طوّر عدد من العلماء في أستراليا مشروع لقاح لفيروس "كورونا" المستجد. وسيبدأ فريق البحّاثة في جامعة "كوينزلاند" خوض اختبارات على الحيوانات الأسبوع الحالي، على أمل في بدء تجارب سريريّة على البشر في حلول منتصف العام.
وفي سياق متصل، أعلن البروفيسور بول يونغ الذي يشغل منصب رئيس "كلية الكيمياء والعلوم البيولوجيّة الجزيئيّة" في الجامعة المذكورة، التوصّل إلى ذلك الاختراق الطبيّ، في وقت ارتفع عدد إصابات "كورونا" المعروفة إلى زهاء 78 ألف حالة في شتى أنحاء العالم، فيما أودى الوباء بحياة ألفين و355 شخصاً.
وقال البروفيسور يونغ إنّ 20 باحثاً يشكِّلون الفريق، كانوا يعملون "على مدار الساعة" من أجل الإسراع في عملية ابتكار اللقاح، وتوصلّوا في غضون ثلاثة أسابيع فقط إلى تحديد واستنساخ البروتين الرئيس في "كورونا"، وهي خطوة تمثِّل ركن تطوير لقاحهم المحتمل.
وفي تطوِّر متصل، تطرّق بيتر هوي، نائب مستشار جامعة "كوينزلاند"، إلى اللقاح المحتمل أيضاً، وقال إنّهم ما زالوا يقومون بـ"اختبارات مكثّفة مستمرّة من أجل التأكّد من أنّ اللقاح المرشّح آمن ويُنشئ استجابة مناعيّة فاعلة، بيد أنّ التوصّل إلى التقنية اللازمة بحد ذاته وتفاني هؤلاء الباحثين تؤشِّران إلى أنّنا اجتزنا العقبة الأولى في هذا المجال".
وفي مؤتمر صحافيّ عقده يوم السبت الماضي، قال البروفيسور يونغ، إنّ البحث عن لقاح بدأ عندما نشرت الصين التسلسل الجينيّ للفيروس في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي. وهكذا صار بين أيدينا الجينوم الفيروسيّ اللازم للشروع بدراسته والخوض في التعبير الجينيّ. في الواقع، أحد الإنجازات الرئيسة هو إيجاد اللقاح قبل اختباره على الحيوانات، وسيشهد الأسبوع الحالي إنجاز الاختبار الأوّل".
وعلى الرغم من أنّ اللقاح لن يكون جاهزاً لتوزيعه على الناس قبل مرور 18 شهراً، قال البروفيسور يونغ إنّ في الإمكان تسريع هذه العملية في حال ضمان سلامة التجارب السريريّة.
وجدير بالذكر أنّ المجموعة الدوليّة "التحالف من أجل الابتكار والتأهب لمكافحة الوباء" تؤمِّن التمويل اللازم لهؤلاء الباحثين، ذلك كجزء من برنامج يرمي إلى تطوير لقاحات تتصدّى سريعاً لتفشي الفيروسات عموماً.
وفي الدراسة الحالية، يستعين العلماء بتقنية تُسمى "المشرط الجزيئيّ" ساعدتهم في إيجاد البروتين الذي استخدموه في اللقاح، وهي عملية يُعتقد أنها تجعل الجهاز المناعيّ أكثر قدرة على التعرّف إلى اللقاح.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور كيث تشابيل إنّهم في أوقات سابقة "لجأوا إلى التقنية المذكورة آنفاً بغية ابتكار لقاحات لبعض أكبر الفيروسات في العالم، بما في ذلك "إيبولا"، وفيروس "كورونا" المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة، وفيروس "نيباه". غير أنّ هذه التقنية مصمَّمة أيضاً ليكون في مقدورها سريعاً وضع حدّ لفيروس مجهول في الوقت الحاضر".
وأضاف، "شكّلنا مجموعة من الباحثين في بعض المؤسسات الأكاديميّة الرائدة في أستراليا، بهدف تقليص الوقت اللازم لتطوير اللقاح، من عدة سنوات إلى أسابيع."
أمّا البروفيسور يونغ فذكر أنّ ثمة جهوداً مهمة كثيرة تُبذل في شتى أنحاء العالم من أجل تطوير لقاح لـ"كورونا"، غير أنّ معظمها يستند إلى "التسلسل الجينيّ" للفيروس وهو الأسلوب الأسرع إنّما الأقل فاعلية، بدلاً عن صنع البروتين من الصفر".
نتيجة لذلك، قال يونغ إنّ من الصعب معرفة ما إذا كان لقاحهم يُعتبر اللقاح المحتمل الأول لفيروس "كورونا"، الذي سمي رسمياً "19- سي. أو. في. آي. دي" (COVID-19).
وتابع، "نحن الآن إزاء أفضل ما يمكن أن يحدث، أي أنّ ثمة عدداً كبيراً من المجموعات التي تعمل من أجل التوصّل إلى لقاحات مرشّحة، وبصراحة شديدة، سيكون اللقاح الأول الذي يُتوصل إليه رائعاً. وما نحن في صدده ليس سباقاً بين منتجي اللقاحات، إنما هو سباق ضدّ "كورونا" بعينه."
"إنّها تجربة جديدة لتصميم اللقاح. وعادة، يستغرق تطوير اللقاحات سنوات كثيرة تشتمل على رسم الخطط والحصول على الترخيص والاستخدام في المجتمع. بالنسبة إلى لقاحنا تحديداً، تتراوح فترة التوصّل إليه بين 12 و18 شهراً، وهي مدة سريعة بشكل استثنائي"، وفقاً للبورفيسور يونغ.
© The Independent