Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كورونا" يوقف أنشطة اعتاد العالم مزاولتها

لم تصمد البرلمانات ومعارض الكتاب ومواقع التصوير أمام الوباء طويلاً

نجح فيروس كورونا، حتى الآن، في الفتك بأرواح كثيرين حول العالم، في حين يبقى من نجو من مقصلته داخل غرف العزل أو المدن المغلقة، أمّا أوفرهم حظاً فيظل في ترقبٍ تحت ضغط الأخبار المتتالية عن اتساع دائرة الدول الموبوءة.

وأسهمت جهود محاصرة الوباء من الانتشار في خلق حجرٍ منزلي، تفرضه الحكومات على من لم يثبت حمله الفيروس للحد من فرص اختلاطه بآخرين مصابين، وإلغاء المناسبات العامة والتجمعات البشرية التي تعد فرصة مثالية لتناقل "كورونا" بين البشر، إذ يتحمّل المصابون غير المدركين إصابتهم النسبة الكبرى من مسؤولية توزيع الفيروس على الآخرين نتيجة جهلهم، لعدم انتظام ظهور الأعراض لدى المصابين كما يقول الدكتور ثامر الخشان، استشاري الأمراض المعدية، "ما زلنا نجهل بالضبط فترة حضانة الفيروس، لكن الدراسات تشير إلى أنها تتراوح بين 5 و14 يوماً من وقت الإصابة إلى ظهور الأعراض"، ما يجعل حاضن المرض غير المتحوط في بداية إصابته ناقلاً للمرض من دون علمه، خصوصاً أن نسبة من المصابين تكون إصابتهم خفيفة وقدرتهم على مقاومته عالية "الحالات الحرجة لا تتجاوز 20 في المئة، في حين أن 80 في المئة من الإصابات تظهر عليها أعراض خفيفة، ربما يصعب في بعض الأحيان ملاحظتها مبكراً"، إلا أنها حاضنة وناقلة الفيروس لآخرين، قد تكون قدرتهم على المقاومة أضعف.

ولا تقتصر المناسبات التي جرى إلغاؤها على التجمعات البشرية المكتظة، إذ طال المنع والإلغاء في بعض الدول التجمعات ذات الأعداد المحدودة، مثل الاجتماعات الرسمية والمدارس، ويضيف الخشان في هذا الصدد "المعلومات بخصوص كورونا المستجد محدودة، وما زلنا نتعلّم عن طرق انتقاله، إلا أنه من المؤكد أن الأماكن التي يرتادها مصاب تكون أسطحها ملوثة بفعل نشره الرذاذ، وهو ما يجعل انتقال الفيروس وارداً عن طريق تلك الأسطح بعد ملامستها"، وهو ما يفسّر إلغاء كثيرٍ من مناسبات التجمّع المحدودة، نطلع في هذا التقرير على أمثلة منها.

الأنشطة السياسية
تعد الدورة السنوية لمجلس الشعب الصيني "البرلمان"، الذي ينعقد في كل عام في الخامس من مارس (آذار) ولمدة عشرة أيام، أحد أهم المناسبات السياسية في بكين، إذ يناط به الدوران التشريعي والرقابي، ويناقش 2987 نائباً في هذا الاجتماع تقارير العام حول الأداء الحكومي والتغييرات الدستورية المطلوبة.

إلا أنّ كورونا كان أقوى من قدرة المجلس على الانعقاد، فبعد أن سجّلت الوفيات أرقاماً تجاوزت الـ2700 شخص و78 ألف مصاب، اضطر المجلس إلى إلغاء دورة انعقاده إلى أجل غير مسمى ضمن سياسات الحد من التجمعات البشرية التي تتخذها الإدارة الصينية.

الأمر لا يختلف كثيراً في كوريا الجنوبية، إذ ألغى البرلمان الكوري الجلستين الأخيرتين وأغلق أبوابه، بعد تأكد إصابة شخص شارك في نقاشات جلسة ما قبل التعليق، وتفريغ المبنى للتعقيم، والتأكد من خلو الأسطح من أي فيروس قد تركه الحامل في جنباته.

إلا أنّ الأمر في كوريا لم يتوقف عند الجلسات البرلمانية، فبعد أن سجّلت الدولة الآسيوية إصابات في صفوف عسكريين قررت واشنطن تقليص تمرين عسكري مجدول من فترة سابقة، بين جيشي البلدين الحليفين مع احتمال إلغائه في حال ساءت الأمور في سيئول.

وعلى الصعيد العربي تراجع رجل الدين العراقي مقتدى الصدر عن دعوته إلى خروج "تظاهرة مليونية"، كان قد دعا إليها للضغط على البرلمان لتمرير التشكيلة الحكومية، وذلك خشية أن يتسبب الاحتشاد التظاهري في نقل الفيروس بعد تفشيه في بعض المدن العراقية.

وقال الصدر، في بيانه الأخير، "دعوتُ لتظاهرات مليونية واعتصامات ضد المحاصصة، واليوم أنهاكم عنها من أجل صحتكم وحياتكم فهي أهم عندي من أي شيء".

الأنشطة الثقافية والفنية
وضمن الحظر الذي تفرضه السلطات الإيطالية على التجمّعات، بعد أن تحوّلت إلى البؤرة الأخطر للمرض بأوروبا، أعلنت الحكومة المحلية بمدينة البندقية إلغاء "مهرجان فينيسيا السينمائي" الشهير، في ظل توقعات باستمرار القيود على التنقل والتجمعات لأشهر مقبلة.

ولم يكن المهرجان هو الحدث السينمائي الوحيد الذي جرى إلغاؤه في إيطاليا، إذ أفشل كورونا مهمة توم كروز المستحيلة بعد أن تسبب في تأجيل تصوير الجزء الجديد من سلسلته الشهيرة  "Mission Impossible"، رغم تجمع فريق العمل في البندقية، قبل أن تعلن شركة الإنتاج إيقاف التصوير حفاظاً على سلامة العاملين.

أمّا في إيران، الدولة الأكثر تضرراً من الفيروس في المنطقة والناقل لكل الدول العربية، فبعد أن بدأ الفيروس الذي سجّل حالته الأولى في المدينة الدينية "قم" يخرج عن السيطرة، تسبب اليوم في إعلان معرض طهران الدولي للكتاب تأجيل الدورة 33 للمعرض، الذي كان من المقرر إقامته في أبريل (نيسان) المقبل، إلى ما بعد شهر رمضان المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الكويت قرر مجلس الوزراء وقف الاحتفالات بالعيد الوطني، وذكرى تحرير الكويت من الغزو العراقي حتى إشعار آخر، لتزامنها مع تسجيل الحالات الأولى للوباء لمواطنين وأجانب قادمين على متن طائرة من إيران.

وعلى صعيد الفعاليات، كشف منظمو المعرض الدولي للهواتف النقالة "موك 2020" الذي كان مقرراً أن تستضيفه برشلونة بين 24 و27 فبراير (شباط)، عن إلغاء تنظيم هذا الحدث الدولي بعد إحجام عدد كبير من العارضين والفاعلين الدوليين في مجال تكنولوجيا الاتصالات عن الحضور والمشاركة.

الأنشطة الرياضية
فبعد تأجيل انطلاق الدوري الصيني وتعليق جولات في كوريا الجنوبية، وبالتزامن مع إلغاء الاحتفالات الوطنية، أعلن رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم أحمد اليوسف، إيقاف النشاط الرياضي في عموم البلاد مدة أسبوعين، مع تأجيل مباراة آسيوية بين القادسية الكويتي وظفار العماني بطلب من الاتحاد المحلي.

ولم يتوقف الظرف الصحي الذي تمر به الكويت عن التأثير في الرياضة المحلية، بل تجاوز ذلك في تأجيل مباريات بدوري أبطال آسيا لفرق إيرانية كانت تلعب مبارياتها في عدة دول مجاورة من ضمنها الكويت، بعد حظر سفر البعثات الرياضية إلى إيران، الذي فرضه الاتحاد الآسيوي بعد إقدام الحرس الثوري على إسقاط طائرة مدنية بالخطأ يناير (كانون الأول) الماضي، لتمنع من إقامة مبارياتها بالكويت أيضاً.

وفي لبنان ومع اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا، تأثرت الرياضة بهذه الظاهرة، إذ حضر نحو 5 آلاف متفرج فقط في مباراة الأنصار اللبناني والفيصلي الأردني، ضمن كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، مع الوضع بالاعتبار أن المدرجات فُتحت مجاناً، وانخفض مستوى الحضور الجماهيري لمباريات منتخب لبنان لكرة السلة، ضمن تصفيات كأس آسيا.

من جهة أخرى، أعطت معظم الأندية اللبنانية إجازات مفتوحة للاعبيها، في ظل المناخ البارد، وعدم وجود نشاط كروي محلي، إلى جانب الرغبة في عدم المخاطرة.

والمعروف أن النشاط الرياضي المحلي في لبنان متوقف منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب الأوضاع الأمنية في لبنان، وهذا يجمّد أي مؤشرات لعودة النشاط جزئياً إلى الملاعب

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات