Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كير ستارمر سيتزعم حزب العمال ويواجه مشكلة كبيرة مع اليسار

إذا تشبث ببرنامج 2019، فسيعرض نفسه لهزيمة مميتة أخرى على أيدي حزب المحافظين في 2024

هزُم حزب العمال في الانتخابات البرلمانية وصار تبديل زعامته أمراً محتماً (أ.ب.)

ما لم تحصل حوادث مفاجئة، سيصبح كير ستارمر زعيماً لحزب العمال يوم السبت 4 أبريل (نيسان). ستشكّل تلك "لحظة" النهاية لتجربة زعيم حزب العمال الحالى جيرمي كوربين، كما يقولون.

كذلك سيعتبر التغيير علامة على أن الحزب ربما أصبح مستعداً لتخطي أوجاعه، وتغيير أولوياته والمساومة مع جمهور ناخب صار يمينياً بصورة أساسية ورفض حزب العمال بشكل حاسم في ديسمبر (كانون الأول) 2019. ومع ذلك، لا يأتي التحدي الذي يواجه ستارمر من اليمين وحده بل اليسار أيضاً إذ سيواجه معه أربع سنوات من الاستنزاف، إذا سعى (ستارمر) إلى حزب العمال منافساً جاداً على السلطة.

سيكون انتصار ستارمر بداية طريق طويل ومحفوف بالمخاطر. من الواضح أنه أفضل مرشح لهذا المنصب (من بين المرشحين، وهذا يعني أنني سأترك جانباً وهم عودة بلير)، لكنني لست متأكداً من أنه سيتولى هذا المنصب.

أولاً، أين الشغف؟ لا أقصد شغف ستارمر، فذلك ليس من طباعه، وإذا حاول ادعاء ذلك فسيبدو غبياً. إنه مثل الشخص الذي تحتاجه إلى جانبك في قاعة المحكمة، واثق من حججه، ويحكم قبضته على الأدلة ويتميز بعقل تحليلي رشق. إنه لا يحتاج للتلويح بذراعيه. فبهدوء وحزم، سيفضح هراء أسلوب خريجي أكسفورد الذي يتبعه بوريس جونسون في النقاش.

لا، بل أقصد أين شغف أعضاء الحزب به؟ لا أرى شخصاً يبيع تذكاريات "أحب كير" وأشكُ في أنهم سيغنون "أوه سيد كير ستارمر" في المؤتمر (على الرغم من إيقاعها الجيد). لا يوجد هناك حب، أليس كذلك؟ قارن بين ستارمر وجيريمي كوربين، ذلك الجد السحري الذي يستطيع أن يُبكي حتى أشد اشتراكيي المدرسة القديمة أثناء مسيرته الطويلة نحو الحرية (أو بالأحرى النسيان السياسي). أو قارن ستارمر مع توني بلير. قد يكون من الصعب الثناء على بلير اليوم، في وقت يرغب كثيرون رؤية تسليمه إلى [محكمة العدل الدولية في] لاهاي كي يُحاكم على جرائم الحرب، لكن بلير كان في يوم من الأيام موضع إعجاب. إذ انهمرت دموع الفرح صبيحة ذلك اليوم المشرق في مايو (أيار) 1997، عندما أعلن بلير "بزوغ فجر جديد، أليس كذلك؟". لقد أصيبت الأمة وقتها بالذهول بعد انتخاب 101 سيدة [دُعين] "حسناوات بلير" إلى مجلس العموم بوصفهن نائبات] عن حزب العمال (كان عصراً أقل تنبّهاً).

بمعنى آخر، قد يحقق ستارمر انتصاراً واسعاً، وقد يفوز في الجولة الأولى، لكن الحماسة لن تتعمق. لا يملك ستارمر جيشاً من المؤيدين المستعدين للموت في خندق من أجله. ليس لديه ما يشبه زخم كوربين أو ما يشبه أنصاره، بل احترام على مضض من قبل أولئك الذين يدركون تماماً أنه يمثّل أملهم الكبير والأخير في الفوز في انتخابات اخرى. وبمعنى آخر، يتمتع ستارمر بشخصية قابلة للانتخاب، لكن ليس بكاريزما تستطيع تأجيج حماسة الجمهور. وفي هذا النقطة، يعتبر في وضع أضعف بكثير من جونسون الذي تعشقه قواعد حزب المحافظين، بشكل غير مفهوم بالنسبة لبقية السكان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا يمكن لستارمر فعل الكثير بشأن كل ما سبق. ومع ذلك، فإنه ربما استطاع تجنب خطأه التلقائي حين تعهد المحافظة على كثيرٍ من السياسات التي أفقدت الحزب حفنة من الانتخابات الماضية. في الحقيقة، إنّ ستارمبر غير معجب بسياسات بلير على الإطلاق. ففي "تعهداته العشرة" يورد ستارمر إنه ملتزم بزيادة ضريبة الدخل على الـ5٪ الأكثر دخلاً، وإلغاء الائتمان الشامل وتأميم السكك الحديدية والبريد والطاقة والمياه. وكذلك يعتزم تقديم مشروع قانون يمنع التدخلات العسكرية التي تهدف إلى إنهاء "الحروب غير القانونية"، وزيادة سلطة النقابات، ومنح حقوق التصويت الكاملة لمواطني الاتحاد الأوروبي. كذلك يُعتَبَرُ مؤيداً (خفيّاً) للاتفاق البيئي الجديد الذي طرحته (منافسته في زعامة الحزب) ريبيكا لونغ بيلي.

قد تكون إحدى تلك السياسات أو جميعها حكيمة وراديكالية (بطريقة جيدة)، وتخدم مصلحة الوطن بشكل بارز، لكنها كانت تدميرية على الحزب في الانتخابات العامة الأخيرة. بالطبع، قد يؤمن ستارمر بها بشكل صادق، أو يتعمّد التقرب إلى السيار من أجل انتزاع القيادة. لقد فعل نيل كينوك ذلك في 1983، لكنه أمر يشكّل أساساً ضعيفاً بالنسبة إلى رجل وجد نفسه مضطراً إلى قضاء العقد التالي محاولاً جرّ حزبه إلى الوسط، في وجه الادعاءات التي ترى أنه خان الطبقة العاملة.

إذاً، تكمن الصعوبة التي حذر منها بلير في أن سترامر سوف يوقع نفسه في فخ إذا فاز بانتخابات القيادة من طريق الاستجابة إلى غرائز أعضاء حزبه. إذا تشبث بكثير من برنامج 2019، وفق ما تعهّد، فسوف يعرّض نفسه لخطر هزيمة قاضية اخرى على أيدي حزب المحافظين في 2024. في الوقت نفسه، إذا لم يلتزم بالبرنامج، سيتمرد حزبه عليه، وسيخلق له الكوربيّون متاعب في القيادة. ثم سيعود حزب العمال مرة اخرى إلى حالته التلقائية الطبيعية المتمثّلة في الحرب الأهلية. سوف يمنعه حزبه ببساطة من محاولة الفوز في الانتخابات التالية، الانتخابات التي ستحدث، وبشكل مؤلم للغاية، في الذكرى المئوية للحكومة العمالية الأولى [تاريخياً].

ربما لم يكن لدى ستارمر خيارات كثيرة سوى الانقياد لليسار والدفاع عن عمله في حكومة الظل بقيادة كوربين، وسيحقق فوزه بالتأكيد، لكنه بنى لنفسه مصيدة أفيال رهيبة.

© The Independent

المزيد من آراء