Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيلم”المساعِدة“ تصوير خانق لكيفية بقاء المذنبين في السلطة

في فيلم كيتي غرين الذي يستعرض موضوع القوة، تعد الأمور التي لم تُذكر تقريباً أكثر أهمية من الحوارات التي تُقال على الشاشة. وتم اختزال العنصر الأساسي في صرخة صامتة

يبدو أن الفيلم استمد الإلهام من فضيحة هارفي وينستين - وصدر في الولايات المتحدة بالتزامن تماماً مع بدء المحاكمة الجنائية لإمبراطور صناعة السينما السابق (أ.ف.ب.)

إذا شاهدتم الفيديو الترويجي لفيلم ”ذي أسيستانت“ (المساعِدة) ، فربما تتوقعون عملاً درامياً ديناميكياً، مليئاً بالمحادثات المتوترة، والمعضلات الشخصية المبكية، وصراعات في مكان العمل تدعو المرء إلى شد شعره - باختصار نسخة جديدة من فيلم ”بومشيل“ (مفاجأة مذهلة) لكن الفرق الوحيد أن أحداثه تدور في شركة لإنتاج الأفلام.  لكن جولة استعراض القوة التي تستمر على مدى 85 دقيقة وكتبتها وأنتجتها وأخرجتها كيتي غرين هي نوع مختلف من الوحشية. إنها لكمة في الأحشاء هادئة و صعبة ومكتوبة بدقة - وتصوير خانق لكيفية بقاء المسيئين في مواقع السلطة حتى بعد معرفة الجميع.

شخصية جين، التي جسدتها جوليا غارنر  المثالية لهذا الدور (ربما تكونوا قد شاهدتموها في مسلسل أوزارك)، تعمل مساعدة في شركة إنتاج مقرها مدينة نيويورك. تتم رواية الفيلم من منظورها، على مدار يوم واحد فقط. كان هذا قراراً صعباً يقربنا من جين إلى حد غير مريح تقريباً، ويجعلنا نمر على التفاصيل الدقيقة في يومها وسلسلة لا حصر لها من المهام التافهة والإهانات الشعائرية.

بصحبتها، نقوم بملء ثلاجة صغيرة بزجاجات مياه باهظة الثمن. نصنع مشروباً عالي البروتين للمدير، وهو رجل مراوغ لم يسبق أن ظهر على الشاشة، رغم هذا فإن وجوده يلوح في كل ثانية من يومنا. نزيل فتات الخبز من على مكتبه.  نقوم بإعادة تخزين دوائه.  ونصد مكالمات هاتفية غاضبة من زوجته. ونرتب لرحلته الجوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن فيلم ”المساعدة“ الذي سيتوفر للعرض في المملكة المتحدة في شهر أبريل(نيسان)، لا يمكن أن يعتمد فقط على أي يوم من حياة جين، وإلا فلن يكون هناك فيلم. اليوم - ويمكننا الشعور بذلك - لديه إمكانية أن يكون مختلفاً. يبدو أن المدير قد تجاوز خطاً آخر، حيث أخذ موظفة شابة إلى أحد الفنادق دون سبب وجيه. اليوم هو اليوم الذي تهدد فيه الأشياء بحدوث انفجار.

إن الكشف عن أي تفاصيل أكثر من شأنه إفساد متعة الفيلم، لذا دعنا نقول هذا فقط: خلال مواجهة بين جين وويلكوك، وهو موظف موارد بشرية يبدو لطيفاً قام بتأدية دوره ماثيو ماكفيدن، فإن الأشياء التي لا تُقال هي تقريباً أكثر أهمية من الحوار الذي نشاهده على الشاشة. وتم اختزال العنصر الأساسي بصرخة صامتة.

ماكفيدن، الذي يحتل مشهده الوحيد صدارة الفيديو الترويجي للفيلم، ينضح بطاقة تذكرنا بشكل لافت للنظر بشخصية توم وامسغنز الشريرة حد الشفقة في مسلسل”التوريث“. لن يكون صعباً علينا تخيل أن هذه قد تكون وظيفة وامسغنز السابقة - وظيفة مبدئية قبل الانضمام إلى صفوف شركة ويستار رويكو العملاقة للاتصالات في”التوريث“.

على الرغم من أن جين بيضاء البشرة ومتعلمة وثريّة بما يكفي للعيش في نيويورك، فهي إحدى أكثر الناس تهميشاً في شركتها، حيث تعيش في قاع السلسلة الغذائية. لديها القليل من المال، وأصدقاء غائبون، وأبوان يتمتعان بنوايا حسنة لكن يصعب الوصول إليهم عاطفياً، وذلك النوع من الطموح الذي يجعلك عرضة للخطر، ووظيفة عليها طلب كبير حيث يمكن استبدال جين بمساعِدة أخرى في وقت أسرع مما تحتاجه لقول "فيلم رائج". وبالتالي، فهي تتحمل ضربات موجهة لتقديرها لذاتها ولضميرها الواحدة تلو الأخرى.

عندما تعجز عن تهدئة غضب زوجة رئيسها - وهي مهمة ما كان ينبغي أن تكون ضمن قائمة واجباتها في المقام الأول - يبدأ الرجل الغامض آنف الذكر بخطاب مسيء، والذي لا يمكن أن يفضي إلا إلى رسالة اعتذار مهينة أرسلتها المساعدة عبر البريد الإلكتروني. يوم هذه المرأة هو سلسلة طويلة من الإزعاجات، الناجمة برمتها عن عهد الإرهاب الذي فرضه نفس الرجل الذي يُتوقع منها أن تحميه بصمتها.

بينما يبدو أن فيلم المساعدة قد استمد الإلهام من فضيحة هارفي وينستين - وأُصدر في الولايات المتحدة بالتزامن تماماً مع بدء المحاكمة الجنائية لإمبراطور صناعة السينما السابق في مدينة نيويورك، وإدانة وينستين لاحقاً بارتكاب جريمة اغتصاب من الدرجة الثالثة وفعل جنسي إجرامي من الدرجة الأولى ولكن تبرئته من تهمة الاعتداء الجنسي الوحشي - لكن الفيلم لا يُظهر أو يسمي الرئيس الخفي. من خلال القيام بذلك، فإنه يرفع خطابه ليتجاوز أي حالة محددة، ويقدم تصويراً قوياً وراسخاً للتحرش في مكان العمل ككل.

إذا كنتم قد تساءلتم يوماً، "كيف سُمح لهذا الشخص بالاستمرار لفترة طويلة؟" فإن فيلم ”المساعِدة“ يقدم لكم الإجابة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة