Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هنية في موسكو... "حماس" تدفع نحو توسط روسيا في التسوية مع الإسرائيليين

السلطة ممتعضة وترفض أي حوار خارج الأراضي الفلسطينية

فشلت روسيا سابقاً في التوصل إلى خطة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي (اندبندنت عربية)

في إطار تكثيف الدعم الروسي للفلسطينيين، ضمن سعيهم إلى حل صراعهم الداخلي ونزاعهم مع الإسرائيليين، وجهّت وزارة الخارجية الروسية دعوة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لزيارة موسكو، وبدء حوار شامل للخروج من المأزق السياسي الفلسطيني - الإسرائيلي.

وضمن جولة هنية خارج قطاع غزّة، بداية ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، يُفترض أن يصل يوم الأحد 1 مارس (آذار) الحالي، وفد يضم قيادات الصف الأوّل لحماس إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث سيلتقون وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وبعد تلقي الدعوة مباشرة، أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري أن هنية سيزور موسكو في الأوّل من مارس، على أن يجتمع مع لافروف في اليوم التالي للزيارة، مشيراً إلى أنّهم جهزوا ملفات عدة لمناقشتها مع الروس.
ويُفترض أن يناقش وفد "حماس" مع المسؤولين الروس ملف المصالحة الفلسطينية، وطريقة إنهاء الصراع مع إسرائيل، وإمكانية إيجاد خطة بديلة للسلام عن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجديدة، بالإضافة إلى كسب مزيد من الدعم للحركة.


روسيا بدل أميركا
 

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "اندبندنت عربية" فإن "حماس" موافِقة على أن ترعى روسيا عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بدلاً من أميركا التي طرح رئيسها ترمب خطة جديدة للسلام أخيراً.
ويُفترض أن يطرح هنية فكرة دخول روسيا على خط رعاية عملية السلام على لافروف خلال لقائه معه الاثنين 2 مارس. وتتوقع قيادات "حماس" قبول موسكو بذلك، بخاصة أن لديها مصالح كثيرة في المنطقة، من الضروري أن تحافظ عليها.
في الواقع، رفضت السلطة الفلسطينية وحركة حماس خطة السلام الأميركية الجديدة، وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس عدم قبوله رعاية واشنطن عملية السلام. وطرح عباس في لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء زيارة الأخير الأراضي الفلسطينية، الدخول كطرف راع لعملية السلام.
ويقول مدير مركز "مسارات" للدراسات السياسية هاني المصري إن "موسكو تُعد طرفاً مقبولاً لدى الفلسطينيين، ويمكن أن تقوم بدور وسيط جيد في عملية السلام، لكن يُتوقع أن ترفض إسرائيل ذلك، كونها مرتاحة لخطة ترمب للسلام".
ويشير المصري إلى وجود "علاقة قوية بين حماس وروسيا، لكن تفاصيلها غير معلنة، ما دفع حماس إلى القبول بموسكو كراع لعملية السلام"، لافتاً إلى أن "قيام حماس بهذه الخطوة قد يقابله رفض من حركة فتح، كونها ستغيب عن اللقاء الذي يُتوقع أن يجري غداً (الاثنين)".


ملفات للنقاش

وبحسب حازم قاسم المتحدث باسم حركة "حماس"، فإن أوّل الملفات التي سيناقشها هنية في موسكو، سيكون رفض خطة السلام الأميركية، والحصول على موقف روسي صريح حول تلك الخطة، يقول: "سنوضح للروس خفايا صفقة القرن، وما هي أبعادها على القضية الفلسطينية، ونشرح أخطار هذه الرؤية على المنطقة برمتها".
أمّا الموضوع الثاني فيتمثل في إيضاح صورة العدوان الإسرائيلي المتواصل على كل الأراضي الفلسطينية، سواء من خلال التهديد بضم الأغوار والمستوطنات أو عمليات القتل والتهجير المتواصلة في الضفة الغربية والقدس، وانتهاك المقدسات الدينية في مدينة الخليل.
ويشير قاسم إلى أن "وفد حماس سيخصص مساحة كبيرة للأوضاع في غزة، وتحديداً ملف الحصار الإسرائيلي والأزمة الإنسانية الناتجة منه، إضافة إلى مستويات الفقر والبطالة. كما سيبحث مع الروس عن طرق دعمهم الفلسطينيين في غزة والقدس والضفة الغربية، والمساهمة في رفع الحصار عن القطاع".
وأوضح قاسم أن "الحركة تسعى إلى كسب الموقف الروسي والحصول على دعم في مواجهة خطة السلام الأميركية، والدفع الجاد لإيجاد بديل عنها والوصول إلى تسوية حقيقية تضمن حقوق الفلسطينيين".
أما عن المصالحة الداخلية، فأكّد المتحدث باسم حماس أن "الوفد سيطرح على الروس رؤيته لترتيب البيت الفلسطيني، وموقفه العام من الانتخابات، وكذلك طرق تأمين الجبهة الداخلية"، مؤكداً أن "موسكو تعمل مع الطرفين الفتحاوي والحمساوي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


معارضة فتحاوية
 

في المقابل، أغضبت هذه الزيارة قيادات السلطة الفلسطينية، على الرغم من أنهم على اطلاع مباشر على تفاصيلها، منذ توجيه روسيا الدعوة إلى هنية، وحتى إعلان موعد استقبال وفد حماس في موسكو.
وشدّد وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ على "ضرورة عقد لقاءات بين فتح وحماس على أرض الوطن، وليس في دول مستضيفة، وذلك استناداً إلى تعليمات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، الذي يرى أن أفضل حلّ للمأزق السياسي الداخلي أو مع إسرائيل أن يكون من خلال الحوار الفلسطيني – الفلسطيني داخل محافظات قطاع غزّة".
وزاد حسين الشيخ "نحن لا نرفض الواسطة الروسية لرعاية عملية السلام مع الإسرائيليين، ولا حتى للإشراف على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإنهاء الانقسام الداخلي، بل نثمّن تلك الجهود، ونحتاج إلى مزيد من الدعم الروسي للقضية الفلسطينية بخاصة في ظلّ غياب راعٍ لعملية السلام مع إسرائيل".
 

فشل سابق

في الحقيقة، تربط حماس بروسيا علاقة جيدة، ويزور قياديو الحركة بين الحين والآخر موسكو ويجرون مباحثات مع مسؤولي وزارة الخارجية هناك، وفضلاً عن ذلك ساهمت روسيا أكثر من مرة في حل خلافات داخلية بين حماس وفتح.
وحاولت روسيا في وقت سابق وضع إطار لحل الأزمة الفلسطينية الداخلية، من خلال عقد لقاء وطني شامل (جمع كلّ الفصائل بما فيها حركة الجهاد الإسلامي)، لكن هذا الحوار فشل ولم يصدر عنه أي بيان.

المزيد من الشرق الأوسط