Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتصار ساندرز في نيفادا يثير رعب الديمقراطيين المعتدلين

خشية من خسارة مجلسي الشيوخ والنواب وأمام ترمب

أحد مرشحي الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية بيرني ساندرز (أ.ف.ب)

سلم الناخبون في ولاية نيفادا الأميركية السيناتور بيرني ساندرز أكبر انتصار يناله، ليس في الانتخابات التمهيدية الجارية بين المرشحين للرئاسة من الحزب الديمقراطي فحسب، بل منذ خمس سنوات، أي منذ بدأ حملته الرئاسية الأولى، ما جعله يفوز بصدارة لا جدال فيها بين المرشحين بما قد يمنحه فرصة للحفاظ على مكاسبه في المنافسات الكبرى المقبلة.

لكن تقدم ساندرز بنسبة 46 في المئة في نيفادا أثار الرعب في نفوس خصومه الذين حذروا من المخاطر التي يحملها استمرار فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي ضد الرئيس الجمهوري دونالد ترمب حيث حذر خبراء استراتيجيون في الحزب من أن ذلك لا ينذر بهزيمته أمام ترمب فحسب بل بخسارة سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب وعدم التمكن من السيطرة على مجلس الشيوخ في الانتخابات العامة المقررة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.

على الرغم من أن جميع استطلاعات الرأي كانت تشير إلى فوز سيناتور ولاية فيرمونت بمركز الصدارة في أول انتخابات تمهيدية يجريها الحزب الديمقراطي في ولاية متعددة الأعراق مثل نيفادا، إلا أن استحواذه على نسبة كبيرة قاربت الخمسين في المئة، مقارنة بـ 19.3 لنائب الرئيس السابق جو بايدن و15.4 لبيت بوتيجيدج عمدة مدينة ساوث بيند السابق و10.3 للسيناتور إليزابيث وارن، إلا أن ذلك شكل صدمة كبيرة للمعتدلين داخل الحزب الديمقراطي وللمرشحين المنافسين له في السباق الرئاسي.

لا إستراتيجية للمواجهة

يخشى خصوم ساندرز من ازدياد قوته، ومن أن تمنحه نيفادا دفعة قوية تساعده في تأمين فوزه بأهم يوم في السباق الانتخابي وهو الثلاثاء الكبير الذي يحل في الثالث من مارس (آذار) المقبل وتجري خلاله الانتخابات التمهيدية في 14 ولاية أميركية من بينها ولايتا كاليفورنيا وتكساس المتعددة الأعراق، والتي تحسم ثلث إجمالي أعداد المندوبين الذين سيحسمون اختيار مرشح الحزب المقبل.

لكن المشكلة التي تواجه أعداء ساندرز في الحزب الديمقراطي هي عدم توافر إستراتيجية لديهم تمكنهم من وقف قطار ساندرز وتمنعه من الوصول إلى محطته المنشودة بالفوز بدعم 1991 مندوباً اللازمين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي خلال الاجتماع العام للحزب الذي سيعقد في الصيف عقب الانتهاء من الانتخابات التمهيدية.

وتتمثل العقبة الأهم للمرشحين المعتدلين في الحزب، في انقسامهم وتوزع أصوات مؤيديهم في ما بينهم. فقد كان هناك كثير من الخيارات أمام الناخبين المعتدلين وكثير من المرشحين المفضلين بما يصعب من تضييق الخيارات وصولاً إلى مرشح واحد مُفضل.

التذبذب في الاختيار

ويشير خبراء في الانتخابات إلى أن السبب في حالة التعطل السياسي التي يعاني منها المرشحون من تيار الوسط في الحزب الديمقراطي إلى القلق الذي يحمله التذبذب في الاختيار لدى الناخبين المعتدلين. وهو ما تحدث عنه عالم النفس باري شوارتز في كتابه الصادر عام 2004 بعنوان "مفارقة الاختيار" الذي أشار فيه إلى المشاعر التي تنتاب المشترين عندما يتعين عليهم الاختيار بين عشرات العلامات التجارية المفضلة الموجودة في محل واحد، الأمر الذي يجعل الاختيار بينها صعباً أكثر مما لو كان الاختيار يجري بين علامتين تجاريتين فقط، ما يترك تأثيراً سلبياً في إحساس الناس بالسعادة، وهي المفارقة ذاتها التي تجري الآن في الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي. وكلما زادت الخيارات جاذبية، كلما كان من الصعب على الناخب حسم موقفه بين المرشحين.

ومنذ بدأت الانتخابات التمهيدية، ظل الناخبون الديمقراطيون يبحثون عن المرشح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب، لكنهم أصبحوا غير قادرين على اتخاذ قرار في شأن إذا ما كان هذا المرشح ينتمي إلى تيار الوسط الذي يستطيع أن يجمع القاعدة الوسطى تحت لوائه، أم أنه ينتمي إلى تيار اليسار التقدمي الذي يستطيع أن يشعل القاعدة الشعبية للحزب، وهو ما جعل الأصوات تتفتت بين بوتيجيدج والسيناتور إيمي كلوباتشير تارة، وبين بايدن والسيناتور إليزابيث وارن تارة أخرى.

مؤيدو ساندرز بلا قلق

لكن مؤيدي ساندرز لا يعانون من هذا القلق، فمنذ ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2016 حافظ ساندرز على قاعدته الشعبية التي تدين له بالولاء المتواصل. ولهذا من النادر أن يختار هؤلاء مرشحاً آخر غير ساندرز على الرغم من إعجاب بعضهم بوارن. وفيما يعاني من لا يدعمون ساندرز من خيارات بديلة متعددة، فإن أنصار ساندرز لديهم خياران لا ثالث لهما، إما ساندرز أو غيره، وهم قد حسموا أمرهم باختيار ساندرز.

وما يزيد من مشكلة منافسي ساندرز، أن استمرار تدفق التبرعات لديهم، أبقى على آمالهم منتعشة ونشيطة ما جعلهم قادرين على الاستمرار في المنافسة، وبالتالي استمرار انقسام الأصوات في ما بينهم، على عكس حملات المرشحين الرئاسيين في الماضي التي كانت تجف أموالهم فتنزع المحفزات على الاستمرار بما يسمح ببقاء مرشحين أقل من العدد الحالي.

ضغوط بلومبيرغ وبوتيجيدج

وفي ظل استمرار هذا الوضع، أطلت خلال الأسبوع الأخير محاولات ضغط من جانب المرشح الرئاسي مايكل بلومبيرغ وبيت بوتيجيدج على المرشحين الآخرين المعتدلين مثل جو بايدن وإيمي كلوباتشير، كي ينسحبوا من السباق لمن تتزايد حظوظه الانتخابية، ومن ثم جمع أصوات الناخبين المعتدلين خلفه في مواجهة ساندرز، وذلك وفقاً لمذكرة أصدرتها حملة بلومبيرغ قبيل المناظرة الأخيرة في نيفادا حين كانت وسائل الإعلام تحصر السباق بين ساندرز وبلومبيرغ. لكن الأداء الكارثي لبلومبيرغ خلال المناظرة التليفزيونية في نيفادا، أثارت تساؤلات جديدة عما إذا كانت إستراتيجيته المعتمدة على إنفاق ملايين الدولارات على إعلانات تليفزيونية ترويجية تكفي لمنافسة ساندرز. ونتيجة لذلك طالبت حملة بوتيجيدج مايكل بلومبيرغ بالانسحاب من السباق.

هزيمة نكراء

ويحذر قادة الحزب الديمقراطي من احتمالات أن يظل ساندرز في صدارة المرشحين لما له من تاثير سلبي في الحزب في الانتخابات العامة في نوفمبر (تشرين الثاني).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول أنتيغوان سيرايت إن الحديث عن هذه المنافسات الجارية الآن لا يتعلق بالانتخابات التمهيدية فحسب، وإنما بمستقبل الأجيال، إذ سيكون للرئيس ومجلس الشيوخ المقبلين سلطة اختيار القضاة المقبلين، وهو ما يمس الأجيار الجديدة.

ويحذر جون رينيتش الخبير الإستراتيجي الديمقراطي من أن فوز مرشح اشتراكي بتذكرة الحزب الديمقراطي ينذر بخسارة الديمقراطيين البيت الأبيض وسيطرتهم على مجلس النواب ومحاولة استعادة مجلس الشيوخ من الجمهوريين، لأن جميع المقاعد المعتدلة التي فاز بها الديمقراطيون قبل عامين تصبح مهددة بالخطر.

نيران الهجوم

وبمجرد الإعلان عن النتائج الأولية في نيفادا وبفوز ساندرز بها، أطلق بوتيجيدج تصريحات نارية ضد ساندرز مؤكداً أنه لن يتمكن من الفوز على ترمب محذراً من أن ساندرز سيعطي الأولوية لفلسفة "النقاء الأيديولوجي" ويقدم مقترحات غير واقعية لن تجد طريقها للتنفيذ.

بايدن أيضاً الذي صعدت أسهمه بقوة في انتخابات نيفادا بحصوله على المركز الثالث للمرة الأولى منذ انطلاق الانتخابات، صرح بأنه المرشح المعتدل الوحيد الذي يستطيع هزيمة ترمب، ملمحاً إلى أن أي مرشح غير معتدل لن يستطيع الوصول إلى البيت الأبيض.

وفي انتظار خروج أي من المرشحين المعتدلين، سيظل خصوم ساندرز في حالة ترقب لما يمكن أن تصل إليه أسهمه خلال الأيام القليلة المقبلة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات