Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القوى الوسطية تعود أخيراً إلى السياسة الإسرائيلية، لكن دواعي القلق لا تزال كثيرة

الحزب الأزرق والأبيض الجديد قد يبدو أكثر تقدمية، و"لكن لا تتوقعوا التغيير في قضايا الهوية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، يقول خبير في شؤون الرأي العام الإسرائيلي

السياسي الوسطي يائير لابيد غرّد معلناً تحالفاً جديداً مع رئيسيْ هيئة الأركان السابقين بيني غانتس وغابي أشكنازي ووزير الدفاع السابق موشيه يعلون. (صفحة لابيد الرسمية على موقع تويتر)

استمرّت المفاوضات، المشحونة والمتوترة، طوال الليل. وهكذا لم تظهر الأخبار حتى الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم الخميس. وافق القائد السابق للجيش الإسرائيلي والزعيم الماهر لأحد أحزاب الوسط الرئيسة في البلاد على اندماج في الانتخابات المقبلة. بيني غانتس، رئيس هيئة الأركان السابق الذي يُنظر إليه على أنه أقل تطرفاً ويمينية من نتنياهو، انضم إلى حزب "الأزرق والأبيض" مع يائير لابيد، الصحافي السابق الذي أصبح رئيساً لحزب "يش عتيد".

وفي سابقة هي الأولى في إسرائيل، اتفقا على تقاسم ولاية منصب رئاسة الوزراء لأربع سنوات في حال تمكنا من الفوز وتشكيل تحالف حكومي. وقال الجنرال غانتس ليل الخميس في خطاب انفعالي وهو يقف إلى جانب لابيد: "إسرائيل ضلّت طريقها. هذه حكومة فرّق تسدْ، تفرق بين الناس".

وأضاف غانتس "وضعنا غرورنا جانباً لصالح أجندة مشتركة. لا أحد منا فوق الشعب ولا فوق الدولة".

الناس جنّ جنونهم، كما هو متوقع

"قنبلة سياسية"، "مُغيّر اللعبة"، "زلزال"، "انفجار عظيم" هي مصطلحات استخدمت في الصحافة الإسرائيلية. في وسائط التواصل الاجتماعي، وصف الإسرائيليون، الذين تعبوا من الإدارة الحالية - وهي واحدة من أكثر حكومات إسرائيل يمينية – ما جرى بـ "اللحظة الحاسمة للتغيير". وأحتفى آخرون بالرجلين لتنحية الغرور جانباً.

استجابت استطلاعات الرأي بدورها. من المتوقع أن يفوز الحزب الجديد بـ 36 مقعداً من مجمل مقاعد الكنيست البالغة 120 مقعداً، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها القناتان الإسرائيليتان 12 و13. هذا وتوقّعت القناة 12 بأن يفوزحزب الليكود بقيادة نتنياهو بـ 30 مقعداً، فيما توقعت القناة 13 أن يفوز بـ 26 مقعداً.

ودارت مناقشات على احتضان إسرائيل أخيراً أجندة وسطية، وذُكرت كلمة "تقدمي".

صحيح أن نتنياهو وحزبه وأناسه سارعوا إلى تخويف الناخبين الإسرائيليين اليمينيين إلى حد كبير، وانتقدوا غانتس-لابيد لكونهما "يساريين" و "مؤيديْن للعرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن إلى أي حد يعتبر هذا صحيحاً؟

في حين يُستبعد أن يقوم الثنائي بالترويج للخط القومي المتشدد والشعبوي ذاته الذي يتبناه نتانياهو، لا يُتوقع الخروج عن المعتاد.

كان الفيديو الأول في حملة الجنرال غانتس مثلَ عدّاد مقلق لعدد الفلسطينيين الذين قُتلوا على يد جنوده خلال حرب العام 2014 على غزة والتي كان يشرف عليها. وفي ختام الإعلان الانتخابي على خلفية صور الجنازات والأحياء المدنية المدمرة، يُقال إن غانتس كان مسؤولاً عن قتل 1364 مقاتلاً في غزة في الحملة العسكرية التي دامت سبعة أسابيع. والمشكلة هي أن عدد هؤلاء القتلى يعد أعلى من الرقم الذي تعترف به إسرائيل كما أنه ضعف أرقام الأمم المتحدة تقريباً.

الفيديو يمجّد فعلياً قتل المدنيين.

الدليل الآخر على وجهة التحالف نجده في المرشحين الذين قدّمهم حزب الأزرق والأبيض.

داهليا شيندلين، الخبيرة في الرأي العام والتي عملت في خمس حملات انتخابية إسرائيلية، أطلقت عليها اسم: "قائمة التستوستيرون". أولاً، هناك امرأتان فقط من بين الشخصيات العشر الأولى في القائمة. كما يوجد ضمن القائمة التي تضم 52 شخصاً ثلاثة رؤساء سابقين للجيش وثلاثة على الأقل من كبار المقربين من نتنياهو في السابق. وثلاثي رجالات نتانياهو يضم وزير الدفاع السابق موشيه يعلون، وتسفي هاوزر، سكرتير حكومته السابق وهو أكثر المرشحين تطرفاً على قائمة الأزرق والأبيض، والمستشار الإعلامي السابق لنتنياهو يوعاز هندل.

وقال هندل، المعروف بتشدده، في مقابلة أجرتها معه أخيراً صحيفة "جيروزاليم بوست" إن لا فارق بين رئيسه السابق نتنياهو وغانتس ويعلون، الذي يعمل لصالحه الآن.

وتحذّر شيندلين قائلة "سأكون حذرةً في استخدام مصطلح "تقدمي". وأضافت "قد يكونون أكثر تقدمية في ما يتعلق بالحد من دور الدين في الحياة العامة، وحقوق مجتمع الميم +، المثليين والمثليات والمتحوّلين ومزدوجي الجنس والمتسائلين عن ميولهم، على سبيل المثل، لكن لا تتوقعوا تغييراً في مسائل الهوية والصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فهما وجهان لعملة واحدة".

التحدي الآخر أمام حزب الأزرق والأبيض هو بناء ائتلاف حكومي. في حين أن حزبهم الجديد قد يتفوّق على نتنياهو في الانتخابات من حيث عدد الأعضاء في الكنيست، عليهم من أجل قيادة الحكومة بناء ائتلاف يزيد على 60 مقعداً. وقوى اليسار الإسرائيلي المنهار، والوسط المرتبك، والأحزاب العربية، ببساطة غير قادرة على تجاوز هذه العتبة.

ولو تراجعت مقاعد حزب الليكود بزعامة نتنياهو إلى 30 مقعداً، يملك فرصة لحشد أحزاب اليمين وبناء حكومة. ولذا، سينعطف خطاب معسكر غانتس- لابيد الى اليمين، لكسب الناخبين مسبقاً.

مع ذلك، لا تزال هذه البداية، وتحدّى اتحاد غانتس - لابيد للمرة الأولى نتنياهو في مجال مؤهلاته الرئيسة: الحنكة السياسية والأمن.

وقالت شيندلين إنهما قد يحققان التوازن الصحيح ويتغلبان على التناقض الأساس في التصويت الإسرائيلي: بينما يوافق الكثيرون على السياسات الاجتماعية الاقتصادية التقدمية للوسط واليسار، يصوتون لليمين حين يتعلق الأمر بالقومية والمسائل العسكرية.

وأضافت شيندلين: "يحاول الحزب الأزرق والأبيض الاستفادة من هذا التناقض في التصويت الإسرائيلي من طريق مزج السياسات التقدمية من حزب لبيد بالعسكرة القوية التي يقودها غانتس".

"ويأملون في أن ينجح مسعاهم هذا".

© The Independent

المزيد من آراء