Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ملحم زين: أنا محظوظ لكن الموهبة وحدها لا تكفي

 لفت ملحم زين إلى أهمية الأخلاق في مسيرة الفنان، ويقول إنه محصَّن في وسط يعترف مَن ينتمي إليه بالخيانة وتعاطي المخدرات وسواها من الموبقات

الفنان ملحم زين. (إندبندنت عربية)

ملحم زين فنان صاحب تجربة مميزة ونادرة على الساحة الفنية في الوطن العربي. حقق نجومية واسعة منذ مشاركته في برنامج "سوبر ستار"، وقبل أن يطرح أعمالاً خاصة به. يعترف أنه محظوظ، وأن الموهبة لا تكفي وحدها، مشيراً إلى حالات كثيرة يلاحقها النحس على الرغم من موهبتها الكبيرة.

يؤمن ببراءة سعد لمجرد ويعتبر أنه يدفع ضريبة نجاحه الساحق، ويتفهمّ رأي وائل كفوري الذي يرى أن الزواج مؤسسة فاشلة، أما عن زواجه فيقول إنه سعيد ويضيف ممازحاً أنه يرغب في أن يصبح أباً لـ 11 ولداً 10 لاعبين وحارس مرمى.

التوفيق من رب العالمين

بدايةً، تحدث ملحم زين عن ظاهرة نجاحه في زمن قياسي وتجربته كنجم "صف أول"، من دون سائر أبناء جيله أو الفنانين الذين تخرجوا من برامج الهواة. وقال "التوفيق من رب العالمين، ولكنني أؤمن بأن مزيداً من المواهب ستبرز. وبالنسبة إلى النجاح، فهو خلطة متكاملة تجمع بين محبة الناس، حسن اختيار الأعمال، العمل الدؤوب، الابتعاد عن الكسل، السمعة الطيبة، الاسم النظيف، الأخلاق، وحسن التعاطي مع الناس". وإلى جانبها، يرى زين أنه "لا يمكن إغفال دور الحظ، حتى لو كانت الموهبة كبيرة، وهناك فنانون منحوسون ولم يحققوا شيئاً مع أنهم يملكون موهبة كبيرة، والأمثلة على ذلك كثيرة". كما أكد أن نجاحه لم يفاجئه. وأضاف "أعتبر نفسي موهوباً، ومنذ 15 سنة، وأنا أتعب وأمضي وقتاً طويلاً بين الإستديو والسفر والحفلات. لا شيء يأتي من فراغ".

لا أعيش حياة الفنان التقليدية

ملحم زين الذي لفت إلى أهمية الأخلاق في مسيرة الفنان، كيف يحصّن نفسه في وسط يعترف مَن ينتمي إليه بالخيانة وتعاطي المخدرات وسواها من الموبقات الأخرى؟ ويجيب "أنا محصّن بقوة بفضل إيماني بالله. الجماهيرية والنجومية، لا تستحقان من الفنان أن يفسد حياته. أنا أب لأربعة أولاد وأريدهم عندما يكبرون أن يشعروا بالفخر والاعتزاز بوالدهم. لا أريد لأولادي أباً "مطفي وشربان" (أي سكّير) لكي يؤكد أنه فنان. إنها حالة شاذة، وبعضهم لا يستطيع تحمّل النجومية، والعيش بشكل طبيعي، بل يلجأ إلى ما يساعده على التواصل مع الناس بطريقة صحيحة، من خلال المخدرات والكحول، وهذا خطأ ووهم. أنا رجل "بيتوتي" (يحب المنزل العائلي) لا أسهر ولا أعيش حياة الفنان التقليدية بمفهومها السائد في الوطن العربي. عندما لا تكون لديّ التزامات فنية، أبقى في بيتي ويزورني الأصحاب أو أزورهم، وأعيش حياة مستقرة. صحتي وبيتي هما الأهم عندي، ولا أجد أن هناك ما يستحق بأن أكون مدمناً، وأنا أدعو كل مَن يتعاطى أن يقلع عن هذه العادة، لأن لا شيء يستحق هذا الأمر".

