Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المرحلون... قصة صراع ومعاناة لبناء حياة جديدة في بلاد "جديدة"

ماذا تفعل لو خسرت كل شيء فجأة؟ ماي بولمان تحاور ثلاثة رجال طُردوا من بريطانيا وتسألهم عن محاولاتهم للنهوض والبدء من جديد

أدوبولي -أشهر المُرحلين- حكم عليه بالسجن لتلاعبه المالي الذي سبب خسارة نحو ثلاثة مليار دولار لمصرف يو بي اِس السويسري (رويترز)

تصور نفسك مسلوخاً عن محيطك وبيئتك وكل ما حولك لتُحتجز في زنزانة، وتُسفّر بعدها إلى الناحية الأخرى من البسيطة، إلى بلدٍ لا تعرف عنه إلا القليل. تصور نفسك في ذلك البلد من دون أصدقاء أو أقرباء ومن دون وظيفة، تُكافح من أجل التواصل مع السكان المحليين والتفاهم معهم.

تصور لوهلة أن هذه هي حياتك الجديدة! لأن هذه هي بالفعل الحياة الجديدة والواقع الملموس لبعض أولئك الذين رُحّلوا إلى جامايكا هذا الشهر على متن طائرة مستأجرة مثيرة للجدل، ولكثيرين بينهم ممن عاشوا في بريطانيا منذ نعومة أظافرهم رغم احتفاظهم بالجنسية الجامايكية. وبحسب ما كشفه أحدهم لاندبندنت، فإن الذكرى الوحيدة التي يملكها عن الجزيرة الكاريبية، هي صورته كطفلٍ صغير يُنظف أسنانه.

وقد أسهمت عملية الترحيل الجماعية التي كانت ستضم قرابة الـ50 شخصاً لولا تدخل المحكمة وإصدارها قرار خفض العدد إلى 17، في تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية التي يتسبب بها جهاز العودة البريطاني لدى ترحيله الآلاف كل عام وحده في معظم الأحيان من إمكانية حصولهم على المساعدة القانونية التي من شأنها الدفاع عن حقهم في البقاء في المملكة المتحدة.

ومن بين الأشخاص الذين يُجاهدون في سبيل إعادة بناء حياتهم بعد ترحيلهم على متن طائرة مستأجرة إلى جامايكا عام 2017، رجلٌ يُدعى تريماين براون، يبلغ من العمر 29 عاماً. والمعلوم أنّ تريماين عاش في بريطانيا منذ السادسة من عمره، بعدما انتقل مع والده من روز تاون في كينغستون إلى جنوبي لندن بعد مقتل والدته وشقيقته وشقيقه بيد عصابات مسلحة. وعقب وصولهما مباشرةً، زُجّ الوالد في السجن ليُرحّل بعدها إلى جامايكا، تاركاً وراءه تريماين في عهدة مراكز الرعاية للأطفال. ومذاك لم تُبذل أيّ محاولات للتحقيق في وضعه داخل المملكة المتحدة وإضفاء الطابع الشرعي عليه.

و"فيما كنتُ أهمّ لمغادرة دار الرعاية وأنطلق في مسيرة البحث عن منزل يأويني ووظيفة تحتويني، أطلعني العامل الاجتماعي الخاص بي أنه لا يحق لي العمل في البلاد وأن الدار غير قادرة على منحي مكاناً أعيش فيه، بسبب وضعي، أو بالأحرى بسبب تصنيفي المفاجئ كأجنبي غير قانوني،" يقول تريماين.

وكان لدى تريماين أحلام عديدة، كأن يستفيد من مؤهلاته العلمية للحصول على وظيفة في مجال الرعاية الاجتماعية والصحية للمسنين. لكنه كان ممنوعاً من العمل. وإذ كانت صديقته وطفله الصغير بأمس الحاجة إلى دعمه المادي، وجد نفسه مضطراً إلى الجنوح نحو الجريمة.

"كنتُ عالقاً في مكانٍ لا يسعني أن أجد فيه عملاً أو مسكناً. فما الذي كان يُفترض بي فعله؟ أندم عليه كل يوم، لأنني لو لم أفعله، لكنتُ الآن هناك مع ابني،" يُضيف تريماين.

وما الذي فعله تريماين تحديداً؟ حسناً، لمّا كان في الثامنة عشرة من العمر، حُكم عليه بالسّجن ثلاث سنوات بتهمة الاتجار بالمخدرات من الفئة الأولى وارتكاب عمليات سرقة تجارية. وبعد أن قضى محكوميته، نُقل إلى مركزٍ للترحيل حيث تلقى أمراً بالإبعاد. لكن ما إنْ دخل الحجز حتى قيل له إن القرار قد أُلغي. ولهذا السبب، لم يُراجع محاميه أو يتصل به. وفي غضون أسبوعٍ من ذلك، وجد نفسه على متن رحلةٍ جوية إلى جامايكا.

"في إحدى الليالي، جاؤوا إلى بابي وطلبوا مني حزم أمتعتي. ولمّا ركبتُ الطائرة، اتصلتُ بمحاميي، فقال لي: "لمَ لم تتصل بي من قبل؟ كان بإمكاني أن أُلغي تذكرة سفرك". لكن كلامه جاء أخيراً ولم تتسن لي بعدها فرصة الدفاع عن قضيتي،" يروي تريماين.

للأسف، الشاب تريماين اليوم في وضعٍ لا يُحسد عليه، إذ تم ترحيله من الدولة البريطانية التي نشأ وترعرع في أحضانها إلى بلدٍ لم تطأها قدماه منذ قرابة العشرين عاماً؛ وهو مذاك؛ أي منذ ثلاث سنوات، يُعاني بشدة لإعادة الاستقرار إلى حياته. صحيح أنه يعيش حالياً مع والده، لكنه يتوق لرؤية أحبائه في بريطانيا، لا سيما ابنه الذي يبلغ من العمر الآن 6 سنوات، الذي أمضى معظم حياته من دون الأب الذي لا يراه إلا عبر مكالمات الفيديو.

"يسألني دائماً عن مكاني وعما إذا كنتُ سأعود إليه وعن السبب الذي دفعني إلى الرحيل أساساً. صدقيني، من الصعب علي أن أشرح له المسألة. لربما هو يسمعني ويراني في المكالمات، ولكنه أحوج إلي معه وإلى جانبه. للأسف، فاتتني طفولة صغيري: لم أره يكبر ولم أحظَ بفرصة اصطحابه إلى الحديقة العامة. فهذه التفاصيل الصغيرة مهمة جداً برأيي، وأخشى أن تؤثر فيه أبلغ تأثير،" على حد تعبير تريماين.

إلى ذلك، يخبر تريماين أنه واجه صعوبة كبيرة في العثور على فرصة عمل في جامايكا، عازياً ذلك بشكلٍ أساس إلى سمعته كأحد "الشباب المبعدين" الذي حظوا بفرصتهم وفقدوها، فإلى عدم اعتراف السكان المحليين بمؤهلاته العلمية والمهنية. ولكنه تسلم أخيراً وظيفة في شركة قابضة. وعن هذه النقطة بالذات، يقول تريماين إن وصمة العار لا تزال تُلاحقه وتُلقي بثقلها عليه. فلكنته البريطانية تفضحه أينما ذهب وتُحرض على سؤاله باستمرار عن المكان الذي أتى منه والسبب الذي أدى إلى ترحيله.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"كان علي أن أُعيد بناء حياتي من الصفر. وهذا أمر غاية في التعقيد بالنسبة إلى شخصٍ عاش طيلة حياته في مكانٍ واحد، ثم طُلب منه ومن دون سابق إنذار تكييف نفسه في مكان آخر؛ لكن علي أن أُحاول. كل يوم مختلف عن الآخر وبعض الأيام صعب فعلاً؛ أشتاق لابني وأشتاق للأم التي ربتني في دار الرعاية وأشتاق للمناظر الجميلة هناك. فنشأتي في بريطانيا جعلت مني بريطانياً بكل ما للكلمة من معنى. كما أن كل ما أعرفه في حياتي، أخذته عن بريطانيا، لا عن جامايكا،" يذكر تريماين.

ومن المرحّلين أيضاً، رجلٌ يُدعى شيفرون براون؛ وقد أُستبعد عن بريطانيا قسراً إبان فبراير (شباط) الماضي بسبب مخالفته قانون المرور في سن الحادية والعشرين، التي يصفها بـ"الخطأ الغبي". وكان شيفرون قد انتقل للعيش في المملكة المتحدة في الرابعة عشرة من عمره، وبالتالي ليس لديه أقرباء مقربون في جامايكا.

وبصفته حلاقاً كفؤاً منذ السادسة عشرة، أمل شيفرون البالغ من العمر 24 عاماً العثور على عمل بسهولة نسبية. ولكن اسمه وسمعته تلطخا، وفقاً لكلامه، بسبب تلميح السياسيين البريطانيين إلى أن كل من كانوا على متن الطائرة المستأجرة هم إما قتلة أو متحرشون أو تجار مخدرات.

منذ عودته إلى جامايكا وشيفرون لا يخرج من المنزل إلا في الحالات النادرة، خوفاً على نفسه من العداوة التي يكنها له الناس في الشارع، كما أنه لا ينام الليالي لقلقه الكبير على مستقبله.

ويكشف شيفرون عن مغامراته اليومية في البحث عن وظيفة، قائلاً، "جبتُ المنطقة أبحث عن وظيفة؛ حاولت إقناع الجميع أنني صاحب مؤهلات عالية وكفؤ، وكدتُ أنجح في ذلك لولا أنهم كانوا يُغيّرون رأيهم فور سماع اسمي. كيف لا وهم يظنون أن ليس بوسعهم الوثوق بي بعد ترحيلي". بالنسبة إلى الجامايكيين، المرحّلون يأتون إلى بلادهم ليعيثوا فيها جرائم. والحق يُقال، تظن الأكثرية هنا أنني قاتل أو متحرش أو تاجر مخدرات، وهذا غير صحيح. لقد دخلتُ السجن في السابق بسبب قيادةٍ متهورة وأنا نادم عليها كثيراً؛ لم أكن أعلم أبداً أنني سأدفع ثمن هذه الغلطة الغبية عقاباً مزدوجاً."

وكان شيفرون الذي نشأ وترعرع في أوكسفورد، قد أمضى فترة سبعة أشهر خلف القضبان بعد اعترافه بتجاوز السرعة المحددة في سيارة غير مؤمن عليها. وقد حدثت هذه الواقعة بعد مشادة حادة مع رفيقه في السكن دفعته إلى ركوب السيارة والانطلاق بها سريعاً تحت أعين رجال الشرطة.

"في تلك اللحظة، أدركتُ أن ما أفعله خطأ فادح. كنتُ خائفاً حقاً. أتمنى لو أنني توقفتُ جانباً وأعطيتهم المفتاح ليُلقوا القبض عليّ وينتهى الأمر عند هذا الحد. لم يكن لديّ أدنى فكرة أن هذه ستكون نتيجة فراري من الشرطة. لو تسنت لي فرصة العودة إلى بريطانيا يوماً، لا أريد أن أتعاطى مع الشرطة بأي شكلٍ من الأشكال. لا أريد سوى أن أعيش حياةً هادئة ومسالمة؛ أريد أن أمتلك متجر حلاقة خاصاً بي وأحصل على قرض عقاري من المصرف وأشتري سيارة وأبدأ التخطيط لمستقبلي وكل هذه الأمور،" يُردف شيفرون.

"فأنا لا أزال أدفع غالياً ثمن تلك الحادثة المشؤومة التي مرت عليها ثلاثة أعوام. ورغم دخولي السجن وإتمامي محكوميتي، أستمر عاجزاً عن المضي قدماً في حياتي، لكأنني لم أخرج إلى الحرية بعد. والحقيقة أن واقعي اليوم أسوأ بكثير من السجن، كوني غير قادر على رؤية أهلي وأصدقائي وغير قادر على الخروج من الدوامة التي أقحمتُ بها نفسي. وما يزيد الطين بلة أن سمعتي بأكملها تلطخت جراء خطأٍ أحمقٍ وحيد لا ثاني له."

وباعتباره الابن البكر لعائلة من أربعة أطفالٍ ذكور، يؤكد شيفرون أن ترحيله من بريطانيا وعدم قدرته على مساعدة والده مادياً يؤثر سلباً في أسرته ويُمزق أوصالها. "فالضغوط كبيرة وتكاد تفوق قدرة أبي الذي يُعاني مشكلات صحية، على التحمل. وأخي البالغ من العمر 18 عاماً، لم يعد يُصغي لكلام أحد؛ يظهر أن ما حدث معي أثر فيه وانعكس على سلوكياته. أما أخي الصغير، فلا يتوقف عن سؤالي: "متى ستعود إلى المنزل؟" والحقيقة أنني لا أستطيع إعطاءه إجابة محددة وأكيدة. أردتُ أن أكون المثل الصالح لأشقائي، لكنني في الوقت الراهن عبء ثقيل على عائلتي بسبب الاهتمام السلبي الذي أثارته قضيتي،" على حد قول شيفرون.

"أعتبر نفسي مواطناً بريطانياً لا جامايكياً، إذ لما أتى بي والدي إلى إنجلترا، قال لي إن هذا البلد سيكون موطني وسأعيش فيه بقية حياتي. وعلى وقع كلامه، سعيتُ جاهداً إلى الاندماج في المجتمع الجديد؛ وهذا ما أنا عليه الآن بسبب ذلك. ينصحني معظم الناس بتكلم الباتوا ولكنني أشعر براحة أكبر عند التحدث بالإنجليزية. فاللغة المحلية تُشعرني وكأنني أُمثل وأدعي، وهذا ما لا أُريده،" يختم شيفرون.

وربما تكون الطائرات المستأجرة إلى جامايكا قد استقطبت اهتماماً إعلامياً كبيراً عقب فضيحة ويندراش، لكن التّرحيلات القسرية من المملكة المتحدة إلى مختلف أصقاع الأرض تجري على مدار السنة، والنتيجة: إقصاء 9 آلاف و461 شخصاً عام 2018 و12 ألفاً و49 شخصاً عام 2017، إلى جانب العودة الطوعية لنحو 20 ألفاً. ويُرجح أن حوالى ألفي شخص من المرحلين قسرياً على متن 20 طائرة مستأجرة العام الفائت، غادروا الأراضي البريطانية نحو وجهات عديدة بما فيها: ألبانيا والباكستان ونيجيريا وفرنسا وغانا.

رُحل كويكو أبدولي، وسنه 39 عاما، إلى غانا في 2018 بعد أن عاش في بريطانا منذ أن كان في سن الـ12. وبعد محاكمة شهيرة، حُكم عليه بسبع سنوات سجنا في 2012 لتسببه في خسارة 1.4 مليار جنيه استرليني عندما كان يعمل لمصرف يو بي اِس  السويسري. بعد يومين من الحكم عليه، أُخبر بأنه صار معرضا للترحيل الفوري.    

"على طول الطريق منذ اعتقالي وحتى تأثيمي، لم تخطر ببالي أبداً فكرة الهجرة"، يلفت كويكو الذي يقيم حالياً مع والديه في أكرا، "لكنني متوتر جداً الآن وغاضب، إذ تبين لي فجأة أن المعركة لم تنته بعد ولن تنتهي بمجرد مكوثي هنا طيلة فترة محكوميتي."

يُتابع، "بدأت علاقتي بصديقتي الحميمة تسوء إذ إنها تقول لنفسها "حسناً، لقد وقفتُ إلى جانبه خلال هذه المعركة، ماذا بعد ذلك؟ هل أستمر في النضال من أجله إذا كان سيرُحل من البلاد في كل الأحوال؟"

وكان كويكو قد غادر غانا في الرابعة من عمره، بعدما انتقل والداه للعمل في الشرق الأوسط. ولكنه عاد إليها الآن وهو يشعر بالامتنان الشديد لوجوده فيها إلى جانب والديه وأقربائه الآخرين، لكنه متأثر بما آلت إليه علاقاته في بريطانيا، بما فيها علاقته بصديقته الحميمة السابقة حالياً والعديد من أصدقائه، وكيف انهارت منذ عودته.

وفي هذا الخصوص، يشرح كويكو، "لا شك أن السبب وراء ما حدث هو عجزي الفعلي عن السفر لأكون بجانب أحدهم. فالمسافة تخلق حالة توتر هائلة في العلاقات والأفضل أن ينأى المرء بنفسه أكثر فأكثر عنها. ومع تدني مستوى التواصل الفعال، يزداد الإحساس بفقدان الصلات، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الإحباط".

وإن كان كويكو قد أمضى الأشهر التسعة الأولى بعد عودته إلى غانا قابعاً في غرفته، غير قادر على الخروج من المنزل، فذلك بسبب معاناته من أعراض جسمانية تالية للصدمة التي مر بها، "لما بدأ جسدي بالتورم وانتفخ وجهي كالبالون وتضخمت قدماي وأمستا أشبه بخرطوم فيل، اعتقدنا أنني أُعاني مشكلة في القلب وكان علي إجراء العديد من الفحوص الطبية."

يعترف كويكو بأنه محظوظ نسبياً لأنه عاد إلى موطنه الأم وكان في استقباله أهله والبلاد برمتها، على عكس المرحلين الجامايكيين، مؤكداً أن "العنف والوحشية اللذين تعرضتُ لهما، هما وراء موقف غانا الداعم لي: هذا ابن غانا وابن أفريقيا، لمَ يجب معاملة أي كان على هذا النحو؟. نعم، هذا صحيح. غانا تدعمني بكل ما للكلمة من معنى والعديد من مواطنيها يستوقفونني في الطريق ويرحبون بي؛ يبدو أن الجميع يعرفونني وإن كنتُ لا أعرفهم."

يستطرد كويكو، "لم أستعد لياقتي الكاملة بعد ولا أزال أعاني فشلا في الغدة الكظرية. وهذا يعني أنه لا يزال علي بذل الكثير من الجهد من أجل التعامل مع حالة التوتر التي نغصت عليّ عيشتي. وحتى الآن، تمكنتُ من العودة إلى نقطة المساهمة الإيجابية في المجتمع؛ وهذا أمرٌ جيد."

وعلى الرغم من تحسن حال كويكو بعض الشيء، لا يزال يتذكر ما مر به خلال عملية الترحيل، "بعد كل ما مررتُ به من مواقف، يُمكنني الجزم أن جلوسي في مؤخرة الطائرة محاطاً بخمسة حراس (جي فور أس)، أتنفس بصعوبة وأنتحب بحرقة على مدى أربع ساعات طويلة، كان الأصعب بينها."

وفي ختام المقابلات الثلاث، لا بد من الإشارة إلى أن "المُدانين الأجانب" و"المهاجرين غير الشرعيين" الذين يقبعون في زنزاناتهم بانتظار ترحيلهم من قبل وزارة الداخلية البريطانية، هم المجرمون العتاة. أما تريماين وشيفرون وكويكو، فليسوا كذلك؛ والأكيد أن هؤلاء سيظلون يتأثرون بالأوصاف التي أُطلقت عليهم جزافاً، والصدمة التي حلت بهم، لسنوات، فيما يُحاولون لملمة جراحهم وبدء حياة جديدة على بعد آلاف الأميال من المكان الذي يعتبرونه وطنهم.

© The Independent

المزيد من تحقيقات ومطولات