Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سودانيون يتعرفون على شريك حياتهم في لقاء مدبر

يحاول الشباب إيجاد حلول مبتكرة لتجاوز المشكلات الاجتماعية التي تواجههم

يلتقي الساعون إلى التعارف في أماكن عامة لتعزيز علاقاتهم (اندبندنت عربية)

في بلد تتحكم فيه العادات والتقاليد، نجد انتشاراً لزواج الأقارب أو المدبر من قبل الأم والأخت، من دون أن يلتقي الطرفان قبل الزواج. لكن المجتمع السوداني بدأ بالتحرر من تلك القيود، التي حصرت الارتباط في نطاق ضيق، بعد ثورة سُميت ثورة التحرر، وكانت الحرية من شعاراتها، حتى في اختيار الشريك من دون ممارسة ضغوط من جانب أسرتي الفتاة والشاب.

تحليق خارج السرب

حلّق الشباب السودانيون بعيداً في مسألة اختيار الشريك، بدءاً من تكوين مجموعات على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً "فيسبوك"، هدفها الرئيس إنشاء علاقات تنتهي بالزواج. وامتد الأمر ليشمل تنظيم فعاليات "بلايند ديت"، التي قد يصفها البعض بأنها دخيلة على المجتمع السوداني، وهي عبارة عن تنظيم لقاء مُدبّر بين مجموعة من الرجال والنساء لا تربطهم معرفة، من أجل التعارف ومن ثم الزواج إذا حدث اتفاق بين الجانبين.

"الحبيّب السوداني" أول منصة على "فيسبوك" تناقش المسكوت عنه، في ما يخص العلاقات وطرق نجاحها.

بعد نقاشات مستمرة، قرر مشرفو المجموعة تنظيم "بلايند ديت"، التي تعتبر الأولى في السودان، وكانت نسبة الحضور فيها منخفضة على الرغم من أن المجموعة تضم الآلاف. قد يكون الخوف أو فقدان الثقة بين الأطراف سبب قلة الحضور، لكن أحد منظمي الفعالية أحمد شاويش أكد أن اليوم الذي نظمت فيه الفعالية تزامن مع أزمة طاحنة في الوقود جعلت الناس يتخلفون عن الحضور، بالإضافة إلى الخجل.

ويقول شاويش لـ "اندبندنت عربية" إن "الفعالية نظمت على مستوى عال من الدقة، بدءاً من اختيار المكان حتى اختيار الأغاني، وكان تنظيم المقهى يسمح بإدارة الحوار بين الطرفين لتسهيل الاندماج وكسر حاجز الخوف والخجل".

وأضاف "نجحنا في كسر حاجز الخوف، حيث بدا واضحاً اندماج المشاركين أثناء اللقاء، ووصل الأمر إلى تبادل أرقام الهواتف. وهذا ما يدل على أن الثقة توفرت بين الطرفين، لأننا مهدنا لهما طريقة التعارف وحضرنا لهما أسئلة تساعدهما في جلستهما. ومن ثم أقمنا ورشة في اليوم نفسه، وتحدث الحضور بإيجابية عن اللقاء".

إجماع

في استطلاع رأي أجرته "اندبندنت عربية"، قال غالبية المشاركين إن لا مانع لديهم من تكوين علاقات جادة تنتهي بالزواج، وتنشأ من خلال "بلايند ديت". إذ إن طريقة التعارف التي تتم في الأماكن العامة ومواقع الإنترنت وحتى الترشيح لا تختلف كثيراً، طالما أن الهدف منها الزواج.

يقول م.، وهو أحد المشاركين، "يمكن أن أتزوج شخصاً تعرفت عليه بطريقة بلايند ديت في حال كانت الأفكار متقاربة. عشت في محيط كان صعباً التعرف فيه على فتيات، والآن يمكنني المشاركة في بلايند ديت لاختيار زوجتي المستقبلية. وفي النهاية، هي وسيلة من وسائل التعارف".

أمر واقع

تقول الاختصاصية الاجتماعية إيمان حمزة لـ "اندبندنت عربية" إن "المجتمع سيتقبّل هذه الفكرة سريعاً، خصوصاً أن الزمن مختلف وطرق التعارف تنوعت، والمجتمع السوداني بطبيعته سريع التقبل، حتى إذا أبدى رفضه في البداية. والجيل الحالي حريص على انتزاع حقوقه في كل مناحي الحياة. وطالما أن العلاقات محترمة ولا تهدر الوقت ولا تسبب أذى نفسياً، فلماذا نحكم عليها بالفشل؟".

المزيد من منوعات