Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحرس الثوري يتقدم في سباق الانتخابات الإيرانية

المتشددون يأملون الإطاحة بالإصلاحيين في انتخابات الرئاسة المقبلة

نسبة المشاركة هي الأدنى منذ الثورة الإسلامية عام 1979 (غيتي)

يتجه مرشحون مرتبطون بالحرس الثوري الإيراني صوب الفوز بغالبية برلمانية على ما يبدو اليوم السبت، حيث أفادت تقارير بأنهم متقدمون في سباق الانتخابات بالعاصمة طهران وعلى مستوى البلاد بعد تصويت مال لصالح أنصار المرشد الروحي علي خامنئي.
وأوردت وزارة الداخلية أن قائمة من المرشحين المرتبطين بالحرس الثوري تتقدم السباق في العاصمة. ويشير إحصاء غير رسمي أجرته "رويترز" إلى أن غلاة المحافظين فازوا بنحو 178 مقعداً في البرلمان الذي يضم 290 مقعداً، في حين حصل المستقلون على 43 مقعداً وحصد المعتدلون 17 مقعداً.
وفي الدوائر الانتخابية التي لم ينجح مرشحوها في الحصول على 20 في المئة من الأصوات في الاقتراع الذي جرى أمس الجمعة، ستُجرى جولة ثانية من الانتخابات في أبريل (نيسان) المقبل.
وسيؤكد الاكتساح التام لغلاة المحافظين أفول نجم السياسيين البراغماتيين  الذين أضعفهم قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية في 2015 وإعادة فرض عقوبات، في خطوة عرقلت إعادة التقارب مع الغرب،
لكن السلطات الإيرانية لم تعلن بعد نسبة المشاركة في الانتخابات التي تعد اختباراً حقيقياً لشعبية غلاة المحافظين وثيقي الصلة بخامنئي.
ويحتاج حكام إيران، الذين يواجهون ضغطاً أميركياً شديداً بسبب البرنامج النووي، إلى نسبة مشاركة عالية لتعزيز شرعيتهم التي تضررت بعد احتجاجات شهدتها البلاد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

تدني نسبة المشاركة 
وتشير بعض التقارير غير المؤكدة إلى أن نسبة مشاركة الناخبين كانت حوالى 45 في المئة وهي الأدنى منذ الثورة الإسلامية في 1979. وقال خامنئي أمس الجمعة إن التصويت "واجب ديني".
وكانت نسبة التصويت 62 في المئة في الانتخابات البرلمانية عام 2016، بينما بلغت 66 في المئة في انتخابات 2012.
وفي طهران، التي لها 30 مقعداً في البرلمان، قاد مرشحي غلاة المحافظين محمد باقر قاليباف رئيس بلدية العاصمة السابق الذي كان سابقاً يقود القوات الجوية للحرس الثوري.
وتتوقف فرص قاليباف في الفوز بمنصب رئيس البرلمان على كسب ثقة غلاة المحافظين الذين ظلوا يكافحون أياماً للتوصل إلى توافق على قائمة واحدة للمرشحين في طهران.
وفي أحدث تحد يواجه خامنئي، أعلنت إيران عن عشر حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا ووفاة حالة منها. وبهذا يرتفع العدد الكلي لحالات الإصابة في إيران إلى 28 توفي منها خمسة.
ويواجه خامنئي ضغطاً متزايداً من الولايات المتحدة بسبب برنامج إيران النووي، ومن غير المرجح أن ينحسر السخط الناتج عن سوء إدارة الاقتصاد في ظل العقوبات التي تكبل الاقتصاد الإيراني.
وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاطر في مواجهته مع طهران، عندما قُتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية بطائرة مسيرة في بغداد في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقد تعني المكاسب الكبيرة في الانتخابات منح غلاة المحافظين مساحة أكبر للدعاية في انتخابات الرئاسة التي تجرى العام المقبل.
وقد تساعد مثل هذه النتيجة الحرس الثوري، صاحب الحضور القوي في حياة الإيرانيين اليومية، على زيادة نفوذه الضخم بالفعل في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وواجهت الاحتجاجات التي دعت إلى تغيير النظام في نوفمبر حملة عنيفة تحت إشراف الحرس الثوري مما أسفر عن مقتل المئات واعتقال الآلاف.

فرز نحو مليون صوت
وقبل ظهر اليوم، أعلن عن فرز نحو مليون صوت في 41 دائرة انتخابية في جميع أنحاء إيران، وفقاً للأرقام الصادرة عن لجنة الانتخابات الوطنية التي نشرتها وكالة الأنباء الطلابية شبه الرسمية (إسنا).
وقال متحدث باسم اللجنة إنه لا يزال ينبغي فرز أصوات 167 دائرة أخرى، بما في ذلك في المحافظات الكبرى مثل طهران وفارس.
وقال إسماعيل موسوي للتلفزيون الحكومي، "سنحاول نشر الأرقام النهائية الليلة، وإذا استغرق الأمر وقتاً طويلاً، في الغد". ومع نشر الأرقام الرسمية تباعاً، توقعت وكالات الأنباء المقربة من المحافظين والمحافظين المتشددين الفوز الساحق لمرشحيهم. وجاء في حصيلة غير رسمية نشرتها وكالة فارس للأنباء، إن 183 مقعداً من مقاعد مجلس الشورى البالغ عددها 290 مقعداً فُرزت بالفعل، وأعلنت فوز 135 مرشحاً محافظاً. وقدرت الوكالة العدد الإجمالي للمقاعد التي منحتها للإصلاحين بـ 20 مقعداً والمستقلين بـ 28.

40 في المئة
وقُدرت نسبة المشاركة في التصويت بحوالى 40 في المئة على مستوى البلاد، و30 في المئة في طهران. ومددت السلطات الاقتراع لست ساعات أخرى للسماح لأكبر عدد ممكن من الناخبين بالتصويت.
وعلى الرغم من انتهاء عمليات الاقتراع لا تزال المدارس، وفق السلطات، مغلقة اليوم في عشرات المدن والبلدات مع استمرار الفرز.
إيران تعاني من ركود عميق منذ أن أعاد الرئيس الأميركي تشديد العقوبات عليها بعد انسحابه في 2018 من الاتفاق النووي مع الدول الكبرى.
ورفض مجلس صيانة الدستور طلبات حوالى نصف المرشحين البالغ عددهم 1633 للانتخابات. ومعظم الذين رفضت طلباتهم معتدلون أو إصلاحيون، في حين يهيمن المحافظون على مجلس صيانة الدستور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بحسب المراقبين لن يكون للانتخابات تأثير كبير في الشؤون الخارجية أو السياسة النووية لإيران التي يحددها خامنئي، لكنها قد تعزز فرص المتشددين في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في عام 2021 وتقود بالتالي السياسة الخارجية الإيرانية نحو مزيد من التشدد.

وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن حملةً أشرف عليها "الحرس الثوري" لقمع الاحتجاجات أسفرت عن قتل المئات واعتقال الآلاف، فيما اتهمت السلطات الإيرانية معارضيها و"أعداء أجانب" بإثارة الاضطرابات.

ويشعر الكثيرون بالغضب كذلك بسبب إسقاط "الحرس الثوري" طائرة ركاب أوكرانية بالخطأ في يناير الماضي، ما أسفر عن مقتل مَن كانوا على متنها، وعددهم 176 شخصاً، غالبيتهم إيرانيون. وأقرّ "الحرس" بعد أيام من الإنكار، بمسؤوليته عن إسقاط الطائرة.

المزيد من الشرق الأوسط