Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد الفشل في تشكيل حكومة ائتلافية... إسرائيل تخوض الانتخابات الثالثة خلال عام

لا تمنح الاستطلاعات أكثرية لأي من المتنافسين ما يثير القلق من احتمال إعادة الاستحقاق للمرة الرابعة وهي خطوة تعتبر كارثية على أكثر من مستوى

 

لافتات انتخابية في شوارع إسرائيل (أ.ف.ب)

يتوجه الإسرائيليون الاثنين 2 مارس (آذار)، إلى صناديق الاقتراع لانتخابات الكنيست الـ 23، وهي الانتخابات الثالثة في أقل من سنة، بعدما فشل المتنافسان الأقوى بنيامين نتنياهو زعيم حزب "الليكود"، وبيني غانتس زعيم حزب "أزرق – أبيض"، في تشكيل حكومة بعد معركتين انتخابيتين. ولا تمنح استطلاعات الرأي الأخيرة أكثرية لأي من المتنافسين، ما يثير أجواء قلق من احتمال عدم إمكانية أحدهما من تشكيل حكومة وإعادة الانتخابات للمرة الرابعة، وهي خطوة تُعتبر كارثية لإسرائيل على أكثر من مستوى.

فقد بيّنت نتائج استطلاع الرأي الأخير أنه لن يكون بمقدور نتنياهو أو غانتس تشكيل حكومة من دون ليبرمان، كما توحي تصريحات قادة المعسكرين اللّذين يستبعد كل منهما الجلوس مع الآخر، إذ يشترط غانتس حكومة وحدة برئاسته أولاً، ومن ثم برئاسة نتنياهو إذا نجا الأخير من تهم الفساد والرشوة التي سيُحاكم عليها. وفي المقابل، يؤكد نتنياهو أنه يريد الوحدة مع غانتس، لكنه يشترط هو الآخر أن يكون أول من يترأس الحكومة، ويرفض التخلي عن كتلة اليمين التي تدعمه.

هذه الوضعية جعلت أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، في موقع الحاسم بمصير هذه الانتخابات، فمن دونه لن يكون بمقدور أحدهما الوصول إلى 61 مقعداً، ليعلن إصراره على الموقف الرافض لدخول حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو وعدم دعم بيني غانتس، وبالتالي اعتبار نفسه الوحيد القادر على تشكيل حكومة تنقذ إسرائيل من أزمة سياسية جديدة. أما القائمة العربية المشتركة، التي تشكّل القوى الثالثة في الكنيست، وتشمل الأحزاب العربية الوطنية الأربعة، فتمنحها استطلاعات الرأي ارتفاعاً من 13 مقعداً إلى 14 أو 15 مقعداً، لكنها وعلى خلفية وطنية، لن تدخل إلى ائتلاف مع أي مرشح سيفوضه رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، بعد ظهور النتائج، لتشكيل الحكومة.

تبادل الأراضي... والفساد أبرز نقاط ضعف نتنياهو

الإسرائيليون بمعظمهم يحمّلون نتنياهو مسؤولية إجراء انتخابات ثالثة لرفضه التخلي عن رئاسة الحزب أو تقديم استقالته بسبب الملفات الجنائية ضده، وهذا ما يشكّل صعوبة أمامه في رفع شعبيته في هذه الانتخابات، فهو يحتاج إلى ما لا يقل عن 100 ألف صوت إضافي ليحصل على عدد مقاعد تمنحه أكثرية لتشكيل الحكومة.

لقد سعى نتنياهو منذ تحويل ملفه "الفساد" إلى المحكمة، إلى تحقيق إنجازات محلية ودولية ليضمن كرسي الرئاسة. ونجح خلال فترة قصيرة في تسجيل إنجازات مهمّة، أبرزها "خطة السلام"، وما تتضمنه من بنود تعود لصالح إسرائيل، خصوصاً القدس، المستوطنات والضم و الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارات إليها، كما الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. وكذلك، هدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإفراج عن إسرائيلية من السجن الروسي بتهمة حيازة المخدرات وغيرها من الإنجازات، ولكن مع هذا، لم ينجح نتنياهو في رفع شعبيته عن الانتخابات الأخيرة، ما يشير إلى أن نسبة غير قليلة ممّن كانت تدعمه في السابق، لا تريده اليوم رئيساً للحكومة، وأعلنت أكثر من شخصية بارزة التراجع عن دعم نتنياهو بسبب ملفات الفساد، بل دعته إلى الاستقالة.

وعلى الرغم من أن نتنياهو حظي على مدار سنوات طويلة بشعبية كبيرة على خلفية الملف الأمني وإظهار نفسه كشخصية قادرة على ضمان أمن إسرائيل والإسرائيليين، إلاّ أنّ ملف الفساد انعكس بشكل سلبي على هذا الجانب، ولعلّ الضرر الأخير والأكبر جاء بعد إعلان أكثر من 500 ضابط وجنرال سابقين عن حملة ضده، داعين الإسرائيليين إلى عدم دعمه والمطالبة باستقالته، ومنعه من الوصول إلى رئاسة الحكومة، لما يشكله من إهانة للمؤسستين العسكرية والسياسية، كرئيس فاسد تدار ضده محاكمة وقد توصله إلى السجن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

- خطة تبادل الأراضي: تشكّل نقطة ضعف لدى نتنياهو. فهذه الخطة التي أسهم في بلورتها في "خطة السلام" وبموجبها تُنقل بلدات لفلسطينيي 48 إلى السلطة الفلسطينية، أدت إلى التفاف واسع من قبل فلسطينيي 48 حول القائمة العربية المشتركة لترتفع شعبيتها، ومنحتها استطلاعات الرأي زيادة ملحوظة عن الانتخابات الأخيرة. فارتفاع مقاعد العرب يضعف كتلة اليمين، كما كتلة اليسار-الوسط، ويمنع أياً منهما من الوصول إلى أكثرية تضمن تشكيل حكومة.

شريط جنسي وعدم وجود خطة بديلة يضعفان غانتس

وعلى الرغم من أن المؤسسة العسكرية تُعتبر أضخم وأهم المؤسسات الإسرائيلية، إلاّ أنّ حزب الجنرالات الذي يقوده غانتس، الرئيس السابق لأركان الجيش ومعه ثلاثة رؤساء أركان سابقون للجيش وتسعة جنرالات سابقون من خريجي الجيش والاستخبارات والشرطة، لم يتمكن من زيادة شعبيته. صحيح أن غانتس نجح في غضون سنة بتشكيل حزب جديد جرف مقاعد تجاوزت حزب "الليكود" في الانتخابات الأولى، إلاّ أنّ شخصيته وما يعرضه في برنامجه الانتخابي، إلى جانب الكشف عن شريط فيديو لعلاقات له مع نساء واستغلاله من قبل نتنياهو، كلها شكّلت نقاط ضعف له في هذه المعركة، ما سيؤثر في إمكانية حصوله على أكثرية مقاعد تتيح له تشكيل حكومة.

وجاءت آخر ضربة لغانتس من قبل أحد أكبر مستشاريه، ويُدعى يسرائيل بيخار، ونجح خصوم غانتس في تسريب تسجيل لبيخار يقول فيه إن "غانتس يشكّل خطراً على إسرائيل ولا يصلح لأن يكون رئيساً للحكومة، ولا يملك الشجاعة لمهاجمة إيران". وفي التسجيلات المسربة، جاء أيضاً أن بيخار سمع بنفسه نائب مقربة من غانتس، هي عومر ينكليفتس، تقول "غانتس غبي أحمق لا يساوي شيئاً. يحظر تكليفه برئاسة الحكومة".

وإلى جانب هذا كله، لا يمكن تجاهل قوة شخصية نتنياهو والكاريزما التي يتمتع بها والتي انعكست في خطاباته مقابل ضعف شخصية غانتس، الذي اعترف بشكل صريح بذلك خلال تصريحات له ردّ فيها على تهم وجّهها إليه نتنياهو.

الجانب الآخر والأهم بالنسبة إلى أحزاب ومؤيدي اليسار والمركز، أن غانتس لم يعرض خطة سياسية بديلة وأقوى من تلك التي يعرضها نتنياهو، بل في بعض القضايا انجرّ خلف حملة نتنياهو في محاولة لكسب شعبية الإسرائيليين، خصوصاً في موضوع الضم، إذ أعلن دعمه له ووعد بتنفيذ الخطة.

بقي الأمل أمام غانتس في أن يقنع ريفلين بعدم شرعية نتنياهو في تشكيل حكومة بسبب ملفات الفساد وخطر السجن، لكنّ السؤال الذي يُطرح إذا يمكن عدم احترام موقف أكثر من مليون ناخب، من المتوقع أن يدعموا نتنياهو.

5.9 مليون ناخب

وتشير معطيات دائرة الإحصاء الإسرائيلية المركزية إلى أن عدد الناخبين في انتخابات الكنيست الحالية بلغ 5.9 مليون ناخب، وقد ارتفع عددهم منذ انتخابات الكنيست السابقة (قبل ثلاثة أشهر) بحوالى 62 ألف ناخب.

وتبلغ نسبة الناخبين اليهود 78 في المئة ونسبة الناخبين العرب 17 في المئة.

ولا تشمل هذه المعطيات المواطنين أصحاب حق الاقتراع الموجودين خارج البلاد منذ فترة طويلة.

ويشار هنا إلى أن عدد الناخبين وفق لجنة الانتخابات المركزية هو حوالى 6.5 مليون، أي أكثر بنحو 560 ألف ناخب عن معطيات دائرة الإحصاء المركزية، وذلك لأن سجل الناخبين يشمل مواطنين موجودين خارج البلاد منذ فترة طويلة، وقسم منهم توفوا ولم يُبلّغ السجل السكاني بذلك.

المزيد من الشرق الأوسط