Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتهامات لقطر بـ"تدجين" حماس وإدامة الانقسام الفلسطيني

الحركة ترفض التعليق... "ليس هناك ما يُقال في هذا الموضوع"

سلسلة غارات جوية اسرائيلية على مواقع غرب خان يونس (وفا)

تمضي إسرائيل في تعاملها الاستراتيجي مع قطاع غزة بهدف إدامة الانقسام بين الضفة الغربية والقطاع وتحويله إلى انفصال دائم يحول دون إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.

وفي ظل تمسك حركة "حماس" بإبقاء سيطرتها على قطاع غزة، يتعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معها بمنطق "العصا الغليظة أو الجزرة المسمومة".

وأثمرت سياسة نتنياهو في تحييد "حماس" عن المشاركة في التصدي للتصعيد الإسرائيلي في مرتين: أولاهما في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 عقب اغتيال إسرائيل القيادي في "حركة الجهاد الإسلامي" بهاء أبو العطا، والثانية الأحد 23 فبراير (شباط) الحالي، عندما قتلت مسلحاً من الجهاد.

والتزمت "حماس" الحياد والصمت، ولم تنضم إلى "الجهاد الإسلامي" في إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، ما وضعها في موقف حرج أمام جمهورها. 

ولم تكن زيارة وفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد يوسي كوهين إلى العاصمة القطرية الدوحة مطلع الشهر الحالي إلاّ ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية ولطلب مواصلة الدوحة الدعم المالي الشهري لحركة "حماس".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن زيارة كوهين استغرقت 24 ساعة، إذ التقى المبعوث القطري إلى غزة محمد العمادي ومستشار الأمن القومي القطري محمد بن أحمد المسند.

وعقب الزيارة، أعلن العمادي أن الدوحة ستزيد مساعداتها النقدية إلى قطاع غزة لتشمل 120 ألف أسرة فقيرة، بواقع 100 دولار لكل عائلة.

ومنذ أكثر من عام، تصل إلى مطار بن غوريون طائرة تُقلّ حقائب تحمل أموال قطرية قبل أن تُنقل إلى قطاع غزة برعاية من إسرائيل، في ظل رفض السلطة الفلسطينية لذلك واعتباره تمويلاً للانقسام.


عدم ارتياح
 

ونشرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية يوم الاثنين خبراً مقتضباً للغاية حول لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعمادي في رام الله، من دون إعطاء أي معلومات حول فحوى المباحثات، في إشارة إلى عدم الارتياح الفلسطيني من تحركات المسؤول القطري.

هذا واتهم عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" محمد الحوراني، الدوحة بتمويل الانقسام الفلسطيني وإبقاء الأوضاع في قطاع غزة تحت السيطرة وعدم انفجارها، وتحويل القضية في القطاع إلى إنسانية بعيداً من أي مسار سياسي أو أي مطلب وطني.

وطالب الحوراني خلال مقابلة مع "اندبندنت عربية" "بموقف فلسطيني رسمي أكثر وضوحاً تجاه مثل هذه التصرفات"، داعياً إلى أن "يتم التعامل مع الفلسطينيين عبر منظمة التحرير وليس من خلال حركات سياسية".

وصرح القيادي في "حزب الشعب" الفلسطيني وليد العوض لـ"اندبندنت عربية" أن "التلويح القطري بوقف الدعم المالي لحماس يهدف إلى تكريس اعتماد الحلول الإنسانية على حساب الحلول السياسية وإبقاء سيطرة حماس على قطاع غزة".

وطالب عوض "حماس" بتقديم إجابات حول ما وصفه بـ"الدور القطري المشبوه" في غزة، مضيفاً أن "إسرائيل تعمل على إبقاء القطاع على صفيح ساخن وفي حال من الفقر لكي تقبل حماس أي مساعدة تضمن بقاء سيطرتها".

ورفض مكتب الاتصال الحكومي القطري التعليق على اتهام الدوحة بتعزيز الانقسام الفلسطيني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


رفض التعليق

في المقابل، رفض المتحدث باسم "حماس" حازم قاسم خلال اتصال هاتفي مع "اندبندنت عربية" التعليق على الدعم القطري للحركة، مشيراً إلى عدم وجود ما يُقال في هذا الموضوع.

هذا وقال المسؤول في المكتب الاعلامي للبعثة القطرية في قطاع غزة عبد الرحمن الخالدي لـ أندبندنت عربية" إن المنحة القطرية الحالية تنتهي في شهر مارس (أذار) المقبل، لكنه أشار إلى أن هناك مؤشرات إيجابية على تمديدها لكن ذلك مرهون بإعلان رسمي من السفير العمادي. وأضاف الخالدي أنه تم زيادة عدد الأسر الفلسطينية المستفيدة من المنحة القطرية إلى 120 الشهر الحالي بعد ان كانت 70  ألف أسرة الشهر الماضي.

أما أستاذ الدراسات الإقليمية في "جامعة القدس" عبد المجيد سويلم، فرأى أن قطر "تسوّق نفسها كمقاول لدى واشنطن وكمتبرع لتعزيز سلطة حركة حماس في قطاع غزة وتدجينها للوصول إلى تهدئة طويلة الأمد"، مضيفاً أن ذلك يعني "انخراط حماس بوعي أو من دونه في خطة ترمب لتقسيم الوحدة الجغرافية لفلسطين وتشتيت التمثيل الفلسطيني".

واعتبر أنّ "قلب قطر ليس على الفقراء في القطاع لأن عقلها يهدف إلى تدجين حماس وإدراجها في خطط التوظيف الأميركي والإسرائيلي لهذه الحركة، في محاولة تفتيت الجسد الوطني والنيل من المشروع الفلسطيني".

وبشأن موقف "منظمة التحرير" من التحركات القطرية، قال سويلم إن "الموقف الرسمي الفلسطيني اعتاد على الحذر الشديد في التعامل مع كل خطايا النظام العربي حيال التطورات في فلسطين"، مشدّداً على أن "ذلك يمكن تفهمه"، لكنه أشار إلى أن "صمت النخبة السياسية الفلسطينية إزاء ذلك غير مفهوم".

المزيد من الشرق الأوسط