Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنقرة تحارب أوروبا باللاجئين السوريين

نازحون عالقون على الحدود التركية - اليونانية بانتظار ثغرة للوصول

كلما ضاقت الدنيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يشهر ورقة اللاجئين بوجه الدول الأوروبية، حتى بات هذا التهديد موالاً يغنّيه على مسامع الاتحاد، بعدما حصد الغالي والنفيس لِلَجْم تدفق النازحين إلى القارة البيضاء.

هكذا يعبّر ناشطون سوريون في مجال حقوق الإنسان حول ما يعتري السياسة التركية الجديدة، التي باتت مكشوفة، فيما يفقد أردوغان صوابه بعد مصرع 33 جندياً تركياً في معارك دارت في مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، ويتنصل معها الأتراك من اتفاق أبرمته عام 2016 مع الاتحاد الأوروبي لمنع وصول اللاجئين.

الأحلام الضائعة

في هذه الأثناء، يواصل سوريون تقطعت بهم سبل العيش في تركيا إلى التوجه نحو الحدود اليونانية، ويلفت النظر ناشط حقوقي فضّل عدم الكشف عن هويته لـ "اندبندنت عربية"، إلى واقع أليم يعيشه المهاجرون السوريون.

ويروي الناشط وهو مقيم في تركيا، أن "أحلامهم بالوصول إلى أوروبا ذهبت أدراج الرياح بعد تسهيلات بفتح الحدود وتجمعات كبيرة في ولاية أدرنة وفي عدد من المناطق التركية تكتظ بمن ينتظر العبور، لكن الواقع صعب وسط تشديد الجانب اليوناني، مع وجود معلومات عن مفقودين".

من جانبه، يفضل الناشط السوري والمسرحي وليد أبو راشد، أن يفتح الأتراك حدودهم الجنوبية أمام الناجين من المدنيين هرباً من معارك إدلب.

ويصف في حديث لـ "اندبندنت عربية"، ما يعانيه أهله من السوريين في إدلب من صعوبة الحياة، حيث ناهز عدد النازحين المليون، فيما يواجه الراحلون باتجاه الولاية الحدودية، أدرنة المتاخمة مع اليونان، صعوبة العبور.

وينبئ الناشط السوري أبو راشد، المقيم في غازي عنتاب التركية، "عن قلة من الناس غادرت لكن الجميع يستفسر وبانتظار نجاح أول مغامرة للموجودين هناك على الحدود اليونانية في حال نجاحهم في العبور".

من جانبه، يفتح الرئيس التركي أبواب حدود بلاده الشمالية الغربية باتجاه اليونان وبلغاريا كما لو أنه يفتح النار على القارة الباردة بأكملها، في تهديد واضح عن تصعيد وضغط تركيين غداة اجتماع حلف الشمال الأطلسي في 28 فبراير (شباط) 2020.

وعلى الرغم من تهديد المسؤول في حزب العدالة الحاكم عمر جليك بفتح حدود بلاده نحو أوروبا، إلا أن بياناً لوزارة الخارجية التركية نفى تقارير تفيد بفتح الحدود أمام اللاجئين، معرباً عن عدم تغير سياسة البلاد اتجاه اللاجئين والهجرة مع استقبالها معظم اللاجئين في العالم.

فيما تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة أشارت إلى أنها تعود لمهاجرين سوريين باتجاههم إلى مناطق حدودية بغية نقلهم بطرق غير شرعية إلى أوروبا.

أوروبا القلقة

في المقابل، أبدت الدول الأوروبية قلقها من هذا القرار المباغت، في حين ينتظره السوريون منذ زمن، وسارعت ألمانيا عبر المستشارة أنغيلا ميركل، إلى الاتصال مع الجانب التركي، معربة عن ضرورة عقد لقاء رباعي تحضره مع روسيا وفرنسا وتركيا.

من جهة ثانية، تتزايد أعداد المهاجرين ليس من السوريين فحسب بل من جنسيات عدة، منهم عراقيون وأفغان، على الرغم من أن السوريين يشكلون الأكثرية، إلا أن الجميع بدورهم ينتظرون ثغرة نجاة للدخول بطرق غير شرعية عبر بحر إيجة بوسائط نقل خطرة تسمى "البلم"، وهو زورق مطاطي، إلا أن كل ذلك لم يفلح بعد وفق المعلومات الواردة.

ويصف الشاب السوري محمد وهو طالب جامعي (26 سنة)، ترك دراسته الجامعية في حلب قبل أربع سنوات ليتوجه إلى السويد برحلة الوصول إلى اليونان، أنها من أصعب المراحل ولعلها بوابة النجاح للدخول إلى أوروبا.

ويقول الشاب السوري المقيم في استوكهولم، "يوجد مهربون في مناطق محددة ومعروفة، بعضهم تربطهم علاقات واسعة مع الشرطة التركية وخفر السواحل وغيرهم وبعضهم الآخر يجازف في الركاب".

ويصعد القارب عدد مضاعف لما يتسع له، ولهذا يتسبب بغرق من فيه، بخاصة إذا كان الجو عاصفاً، ومن يصل إلى الجزيرة اليونانية المقابلة يكتب له عمر جديد، بحسب أحد النازحين.

السوريون والسراب

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، عن عدم تهاون بلاده مع أي دخول غير قانوني. وقال في تغريدة له، "لن يتم التساهل مع أي دخول غير شرعي إلى اليونان، نحن بصدد تعزيز أمننا"، في وقت نظمت الشرطة وقوى الأمن اليونانية وحرس الحدود دوريات لحفظها من توغل المهاجرين.

وعلى المقلب الآخر، اعترفت وكالة الأنباء التركية "أناضول"، بتدفق مئات اللاجئين السوريين إلى سواحل بجر إيجه بولاية جناق قلعة، شمال غربي تركيا، بهدف الوصول إلى الجزر اليونانية، وإلى نقاط أخرى على ساحل قضاء أيواجك، سعياً للوصول إلى جزيرة ميديلي اليونانية.

يأتي كل ذلك في وقت عقد مجلس الأمن جلسة طارئة لبحث الأوضاع في سوريا، وندد الأعضاء من دول الاتحاد الأوروبي بالهجوم الأخير الذي شنته القوات السورية في شمال غربي البلاد، وأدى إلى مصرع 33 جندياً تركياً.

من جانبه، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحافي، عن ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة، ومن دونها فإن خطر حدوث تصعيد أكبر يتنامى كل ساعة ويدفع المدنيون الثمن الأعظم.

وقال غوتيريش رداً على سؤال في ما يتعلق بإرسال طواقم الأمم المتحدة إلى شمال غربي سوريا للاطلاع على الأوضاع، "يجري الإعداد لبعثة إنسانية من أجل هذا الغرض تحديداً".

المزيد من الشرق الأوسط