Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسيقي يستخدم خوارزمية ليؤلف كل الألحان الممكنة

وضع دليل موسيقيّ يتضمّن 68 مليار لحن تشتمل على "جميع الألحان الموجودة والمستقبليّة" من أجل وقف دعاوى حقوق التأليف

خوارزمية داميان ريل ونوح روبن كانت قادرة على نظم 300 ألف لحن في الثانية (يوتيوب)

استخدم موسيقيّ ومحامٍ خوارزمية حاسوبيّة كي يصوغ جميع الألحان الممكنة، في محاولة منه ترمي إلى وضع حد لدعاوى قضائيّة تزعم انتهاك حقوق التأليف والنشر.

وتعاون الموسيقي الذي يُدعى داميان ريل مع نوح روبن المتخصِّص في برمجة الكمبيوتر، وصمّم برمجيّة حاسوبيّة في مقدورها صياغة 300 ألف لحن في غضون ثانية، مبتكراً دليلاً موسيقيّاً ضخماً يتضمّن 68 مليار لحن، يتكوّن كل لحن منها من ثماني نغمات أو أصوات موسيقيّة.

وفي المرحلة اللاحقة، سُجلت حقوق التأليف الخاصة بتلك المقاطع الموسيقيّة ونُشرت علانية كي تكون متاحة للجمهور، أملاً في إسكات الموسيقيين المولعين برفع دعاوى قضائيّة مدّعين سرقة مؤلفاتهم.

ومستنداً إلى أمثلة شهيرة من دعاوى قضائيّة تتعلّق بانتهاك حقوق المؤلف، قال ريل إنّه أنجز هذا المشروع بغية إثبات أنّ الألحان المُحتملة محدودة، ما يجعلها عرضة لأنماط موسيقيّة يجري تكرارها عن غير قصد.

وتجلّى ذلك استناداً إلى ريل في دعوى قضائيّة رفعتها "ذا شيفونز"، الفرقة الموسيقيّة الأميركيّة، ضدّ جورج هاريسون الموسيقي البريطانيّ بزعم سرقته لحن أغنية "ماي سويت لورد" (إلهي الحبيب) من أغنية "شيز سو فاين". واستغرقت المعركة القضائيّة نحو ثلاثة عقود، وانتهت بإدانة قاض أميركي العضو السابق في فرقة "البيتلز" البريطانيّة بما يُسمى "السرقة الفكريّة عن غير عمد".

أمّا في الآونة الأخيرة، فأُلزم سام سميث المغني البريطانيّ بتسوية نزاع يتعلّق بحقوق التأليف والنشر مع توم بيتي مغني الروك الأميركيّ بسبب الشبه الواضح بين "ستاي ويز مي" (ابقَ معي) أغنيته الحائزة جائزة "غرامي"، وبين "ونت باك داون" (لن أتراجع) الأغنية الشهيرة لبيتي.

ادّعى سميث أنّه لم يسمع قط أغنية بيتي المذكورة آنفاً، كذلك الأمر بالنسبة إلى اللحن المبني من نغمات ثلاث تتعاقب تنازلياً الذي اشتملت عليه اللازمة الموسيقيّة محطّ الخلاف. وقال الوكيل عن الموسيقي البريطانيّ آنذاك إنّ الشبه بين العملين كان "مصادفة بحتة"، بيد أنّ التسوية التي جرت خارج المحكمة وجدت أنّ بيتي واحداً من المؤلفين المساهمين في الأغنية موضوع النزاع.

وحُفظت الألحان التي وضعتها خوارزميّة ريل في صيغة ملف "ميدي" (MIDI) على قرص تخزين صغير صار يحتوي الآن على "الألحان الموسيقيّة الموجود كافة، وتلك التي يمكن أن تُكتب في المستقبل".

وتحدّث ريل عن مشروعه في محاضرة أجراها أخيراً ضمن مؤتمر "تيد إكس"، حيث قال إنّ "نظام حقوق التأليف والنشر المعمول به حاضراً غير صالح ويحتاج إلى تحديث. ووفقاً لقانون التأليف، الأرقام حقائق، والقانون نفسه، يسبغ على الحقائق حقوقاً هشّة، أو يكاد لا يعطيها حقوقاً، أو أنّه لا يحمي الحقائق إطلاقاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف، "وعليه، لو أنّ تلك الأرقام وجدت منذ بداية الزمن وجلّ ما نفعله من جهتنا أنّنا نلتقطها، ربما تكون الألحان تالياً مجرد حسابات رياضيّة، والأخيرة بدورها ليست إلا حقائق، يُحتمل ألا تكون محمية بحقوق التأليف والنشر."

اللافت أن تلك الألحان التي وضعتها الخوارزمية نُشرت على شبكة الإنترنت بغرض توسيع بيانات الكتالوغ ليشمل نغمات وألحاناً إضافيّة في المستقبل.

وصحيح أنّ تلك المنظومة الموسيقيّة لم تُختبر بعد في محكمة قانونيّة، بيد أنّ ريل يأمل في أن يضع دليله الذي يضمّ مليارات الألحان نهاية للانتهاكات العرضيّة لحقوق النشر، ويمنح مؤلفي الأغاني "مزيداً من الحرية" لتأليف الموسيقى.

وقال "لا توجد أغنية جديدة. نوح وأنا استخدمنا مجموعة البيانات الموسيقيّة كافة. أتحنا لمؤلفي الأغاني الاستفادة من تلك الألحان الموسيقيّة كافة في وضع الموسيقى لأعمالهم في المستقبل".

© The Independent

المزيد من منوعات