وعما إذا كان الغرور تسلل إليه في بداياته، يجيب "بل شعرت بالاعتزاز بالنفس وبنشوة النصر، وهناك فرق بينهما وبين الغرور. المغرور هو مَن يشعر أنه فوق البشر، وأنا لم يراودني هذا الشعور على الإطلاق. حتى في أوج ما حصل معي بُعيد انطلاقتي، لم يصدر عني أي رد فعل تجاه الناس يعكس الغرور، ما عدا حالات يقف وراءها أشخاص مستفزون، كانوا يجبرونني على التعاطي بطريقة غير صحيحة. كنت ولداً في الـ 20 من عمري عندما حقّقت انطلاقة غير عادية، واستقبلني رئيس جمهورية لبنان السابق إميل لحود ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري رحمه الله، وما حققته جعلني أشعر بالاعتزاز بالنفس، ولكن الأمر لم يتجاوز هذا الحد".

أعتزّ بأنني ابن بعلبك

كما أكد ملحم زين أن الاستفزاز الذي تعرّض له كان وراءه صحافيين ومطربين. وأضاف "هم اعتقدوا بأن نجاحي سيؤدي إلى سقوطهم، لأن هناك مَن يفكر بطريقة غربية. لم أكن أملك خبرة التعامل مع الصحافة. في تلك الفترة كانوا يحرجوني لكي يخرجوني، وكانوا يريدون التسويق لفكرة أنني من أصحاب المشاكل، ولأنني بعلبكي. أنا أعتزّ بأنني ابن بعلبك، ولا يوجد لدي ما أخجل به. حصل الكثير من الأمور في حياتي، ولست نادماً على أي تصرف قمت به حينها، بينما اليوم أملك القدرة على التحمل وامتصاص الاستفزاز الذي ما زلت أتعرض له من بعضهم".

وقّدم ملحم زين نصيحة إلى الفنانين، وقال "الله مقسّم الأرزاق وكلٌّ ينال رزقه. والأفضل أن يكون الفنان طيباً وعلى سجيته، لأن كل شيء إلى زوال ما عدا عمل الإنسان وذكره الطيب بين الناس، ولا شيء يبقى سواء كان مالاً أو ولداً أو أغاني. يقول الإمام علي: خالطوا الناس مخالطةً إن متُّم بكوا عليكم وإن غبتم حنّوا إليكم. هذا هو مبدأي وغيري حرٌّ بتعاطيه".

سعد لمجرد مظلوم

أما كيف ينظر إلى سعد لمجرد الذي تلاحقه تهمة الاغتصاب، وهل يرى أنه مظلوم أم أنه مذنب فعلاً وألحق الأذى بنفسه؟ فيقول "بل هو مظلوم حتى انقطاع النفس. المحكمة أكدت براءته من تهمة اغتصاب لورا بريول. هذا كلام المحكمة الفرنسية وليس كلامي. فليتوقفوا عن جلد هذا الشاب صاحب الموهبة الكبيرة، وما يحصل معيب. المشكلة في الوطن العربي أننا نجلد الشخص قبل صدور قرار المحكمة. سعد لمجرد مظلوم وهو سيخرج من أزمته أقوى مما كان، ولديّ إيمان مطلق بأنه لم يرتكب إثماً وكل ما تعرض له مركّب".

وهل يقصد أن سعد لمجرد يتعرض لمحاربة فنية؟ يوضح ملحم زين "أغنية باغية واحد، حققت 300 مليون مشاهدة وإنت معلم، 700 مليون مشاهدة ومثلهما ماشي ساهل. سعد لمجرد أوجد حالة في الساحة الوطن العربي الفنية لم تكن موجودة قبله، وألحق نجاحه الأذى بالكثيرين، ومَن ألحق به أذى يملك معلومات دقيقة عن القانون الفرنسي، ويعرف أن القوانين في أوروبا لا تتساهل في موضوع الاغتصاب على الإطلاق. لذلك لفّقوا له هذه التهمة وزُجّ في السن، وهم يواصلون التلاعب به. أنا متمسّك برأيي والمحكمة الفرنسية تثبت شيئاً فشيئاً وجهة نظري".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا أغالط وائل كفوري الرأي

أما عن موقفه مما قاله وائل كفوري بأن الزواج مؤسسة فاشلة، فيقول "الحياة الزوجية نسبة وتناسب، من وجهة نظري، هي ليست مؤسسة فاشلة، وفي الوقت نفسه أنا لا أغالط وائل كفوري الرأي. هي مؤسسة فاشلة وناجحة في آن معاً. هي فاشلة في بعض الأماكن وناجحة في أماكن أخرى. هناك تجارب زوجية ناجحة واستمرت طويلاً، وأخرى لم تصمد. لا يوجد لديّ جواب يغالط وجهة نظر وائل ويؤيد وجهة نظري والعكس صحيح أيضاً". وكيف يقيّم مؤسسة الزواج من خلال تجربته الشخصية؟ يجيب "أنا سعيد ومرتاح في حياتي".

وحول ما إذا كان يخطّط لعائلة كبيرة؟ يجيب "أنا أب لـ 4 أولاد"، ويقول ممازحاً "أريد أن أصبح أباً لـ 11 ولداً، 10 لاعبين ولاعب واحد حارس مرمى، لا أعرف عدد الأولاد الذين يمكن أن يرزقني الله بهم، ومن حيث المبدأ أريد 7 أولاد".

رأيه في برامج الهواة

وأبدى زين رأيه بظاهرة برامج الهواة، ويوضح "هذه البرامج تطوّرت مع الوقت، وكل النجوم الموجودين حالياً على الساحة تخرّجوا من برنامج استديو الفن (اللبناني)، ومن ثمّ تغيّرت النسخ وتطور الزمن ووُجِد الإنترنت والسوشال ميديا، وصارت بالشكل الاعتيادي الذي نراه اليوم. نجوم السبعينيات والثمانينيات وصلوا واستمروا ولم يكن هناك سوشال ميديا، أما اليوم، وعلى الرغم من كل البهرجة التي تصاحب الفنان، إلا أنه يعجز عن تحقيق الشهرة. مَن يتخرّجون من برامج الهواة يحتاجون إلى متابعة أكبر، وإلى مَن يمسك بهم من الصفر، ويضع لهم خطة متكاملة. تُشكر أم بي سي على ما تقوم به، وهي خرّجت مواهب عدة، من بينهم نداء شرارة ومحمد عساف، وناصيف زيتون الذي تخرّج من برنامج ستار أكاديمي وغيرهم. وكلهم يتمتعون بالموهبة ولكنهم بحاجة إلى جهد أكبر كي يتمكنوا من تحقيق الاستمرارية".

هذه نصيحتي

ما هي النصيحة التي يقدّمها ملحم زين؟ يقول "هم لا يسمعون نصيحة ولا يريدون ذلك في الأساس. نحن بألف خير ولبنان مثل طوكيو، والناس مرتاحون في معيشتهم ولا توجد مشاكل. هذا ما يريد أن يسمعه الناس. للأسف نحن نعاني من الفصام، ولا يوجد حل للمشكلة التي نعيشها. كنت آمل في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون أن تتشكل لجنة رقابة تطاول كل الفاسدين. وربما اختلاف القوى والأحجام والتجاذبات السياسية منعت ذلك. الفساد الذي نعاني منه في لبنان لم يعرفه أي بلد في العالم. المحاسبة يجب أن تبدأ من الموظف الصغير في الدائرة الحكومية الذي يتقاضى 700 دولار، لتصل إلى الوزير الذي يجلس في مكتبه ومعلمه (أي رئيسه). نحن نعاني من مصيبة وكارثة. الدين العام بلغ 100 مليار دولار وهناك جيل كامل من دون عمل. يجب أن نتحرك، ربما ثورة، أو تحركات، أو إقفال طرقات. في فرنسا رفعوا ثمن الوقود يورو أو نصف يورو، فتحرك الشارع، وفي لبنان يضع الفاسدون أيديهم في جيوبنا، ولا أحد يتحرك. نحن نعتقد بأننا أفضل من شعوب المنطقة كلها، وفي الحقيقة نحن اليوم الأسوأ في محيطنا العربي كله".

وعن تحضيراته للفترة المقبلة، قال "انتهيت من تسجيل ألبوم يضم خمس أغاني، كما قمت بجلسة تصوير خاصة به، يفترض طرحه قبل حلول شهر رمضان المبارك، الأغاني باللهجة اللبنانية، وكنت طرحت قبله أغنية عراقية وأخرى خليجية، لإرضاء كل الأذواق. أغاني الميني ألبوم مختلفة وتتنوّع بين المقسوم والدبكة والأوريجينال، والراقصة. هو خلطة من كل شيء".

المزيد من فنون