Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تضامنوا مع الصين... وزراء الصحة العرب يحتشدون لمواجهة "كورونا"

اجتماع طارئ لمراجعة خطط الاستعداد في مارس المقبل... و"الصحة العالمية" تحذر من الإشاعات

الاجتماع الطارئ لوزارات الصحة العربية بشأن سبل مكافحة فيروس كورونا (حسام علي. اندبندنت عربية)

طغت مسألة مكافحة فيروس "كورونا" على اجتماعات مجلس وزراء الصحة العرب خلال أعمال الدورة الـ53 التي عُقدت في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، اليوم الخميس، حيث دعا المجلس إلى عقد اجتماع طارئ استثنائي على مستوى الخبراء لدى وزارات الصحة العربية، لمراجعة خطط الاستعداد والترصد وتبادل الخبرات بشأن سبل مكافحة فيروس كورونا، وذلك خلال الأسبوع الثاني من شهر مارس (آذار) المقبل.

تثمين جهود الصين في مواجهة كورونا
وأكد وزراء الصحة العرب تعزيز العمل العربي المشترك المبني على منهجية واضحة في التعامل مع هذا المرض وتطبيق الإجراءات والتدابير الوقائية التي من شأنها تقليل نسب الإصابة، آخذين في الاعتبار ما أصدرته منظمة الصحة العالمية من إرشادات ودلائل علمية للتعامل مع الفيروس على المستوى العالمي.

كما أعربوا عن تقديرهم للجهود التي تقوم بها الصين في مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا، مثمنين الخطوات الاستباقية التي اتخذتها بكين لمواجهة هذا المرض، مؤكدين دعمهم هذه الجهود، والثقة في قدرة الصين حكومة وشعباً على تجاوز هذه المحنة ونجاحها في اتخاذ الإجراءات الداعمة للجهود الدولية لمنع انتشار هذا الفيروس الوبائي.

تبادل المعلومات والتنسيق المستمر
وشدّد المجلس على تعزيز التواصل بين الدول الأعضاء وتبادل المعلومات والتنسيق المستمر بين الهيئات الصحية والقطاعات ذات العلاقة في الدول العربية وتبادل الخطط الاحترازية التي وضعتها لمجابهة هذا المرض، والاستفادة من خبرات الدول وتجاربها.

نتائج إيجابية مشجعة
سفير الصين لدى القاهرة، لياو ليتشيانغ، قدّم الشكر لمصر وعدد من الدول العربية لدعمها المقدر لبلاده في مواجهة كورونا منذ بداية ظهوره، مؤكداً أن هذا الفيروس يشكل تحدياً مشتركاً للعالم.

 

وقال في كلمته أمام الاجتماع، إن "أبناء الصين توحدوا لمواجهة الفيروس"، مشيراً إلى أن "الوضع يشهد تحسناً مستمراً، فخلال الأيام القليلة الماضية زاد عدد المتعافين إلى 32 ألفاً، في حين أن نسبة الوفاة 3.5 في المئة، وهي أقل من بعض أنواع الإنفلونزا العادية، وهذه نتائج إيجابية مشجعة، تدل على فعالية الإجراءات المتخذة من قبل الصين في مكافحة الفيروس والتي أشادت بها منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة".

حربٌ من دون هوادة
وتابع "الرئيس الصيني أكد الحرص على تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفيروس، من منطلق الإيمان بفكرة المستقبل المشترك للبشرية كلها، وضرورة الاستمرار في تعزيز التعاون مع منظمة الصحة العالمية"، وأوضح أن بلاده تعمل إلى جانب ذلك على دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال استئناف العمل والإنتاج بشكل منظم سعياً لتعزيز إسهام الصين في النمو الاقتصادي العالمي.

وأشار إلى تعاون الصين والدول العربية في مجال الاستقلال الوطني، والقضية الفلسطينية، والتعاون الاقتصادي، وكذلك هناك حالياً جهود مشتركة في المعركة ضد الفيروس، لافتاً إلى أن "بكين ستحارب الفيروس بالتعاون مع الدول العربية ومع المجتمع الدولي من دون أي هوادة".

الصحة العالمية تحذر من خطورة الإشاعات
من جانبه، أكد أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ضرورة التصدي للإشاعات بشأن كورونا، التي قد تكون أحياناً مقلقة للمجتمع من المرض نفسه، وعرض خلال الاجتماع تطورات وضع الفيروس في العالم ومنطقة شرق المتوسط.

وقال إن "عدد الإصابات نحو 81 ألف حالة، و2769 حالة وفاة، وفي كوريا الجنوبية وإيطاليا تم تسجيل 374 حالة، وبالنسبة إلى إقليم شرق المتوسط فإن الإصابة 210 حالات في عشر دول منها 139 حالة في إيران أدت إلى وفاة 19 شخصاً".

وتابع "بالنسبة إلى أعمار المصابين فإن 78 في المئة منهم تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 69 عاماً، كما أن نسب الإصابة أكبر بين الذكور، إذ تبلغ في الإناث 48.6 في المئة"، لافتاً إلى أن "81 في المئة من الإصابات كانت خفيفة مثل نزلات البرد العادية التي تصيب معظم الناس، وهناك 14 في المئة من الإصابات كانت وخيمة تحتاج إلى الذهاب بالمريض إلى المستشفى، و5 في المئة إصابات حرجة تتطلب إدخال المريض العناية المركزة"، موضحاً أن معدل الوفيات الأكبر كان في صفوف الذين تتجاوز أعمارهم ثمانين عاماً.

مرضى القلب المسنون أكثر عرضة للإصابة
وأضاف أن "الفيروس غير معروف المصدر، ولكن هناك تخمينات بأن مصدره حيواني، وينتشر عبر قطيرات الرذاذ التنفسي عند لحظات العطس وتحدث العدوى عندما يكون الشخص قريب جداً من المصاب، كما ينتقل الفيروس عبر المصافحة وملامسة أسطح يوجد بها الفيروس، والمسنون الذين يعانون من أمراضٍ كالقلب والسكري يكونون الأكثر تأثراً".

وأوضح أنه لا يوجد دليل على أن قيود السفر والحجر الصحي تحد من انتشار المرض، ولكنها قد تعمل على تباطئه، لافتاً إلى أن "هذا الفيروس ينتشر سريعاً ويجب تركيز الجهود لمواجهته".

 

وأكد أهمية تعزيز قدرات البلدان للتعاون مع حالات الطوارئ الصحية، ودعا إلى تقوية نظم اللوائح الصحية والجوانب المرتبطة بالكشف الطبي في الوقت المناسب، قائلاً إن منظمة الصحة العالمية قامت بتفعيل فريق إدارة الأحداث في إقليم شرق المتوسط، وهناك تعاون ومشاركة للمعلومات بانتظام مع السلطات الصحية، موجهاً الشكر لوزراء الصحة العرب على التعاون في هذا الصدد.

وأشار إلى أنه يوجد مخزن رئيس لمنظمة الصحة العالمية في دبي، قام بتوزيع كميات من المواد اللازمة للحماية والتشخيص لكل دول العالم ومن بينها دول الإقليم، مؤكداً أهمية تعزيز نظم المكافحة والوقاية من الأمراض المعدية.

الإجراءات الوقائية في مصر
وزيرة الصحة والسكان المصرية، ورئيسة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، هالة زايد، أكدت أن حكومة بلادها اتخذت إجراءات وقائية واحترازية مشددة للتصدي لانتشار فيروس كورونا والكشف على القادمين إلى مصر من الخارج.

وأعربت زايد عن استعداد الحكومة المصرية للتعاون مع الدول العربية والأفريقية لمنع انتشار وباء كورونا المستجد، مشيرة إلى أن هناك تعاوناً بين القاهرة وبكين في المجال الصحي، كما أكدت أهمية تضافر الجهود العربية للنهوض بصحة المواطن العربي.

وأشارت إلى أن اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، أمس، طُرح خلاله مقترحاً حول ضرورة وجود دليل استرشادي بشأن جاهزية المؤسسات الطبية في الدول العربية لمواجهة الأوبئة والكوارث، مؤكدة أهمية تفعيل هذا المقترح ليكون الدليل جاهزاً للعرض على القمة العربية.

وقالت إن المكتب التنفيذي استعرض التجارب الصحية الرائدة في الدول العربية، منوهة بأهمية الدور الحيوي لطواقم التمريض في التصدي للأمراض، مطالبة بتخصيص جائزة للتمريض.

المزيد من العالم العربي