Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مشاركات العرب في الأوسكار... غياب عن الجوائز إلا قليلا واحتفاء بالحضور ضمن الترشيحات

مشاركة للعام الثاني على التوالي في القائمة القصيرة... و"حالة" رامي مالك تثير التساؤلات... وتهمة مغازلة الأوسكار تلاحق نادين لبكي

المخرجة اللبنانية نادين لبكي وزوجها المنتج خالد موزانار وفريق عمل فيلم" كفر ناحوم" المترشح لجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية- حفل جوائز الأوسكار السنوية رقم 91 في مسرح دولبي في هوليوود 24 فبراير (شباط) 2019 (أ.ف.ب)

أسدل الستار قبل ساعات على حفل الأوسكار في نسخته الـ91، أنظار العالم كانت معلّقة ناحية مسرح دولبي الشهير في الليلة الأهم في هوليوود، حيث اجتمع أبرز نجوم وصناع السينما في مكان واحد، في حدث سنوي لا يفقد سحره ولا جاذبيته أبدا.

خروج مدوٍ للعرب

اللمسة العربية في جوائز الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة "أوسكار" جاءت بعيدة جدا من خلال الممثل الأميركي ذي الأصل المصري، رامي مالك، الذي توّج بأوسكار أفضل ممثل عن تأديته دور مغني الروك الشهير فريدي مركوري في "بوهيميان رابسودي-  Bohiman Rahpsody"، فيما اعتبر جمهور السوشيال ميديا أن فوز مالك نوعا من التعويض غير المباشر عن الخروج المدوي لأفلام العرب من أوسكار 2019.

فيما خرجت نادين لبكي بفيلمها "كفرناحوم" بلا تتويج من مسابقة أفضل فيلم أجنبي، واقتنص الجائزة الفيلم المكسيكي "روما"،  نادين لبكي أول مخرجة لبنانية تصل إلى القائمة القصيرة في ترشيحات الأوسكار (وصل لبنان للمرة الأولى العام الماضي إلى القائمة بفيلم "القضية 23" للمخرج زياد دويري)، ونافست نادين لبكي بفيلمها على جائزة أفضل فيلم أجنبي وسط آمال بأن ينال العرب قليلا من الحظ في الجائزة السينمائية الأبرز في العالم، وخاض "كفرناحوم" رحلته إلى مسرح دولبي بعد أكثر من تتويج بأكثر من مسابقة بمهرجانات أخرى، ورغم الانتقادات الموجهة للفليم كونه يعتمد على "المبالغة ويغوص في ميلودراما طويلة"، ولكنه أيضا اقتنص الترشيح الأغلى للتمثال الأهم والأبرز في عالم جوائز السينما.

نادين لبكي ما تزال تحاول

 

"كفرناحوم" الذي حصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان "كان" السينمائي العام الماضي، وترشح لجائزتي بافتا وغولدن غلوب، يحكي عن طفل فقير "زين الرافعي" تتعرف إليه المحامية التي تجسدها نادين لبكي عندما تعرض قصته في برنامج تلفزيوني، حيث يرفع قضية على أبويه لأنهما أنجباه رغم ضيق حالهما، وأوقعاه بحسب ما يرى في مأساة معيشية خانقة، الطفل زين أدى دوره ببراعة خصوصا وأنه في الحقيقة لاجئ أيضا، وربما مما أخذ على الفيلم أنه عرض لقائمة طويلة من القضايا التي ربما تثقل كاهل شريط سينمائي واحد، ومنها أزمة المهاجرين في لبنان وزوج القاصرات وعمالة الأطفال.

شرف المحاولة وسط معركة شرسة

نادين لبكي عرفت طريقها إلى المهرجانات العالمية منذ زمن، وهي بالطبع حققت خطوة واسعة بحضورها أمس للمرة الأولى ضمن مرشحي الأوسكار، حيث كانت أفلامها السابقة مثل "وهلأ لوين" و"سكر بنات" من الأعمال التي لاقت إشادات نقدية كبيرة وجابت بها عدة مهرجانات عالمية مهمة، وحصدت تتويجات عدة، وفيما يتعلق بمستوى ما تقدمه نادين لبكي، يقول الناقد طارق الشناوي لـ"اندبندنت عربية" إنه ينبغي الإشادة بتجربة نادين لبكي كونها أول مخرجة عربية تصل إلى المنافسات النهائية بالأوسكار، فهي تحاول بجديّة وصدق، وفيلمها الأخير يحمل واقعاً وهمّاً عربيا خالصا من خلال قصص عن زواج القاصرات وواقع المهمشين، مشددا على أنها تقدم نفسها على أنها عربية أولا، بدليل إصرارها على اللفتات التقليدية في التظاهرات العالمية، مثل احتفالها بالزغرودة حينما فازت بجائزة مهرجان كان السينمائي في الدورة الماضية، مضيفا أن فيلم "روما" الذي فاز بجائزة أفضل فيلم أجنبي في أوسكار 2019 يعتبر من أقوى أفلام الموسم.

 

من جهته يرى الناقد الفني رامي عبد الرازق أن خروج نادين لبكي بلا جائزة في الأوسكار كان متوقعا جدا، مؤكدا أن فيلما بمستوى عملها الأخير "كفرناحوم" كان من الطبيعي أن يخرج لأن المنافسة في مسابقة أفضل فيلم أجنبي في رأيه كانت شرسة للغاية، وتابع لـ"اندبندنت عربية" بأنه "بالمقارنة يبدو فيلم (كفرناحوم) مجرد محاولة لصناعة فيلم جيد، لكن عمل مثل (روما) بالفعل عمل جيد وليس مجرد محاولات".

ونفى رامي عبد الرازق عن المخرجة اللبنانية الاتهامات بأنها تصنع أفلاما على مقاس الأوسكار تغازل بها المُصوتين في الأكاديمية من حيث الموضوعات وطريقة التناول، وأضاف "لا يوجد شيء اسمه أفلام تعجب الأكاديمية، وهذا اتهام لا ينطبق على نادين لبكي، فقد حصلت العام الماضي عن فيلمها على جائزة مهمة في مهرجان كان و(كفرناحوم) عموما دخل تاريخ السينما بشكل أو بآخر حتى لو لم يترشح لأوسكار".

صدمة "عن الآباء والأبناء"

 

للمرة الأولى أيضا شارك المخرج السوري طلال ديركي، حيث وصل بفيلمه المثير للجدل "عن الآباء والأبناء" إلى قائمة الترشيحات القصيرة لأفضل فيلم وثائقي طويل بأوسكار 2019، وقد خرج خالي الوفاض أيضا لصالح الفيلم الأمريكي "Free Solo"  الذي حصد الجائزة.

"عن الآباء والأبناء" سبق وحاز جائزة نجمة الجون بمهرجان الجونة المصري بدورته الثانية، وحصد كذلك جائزة السينما العالمية للفيلم الوثائقي بمهرجان "صندانس" بالولايات المتحدة الأميركية، ويبدو أن "ديركي" يعرف أيضا الطريق إلى منافسات الجوائز الكبرى، حيث سبق وفاز بجائزة "صندانس" كذلك قبل خمسة أعوام عن فيلمه "العودة إلى حمص".

ويعتبر فيلم "عن الآباء والأبناء" رحلة شاقة ومرهقة للمخرج يرصد ويصور فيها حياة أب متطرف يورث ولديه أفكاره المتشددة، حيث أقام ديركي بالفعل لدى أسرة تعتمد تلك الطريقة في المعيشة، وصور يومياتها وقدم نفسه للعائلة على أنه متعاطف مع أفكارهم بالفعل.

وقد وصف الناقد رامي عبد الرازق عدم فوز الفيلم بـ"الظلم الحقيقي"، وأكد أيضا أن " عن الآباء والأبناء" فيلم عظيم، وتابع "هو فيلم صنع بصدق ولم يضع في اعتباره أي اعتبارات لجوائز مثل الأوسكار وغيره، فطلال ديركي مخرج يعمل على مستوى رؤية الحرب السورية من أكثر من طرف، والحقيقة أن خروجه مقارنة بمستوى الأعمال التي تنافست أمامه لم يكن متوقعا بالمرة".

العام الماضي أيضا شاركت سوريا بنفس الفئة بـ"آخر الرجال في حلب" للمخرج فراس فياض، وكان العمل يركز على الوضع السوري المتأزم على الأرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إذا، القضايا الجادة التي تعرض لجوانب مأساوية بعض الشي ربما هي الأكثر حضورا في تجربتي العام الماضي وهذا العام، فيما يتعلق بمشاركات السينما العربية في الأوسكار، حيث اقتصرت الترشيحات من المنطقة العربية أيضا على سوريا ولبنان وفي الفئتين ذاتهما.

 

 

هزائم متوالية في الأوسكار

تعددت المشاركات العربية في الأوسكار في القوائم الطويلة، ولكن الوصول لقائمة الترشيحات النهائية كان حلما صعبا فاز به قلة، فيما الفوز حدث مرة واحدة فقط قبل ما يقرب من نصف قرن، حيث توّج الفيلم الجزائري "زد" بجائزة أفضل فيلم أجنبي "بدأت الأكاديمية في منحها بانتظام عام 1956"، في عام 1970، وهو يتناول جريمة سياسية في إطار تشويقي، ويعتبر هذا هو الفوز العربي الوحيد بالأوسكار، وهو فيلم إنتاج جزائري فرنسي مشترك وناطق بالفرنسية، وبالتالي البعض يعتبره "عمل جزائري ولكن على استحياء"، مثل الناقد طارق الشناوي الذي يقول إنه فيلم "جزائري نظريا فقط"، في حين وصلت الجزائر إلى الترشيحات النهائية في الأوسكار خمس مرات، وهي الدولة العربية الأولى حتى الآن في عدد مرات الوصول إلى القائمة القصيرة.

ويعد أبرز وأقدم ترشيح عربي كان من نصيب النجم المصري العالمي عمر الشريف لجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلمه "لورانس العرب" في أوسكار عام 1963، كذلك ترشح الفيلم المصري "الميدان" للمخرجة المصرية الأميركية جيهان نجيم لجائزة أفضل فيلم وثائقي في نسخة عام 2014 من الأوسكار، وهو أول فيلم مصري يصل إلى تلك المرحلة في جوائز الأكاديمة الأميركية لعلوم وفنون الصور المتحركة، والفيلم كان يركز على الحراك في الشارع المصري خلال السنوات الأخيرة، وهو نفس العام الذي ترشح فيه أول فيلم يمني للمنافسة في الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي أيضا، وهو "ليس للكرامة جدران" للمخرجة سارة إسحاق وكان يتناول أيضا بعض فعاليات الثورة اليمنية في عام 2011.

كما كان فيلم "الجنة الآن" الذي عرض عام 2005 أول فيلم فلسطيني يرشح للقائمة القصيرة للأوسكار للمخرج هاني أبو أسعد، والذي ترشح فيلمه "عمر" عام 2014 للأوسكار أيضا، وفي عام 2016 وقف صناع فيلم "ذيب" على سجادة الأوسكار الحمراء للاحتفاء بأول فيلم أردني يصل لقائمة الترشيحات النهائية في فئة أفضل فيلم أجنبي، الفيلم من تأليف وإخراج ناجي أبو نوار، وتدور أحداثه حول حياة البدو خلال الحرب العالمية الأولى.

"حالة" رامي مالك

 

يعود الناقد طارق الشناوي ليؤكد أن العرب يقتربون بالفعل من تحقيق إنجازات في مسابقة أفضل فيلم أجنبي بالأوسكار، مشيدا بأكثر من محاولة وأبرزها تجارب المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، ثم تطرق إلى الحديث عن فوز رامي مالك بجائزة أفضل ممثل واعتبار البعض أن هذا انتصار عربي رغم أن العمل ليس له علاقة بأي جهة عربية من قريب أو بعيد، ولفت النظر إلى أن الأمر ربما جاء من تعامل الممثل الشاب نفسه، فرامي مالك يشدد على كونه مصريا ومن أصول مصرية، وتابع "هو على الأرجح يحتفظ بجواز السفر المصري ورغم أن تجربته مختلفة تماما عن عمر الشريف، حيث بدأ مشواره خارج مصر بعكس الفنان الراحل الذي حقق العالمية بعد شهرته أولا في وطنه، ولكن هذا لا ينفي سعادتنا بتتويجه".

وهو الأمر الذي اتفق معه الناقد رامي عبد الرازق أيضا، مع تفسير الحالة بأن هناك أمنية عامة بأن يشعر العالم ويلمس أن العنصر العربي يمكنه أن يحقق إنجازات عالمية مهمة، بدلا من الاتهامات السلبية الحاضرة، واختتم عبد الرازق حديثه "رغم أن فيلم "بوهيميان رابسودي-  "Bohemian Rhapsody ليس له علاقة بأي عنصر عربي، ولكن رامي مالك نفسه يتحدث كثيرا عن أصوله وعن كونه ابن مهاجرين مصريين، وعموما الأمر كله تكريس حميد، فالأصل العربي ليس سبة كما يحاول أن يصوره البعض، فكثير منهم ملهمون قادرون على تقديم أشياء إيجابية للعالم".

المزيد من فنون