Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماكرون ونظيره العراقي يبحثان في إعادة الإعمار ومسألة الفرنسيين من أعضاء داعش

برهم صالح يقول إن السلطات العراقية تحتجز 13 عنصرا من الفرنسيين المنخرطين في صفوف داعش وستحاكمهم في العراق

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل الرئيس العراقي برهم صالح لإجراء محادثات في قصر الإليزيه في باريس (رويترز)

شكّلت إعادة إعمار العراق وموضوع الفرنسيين من أعضاء تنظيم داعش محور المحادثات التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره العراقي برهم صالح، خلال غداء عمل جمعهما في قصر الإليزيه اليوم في باريس.

وقال صالح، الذي يقوم بأول زيارة له الى العاصمة الفرنسية بعد مضي حوالي 4 أشهر على توليه منصبه، ان 13 فرنسياً تسلمتهم العراق من القوات الكردية في شمال سورية سيُحاكمون في العراق وفقاً للقوانين العراقية.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع ماكرون في ختام محادثاتهما إن هؤلاء "متهمين بارتكاب جرائم ضد عراقيين ومنشآت عراقية،" وان أي شخص "متهم بارتكاب جرائم ضد العراق والمنشآت العراقية سيُلاحق ويُحاكم." ويتطابق طرح صالح هذا مع الموقف الفرنسي من مقاتلي داعش الفرنسيين والذي يقضي بأن يُحاسبوا في الدول التي ارتكبوا فيها جرائمهم.

لكن الأمر يختلف بالنسبة الى مقاتلي داعش المعتقلين في شمال شرق سورية، والذين قد تؤدي التطورات المحتملة على الأرض لأن يصبحوا طليقين ويعودوا خلسة الى فرنسا. وأشاد صالح بالشراكة النموذجية مع فرنسا والاتحاد الاوروبي لمساعدة العراق على الخروج من أوضاع قال انها "بالغة الصعوبة."

كما أعرب عن أمله في استقبال ماكرون في بغداد وهو ما قبله الأخير، مشيراً الى انه عازم على زيارة العراق قبل نهاية العام الحالي. وأكد ماكرون في كلمته خلال المؤتمر الصحافي ان "فرنسا مستمرة بالوقوف الى جانب العراقيين سياسياً وعسكرياً في مواجهة الارهاب."

وقال ان "الجنود الفرنسيين موجودون مع الجنود العراقيين لدعمكم في مواجهة داعش،" متمنياً أن "يتمكنوا من تعزيز القدرات العراقية على المدى الطويل." يُذكر ان أكثر من ألف جندي فرنسي موجودين قرب بغداد حيث يعملون على تدريب القوات العراقية، وفي الشمال حيث يشاركون في آخر المعارك ضد المعقل الأخير لداعش في سورية.

وأعرب ماكرون عن أمله في أن يستعيد العراق "دوره المحوري في المنطقة،" وعن تأييد بلاده لسياسة العراق "المتوازنة،" داعياً الى تحييد هذا البلد عن أزمات المنطقة. وفي هذا الاطار، قال صالح "لا نريد للعراق أن يكون ساحة تنازع بين الفرقاء،" وإنما "ساحة توافق لمصلحة الدول المجاورة والقوى الدولية."

ورأى ان "استقرار العراق على صلة بإعادة الإعمار وبنجاحه في إنجاز منظومة إقليمية جديدة تكون أساسها المصالح المشتركة. ومن الممكن القول، حسب مُراقبين، ان نتائج اللقاء جاءت مرضية عموماً للجانب العراقي على رغم انها دون توقعاته، إذ ان العراقيين يتطلعون الى عودة سريعة للمؤسسات الفرنسية الى بلادهم وإقامة نشاط مصرفي فرنسي فيها، لكن هذا ما حالت دونه حتى الآن الأوضاع الأمنية غير المستقرة.

ومن المقرر أن يقوم فريق من الطيران المدني بزيارة الى بغداد للنظر في احتمال إعادة فتح خط جوي بينها وبين باريس، علماً بأن الرحلات بين العاصمتين متوقفة منذ عام 2010.

وسبق اللقاء بين ماكرون وصالح لقاءً صباحياً مع المديرة العامة لمنظمة العلوم والثقافة والتربية "يونسكو" أودري أزولي التي بحث معها موضوع اعادة إعمار الموصل، المعقل السابق لداعش.

وهذه الزيارة الاولى التي يقوم بها رئيس عراقي إلى مقر المنظمة، وتُعد مؤشراً بارزاً على الدور الذي تلعبه "يونسكو" في إعادة بناء التراث المهدم في المدينة. وقالت أزولي عقب اللقاء ان "إعادة ترميم الإرث الثقافي وإعادة إحياء النسيج الثقافي والتربوي وحدها كفيلة بجعل سكان المدينة فاعلين في انبعاث بلادهم."

وكانت منظمة "يونيسكو" جمعت حوالي مئة مليون دولار من أطراف دوليين مثل الإمارات والاتحاد الاوروبي واليابان في إطار مبادرتها التي تحمل اسم "إعادة إحياء ذهنية الموصل."

المزيد من الأخبار