1 مارس، أن المفاوضات لإنهاء الأزمة الليبية "ما زالت جارية في حوارات المسار السياسي الليبي بمقر الأمم المتحدة في جنيف"، وذلك على الرغم من غياب ممثلي مجلس النواب والدولة وعدد من الشخصيات المدعوة.

وانتقد سلامة خرق الهدنة واستئناف المعارك في العاصمة الليبية، قائلاً إن "هناك من يعتقد أن الحرب فعل يتطلب التحشيد والتسلح والتعبئة، وأن السلم على العكس من ذلك هو حالة من الاستكانة والرضا، وهذا تفكير خاطئ".

أضاف أن "الدعوة إلى العنف من أسهل الدعوات. أما الدعوة إلى السلم، فهي من أصعب الدعوات. ذلك أن السلم يتطلب التنازل والاعتراف بالآخر والقبول به والاستماع إليه ومشاركته في أحزانه وقلقه ومخاوفه وطموحاته".

ويتعرض سلامة لنقد حاد في ليبيا، بعد تعثر المفاوضات التي يقودها لبحث الحلول السلمية والسياسية للأزمة. ويعقد مجلس النواب الليبي جلسة رسمية في مدينة بنغازي لمناقشة ما وصفه بـ"تجاوزات" المبعوث الدولي إلى ليبيا.

وقالت نائب مقرر مجلس النواب، صباح جمعة الحاج، إن المجلس سيناقش الاثنين "تجاوزات البعثة الأممية قرار المجلس، حول اللجنة المشكلة منه للمشاركة في الحوار السياسي".

عين على العزيزية

ولليوم الرابع على التوالي، تستمر المعارك العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس، مع محاولة الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، انتزاع مواقع جديدة تعزز موقفه الميداني، في مقابل دفاع قوات الوفاق المستميت عن مواقعها السابقة، على المشارف الجنوبية للمدينة.

وفي جديد المحاور الملتهبة، حاولت قوات الجيش انتزاع مواقع استراتيجية جديدة، بعد سيطرتها على طريق غريان- طرابلس قبل يومين، بشن هجوم موسع على منطقة العزيزية ذات الأهمية المزدوجة، لدورها في تضييق الخناق على العاصمة وعزل مدينة الزاوية، مفتاح طرابلس من ناحية الغرب.

وحول هذه التطورات، قال المتحدث باسم القوات التابعة لحكومة الوفاق محمد قنونو "قواتنا البرية نجحت في شن هجوم كاسح، التحمت فيه المنطقة العسكرية الغربية وطرابلس والوسطى، الأحد، متصدية لـ 70 آلية تتبع لقوات الجيش، حاولت التسلل من ترهونة إلى العزيزية".

أضاف في بيان أن قوات حكومة الوفاق "تمكنت من تدمير أكثر من 15 آلية ودبابة عسكرية في يوم واحد".

ولم يظهر طرفا النزاع في ليبيا استجابة تجاه النداءات الدولية بالعودة إلى الالتزام بالهدنة المتفق عليها في يناير (كانون الثاني) الماضي، التي دامت لأسابيع قبل عودة الاشتباكات.

وفي هذا الصدد، أكد آمر غرفة عمليات الجيش الليبي اللواء المبروك الغزوي، أن "الجيش مؤسسة عسكرية التزمت بتعليمات القائد العام المشير خليفة حفتر من ناحية وقف إطلاق النار، لكن الذين يحتلون بعضاً من شوارع العاصمة مجرد مرتزقة فارين من سوريا أو أتراك، فلا نتوقع منهم الالتزام بأي شيء".

استغلال انشغال أنقرة

وفي إجابة عن سؤال "اندبندنت عربية" حول مدى صحة ما تتداوله مصادر في ليبيا، عن استغلال الجيش انشغال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجيشه بمعارك إدلب السورية، للضغط على حكومة الوفاق وانتزاع مواقع هامة تعزز موقفه العسكري، يجيب الصحافي الليبي محمد عرابي أن "الجيش الليبي سيوسع عملياته العسكرية لانتزاع مواقع جديدة، مستغلاً بالفعل انشغال تركيا بمعاركها في سوريا وتحديداً إدلب، وهي التي لطالما عززت صمود دفاعات خصمه، قوات الوفاق، بالدعم الذي ترسله براً وجواً".

أضاف عرابي "الجيش يدرك أن موقف قوات الوفاق كان ضعيفاً قبل التدخل التركي، ويدرك الآن صعوبة أن تشتت تركيا قواتها واهتمامها بين سوريا وليبيا، لسبب مهم هو أنها لا تملك الإمكانيات والقدرة على خوض حربين منفصلتين في قارتين مختلفتين".

ويرى أن "عاملاً مهماً آخر أسهم في تقليل إرسال السلاح والمقاتلين إلى ليبيا متعلقاً بالتشديد الأوروبي على مواجهة هذا المد، الذي يهدد أمن القارة العجوز، على المديين المتوسط والبعيد".

نقص الدعم العسكري

وقلل الباحث والأكاديمي الليبي فرج الجارح من جانبه، من إمكانية صمود قوات الوفاق إذا استمرت المعارك من دون الدعم التركي، قائلاً "الكل يعلم أنه لولا تدخل تركيا في معركة طرابلس لكان الجيش الآن في قلب العاصمة. أردوغان عندما تدخل في ليبيا، كان يدرك ذلك ويسعى إلى عرقلة حدوثه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف لـ "اندبندنت عربية" أن "المعلومات الآتية من طرابلس تؤكد أن قوات الوفاق تعاني نقصاً حقيقياً في السلاح والذخيرة، خصوصاً بعد تدمير الجيش جزءاً كبيراً من الدعم الذي تلقته من أنقرة في مصراته وطرابلس. وإذا لم يرسل إليها أردوغان المزيد قريباً ستكون في مأزق حقيقي مع استمرار المعارك".

وتابع الجارح "قوات الوفاق فقدت جزءاً كبيراً من مخزون الطائرات المسيرة التركية، من نوع بيرقدار، التي حصلت عليها في الأشهر الماضية. وهذا العامل الإضافي يزيد حرج موقفها الحالي، مع التفات تركيا إلى سوريا الأقرب إليها والأهم حالياً، بينما الجيش يضغط عليها مستغلاً هذا الأمر".

دور موسكو الخفي

وحول الدور المحتمل لروسيا، في حض الجيش على الضغط على قوات الوفاق في طرابلس، لتشتيت تركيا، التي تشتبك معها في سوريا في محاولة لإنقاذ إدلب من السقوط في يد النظام السوري، يقول الصحافي محمد العنيزي إن "هذا الاحتمال كبير، خصوصاً مع التكهنات التي صاحبت زيارة حفتر إلى موسكو مؤخراً، ولقائه بوزير الدفاع، حيث اعتبر اللقاء برمته رسالة موجهة إلى أنقرة".

ويوضح "توقيت الزيارة تزامن مع بداية التصعيد بين روسيا وتركيا في سوريا، وتحليلات كثيرة خرجت وقتها لتؤكد أن لقاء حفتر مع وزير الدفاع الروسي يمهد لعمل عسكري في ليبيا ضد تركيا تحديداً، وهو ما حصل".

ورأى العنيزي أن "روسيا تدرك أهمية طرابلس بالنسبة إلى أردوغان من جوانب عدة. لذلك، أعتقد أن هناك رابطاً حقيقياً بين ما يدور في طرابلس وما يجري في إدلب، بالنظر إلى علاقة الطرفين الروسي والتركي بطرفي النزاع الليبي، ودورهما الرئيس في الحربين الليبية والسورية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي