Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السلطات السودانية تصعّد ضد المحتجّين... والمعارضة ترفض تجميل وجه النظام

استمرار "موكب الرفض" ودعوة المتظاهرين إلى التوجه نحو القصر الجمهوري للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير

اعتبرت المعارضة السودانية حلّ البشير الحكومة وتعيين 18 حاكماً عسكرياً في الولايات بأنها "محاولة لتزييف مطالب الثورة" (رويترز)

فرقّت السلطات السودانية في العاصمة الخرطوم، يوم الاثنين 25 فبراير (شباط)، مئات المحتجين الذين خرجوا في تظاهرات مطالبة بتنحي الرئيس، على الرغم من إعلان حالة الطوارئ في البلاد منذ الجمعة في 22 فبراير.  

وقال شهود عيان إن السلطات "أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المحتجين، ونظمت حملات اعتقال عشوائية طاولت العشرات واستهدفت نشطاء ومشاركين. 

وأغلقت السلطات الأمنية أجزاء من الشوارع الرئيسة المؤدية إلى وسط الخرطوم، وأمرت المراكز التجارية، ومنها السوق العربية التي تُعد أكبر المراكز التجارية في العاصمة، بالإغلاق. 

وقد دعا "تجمّع المهنيين السودانيين" الذي يقود الاحتجاجات في البلاد، إلى التظاهر تحت مسمى "موكب الرفض"، وناشد التجمّع المتظاهرين بالتوجه نحو القصر الجمهوري، للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير. 

 

تنديد 

 

بالتزامن مع الاحتجاجات التي شهدتها الخرطوم، خرج المئات من طالبات جامعة الأحفاد للبنات في مدينة أم درمان غرب السودان في تظاهرة احتجاجية مندّدة بتدهور الأوضاع الاقتصادية ومطالبة بتنحي الرئيس البشير. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرة. وبثّ ناشطون فيديوات تظهر حالات كرّ وفرّ بين المتظاهرات والقوى الأمنية، ومشاهد لإطلاق الغاز المسيل للدموع داخل الحرم الجامعي. 

ونظم أساتذة وعاملون في جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا في الخرطوم وقفة احتجاجية تنديداً باقتحام قوة أمنية الحرم الجامعي، الأحد في 24 فبراير، والاعتداء بالضرب على عدد من الطلاب والطالبات. وأعلن أساتذة الجامعة إضرابهم مطالبين بإقفال الجامعة حتى تستقرّ الأوضاع في البلاد حفاظاً على أرواح الطلاب. 

 

حماية المحتجّين 

 

وفي بيان، دعا "تجمّع المهنيّين السودانيين" وقوى إعلان "الحرية والتغيير"، "الوطنيين في الجيش والشرطة إلى القيام بواجبهم في حماية المواطنين، باعتبار ذلك أولوية في عملهم الموكل لهم بأمر الشعب ولمصلحة البلاد". 

واعتبر البيان أن "الأجهزة الأمنية ومن يطلقون الأوامر بالقمع والعنف هم مجرمون ويجب إيقافهم وكفّ بطشهم". 

ووصفت قوى "الحرية والتغيير" حلّ البشير الحكومة وتعيين 18 حاكماً عسكرياً في الولايات بأنها "محاولة لتزييف مطالب الثورة بإجراء تغييرات قشرية على شكل النظام مع احتفاظ البشير بمنصبه". 

وأكدت المعارضة "إصرارها على إسقاط النظام وتنحّي رئيسه، وأنها ليست معنية بالعمليات التجميلية لوجه النظام، بل هدفها إزالته". 

ومنذ 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي يشهد السودان احتجاجات متواصلة في غالبية المدن، وهي الأكبر منذ وصول الرئيس البشير إلى السلطة، وأسفرت عن سقوط 32 قتيلاً وفق آخر إحصاء حكومي، و51 قتيلاً وفق منظمة العفو الدولية. 

 

تطمينات في دارفور 

 

أطلع الأمين العام لحكومة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، محمد عبد الكريم، وفداً من البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور "يوناميد" على تطورات الأوضاع في البلاد إثر القرارات الأخيرة للبشير، ومستقبل التعاون بين البعثة والحكومة. 

وأكد عبد الكريم "التزام حكومة الولاية بالاستمرار في التنسيق والتعاون مع البعثة من أجل تنفيذ ولايتها بموجب القرارات الأخيرة للأمم المتحدة، خصوصاً ما يتصل منها بتنفيذ الاتفاقيات وتسهيل لجان العمل المشتركة ومتابعة وتنسيق حركة البعثة وتنسيق إجراءات السلامة". 

وتنتشر بعثة "يوناميد" في إقليم دارفور منذ مطلع العام 2008، وتعتبر ثاني أكبر بعثة حفظ سلام أممية، بقوات قوامها يتجاوز 20 ألف جندي، في الإقليم الذي يشهد نزاعاً مسلحاً بين الحكومة وحركات متمردة، خلّف أكثر من 300 ألف قتيل، ونحو 2.5 مليون مشرّد من أصل 7 ملايين نسمة، وفق الأمم المتحدة.

المزيد من العالم العربي