Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تشكيلية سعودية تهيمن على فضاء البيئة المجتمعية

شكَّل "معرض 39، 21" ملتقى ثقافياً جمع أبرز روّاد الفن المعاصر محلياً ودولياً

يعدّ معرض 39، 21 ملتقى ثقافياً جمع أبرز روّاد الفن المعاصر (اندبندنت عربية)

تمثل البيئة وطبيعة المحيط الذي ينشأ فيه الإنسان معطى مهماً ينحت وعيه وينمّي ذائقته الفنية، إذ تختلف طبائع البشر وثقافاتهم وفنونهم وفق بيئاتهم المختلفة.

وفي السعودية يستقي الفن التشكيلي موضوعاته من الثقافة العامة التي تسودها، فنراه يشبهها في ملامحه، متنوعاً بتنوعها الجغرافي ومتطوراً بتطورها، بل ويكاد يكون أكثر الفنون استفادة من الانفتاح الذي يعيشه المجتمع، ما أدّى إلى وجود أنواع جديدة تحمل صفات العصر الحالي بأشكاله الاجتماعية والفنية والتكنولوجية، وخلف معايير جديدة للفن التشكيلي.

روّاد الفن المعاصر
وشَكَّل "معرض 39، 21" ملتقي ثقافياً جمع أبرز روّاد الفن المعاصر محلياً ودولياً وأصحاب صالات العرض العالمية، ومقتني الأعمال الفنية على أرض جدة السعودية التي أصبحت بدورها منصة بارزة على الخريطة الثقافية والفنية والعالم، خصوصاً بما تقدّمه من برامج ثقافية ضمن مجال الفنون التشكيلية بكل تنوعاتها ومدارسها الحديثة والمعاصرة.

 

وحمل المعرض في نسخته الحالية عنوان "أيتها الأرض" رسالة يؤكد فيها الديناميات الشخصية، انطلاقاً من اللغة العلمية العامة، إذ يبحث الفنانون والمصممون والمفكرون عن حلول ملموسة من أجل التوصل إلى طرق بديلة ومتناغمة للحياة على كوكب الأرض، وأوحت البيئة الجغرافية للسعودية لفنانين كثر من مواطنيها برسمها وتصويرها، ومحاولة إيجاد حلول للأزمات المناخية والتداعيات الكارثية في البيئة لتقدم أعمالهم الفنية وجهات نظر جديدة غير إنثروبوسينية من خلال فلسفة وجود مرتكزة على الأشياء وقصص الخيال التأملي، ويُجرى إعادة الاتصال مع الأرض من خلال الأنشطة التأملية، وتوضع خرائط للأنظمة والهياكل الاجتماعية.

واستجابت التشكيلية السعودية دانيه الصالح إلى سحر الشكل واللون الموجود في عناصر البيئة، إلى جانب ما تحتويه الأرض من أفكار وسلوكيات وفق مفاهيم التراتبية المجتمعية والوضع الاجتماعي والطبقة الاجتماعية والصراعات الدينية والعنف العرقي التي تؤدي جميعاً إلى الانقسام في المجتمعات حول العالم، وتتطور إلى عدم التسامح مع الآخرين.

الفن طوق نجاة
وهو ما يشكّل تراكماً من الممارسات التي تعزز مشاعر الخوف والسيطرة والاستعلاء، لتقدم تساؤلات لزوّار المعرض حول كيف يمكن معالجة هذه الانقسامات كي نتمكّن من بناء الجسور، والتواصل على نحو أفضل، والاستماع والتعلم من بعضنا بعضاً، والتعاون، والتكامل، والنمو معا؟ كيف يمكننا أن نصبح بشراً أفضل، ونجعل العالم مكاناً أفضل لأجيال المستقبل؟ يستكشف عملها ظاهرة التشرذم التي تتعرض لها أشكال بسيطة، وتحوّل لأنماط معقدة حينما تتكرر. يشير العمل إلى كيفية ظهور التغيير الضار من نقطة بسيطة متناهية الصغر، تتطور تدريجياً لتصبح نظاماً بيئياً معقداً غير مركزي من العلاقات.

 

ووصفت الصالح المعرض في حديثها إلى "اندبندنت عربية"، قائلة "المعرض مبادرة فنية بمشاركة 22 فناناً لدعوة الجميع إلى التفكير في كيفية التعامل مع البيئة"، وأكدت "أن جميع الأعمال حملت رسالة مباشرة وغير مباشرة تؤكد أن الفن يمثل طوق نجاة تجاه ما يحدث من عشوائية وتلوث بصري وسمعي في المحيط العام والكوني، ومعالجة سلوكيات تضر بروح البيئة الحية المعنوية والمادية".

وشرحت التشكيلية فكرة عملها بمحاكاة الأنظمة الاجتماعية وتكرارها، فعمدت إلى تجسيدها بسبع مجموعات تحوي ثلاثة أنواع من المواد الفنية الرسم على الأكريليك، والتقطيع بالليزر على خامات الورق، وأشكال متحركة ومبرمجة، وتربط خيوط الصوف بين المجموعات السبع لتمثل العلاقات التي تنمو مع تكرار الأنماط الاجتماعية.

وتعاضد جميع الأعمال الفنية جنباً إلى جنب لتشكّل في مجملها ثقافة بيئية مستدامة هادفة إلى زيادة تنمية الذوق الجمالي والحفاظ على البيئة.

المزيد من ثقافة