Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يستغل ترمب دراما عزله للفوز بالانتخابات الرئاسية؟

دعم الرئيس الاميركي لم يتغير قيد أنملة الأمر الذي يثير غضب منتقديه

الرئيس الأميركي يلوح بيده قبيل ركوبه الطائرة الرئاسية في 31 يناير (كانون الثاني) 2020 (رويترز)

قد يكون أحد الدروس التي كان يُفترض بالصحافيين أن يتعلّموها من انتخابات الرئاسة التي أجريت في الولايات المتّحدة العام 2016، هو عدم التكهن بنتائج الانتخابات التي ستليها في 2020.

فقبل نحو أربعة أعوام، لم يعتبر سوى عددٍ قليل من الأشخاص أن ثمة حظ وافر لمطوّر العقارات الفاشل الذي تحوّل إلى شخصية معروفة في تلفزيون الواقع، بانتزاع ترشيح الحزب "الجمهوري"، كما لم يتوقع بالتأكيد كثيرون أنه سيهزم منافسته المؤهّلة بشكل أفضل بكثير، هيلاري كلينتون.

مع ذلك، لا يزال دونالد ترمب قبل نحو تسعة أشهر من موعد الانتخابات المقبلة قابعاً في البيت الأبيض، وهو على وشك النجاة من محاكمة العزل أمام مجلس الشيوخ بطريقة أقلّ إيلاماً بكثير ممّا كانت عليه حال سلفه بيل كلينتون قبل نحو عقدين من الزمن، عندما أحرج الرئيس الأسبق فعلاً في سياق محاولة عزله. وكان هناك خوف حقيقي بين كبار مساعدي كلينتون من أنه إذا صوّت عددٌ كافٍ من الديموقراطيّين لصالح قرار عزله، فقد يُضطر بالفعل إلى الاستقالة حتى قبل نهاية محاكمته.

 أما ترمب فلم يبدُ على الإطلاق قلقاً بشكل خاص، أو حتى أنه يأخذ القضية على محمل الجد. فقد سخر بالأمر. وتحدث عنه بأسلوب المزاح. وحرص كذلك على تصوير نفسه ضحيةً للديموقراطيّين من أجل إقناع مؤيدّيه بأن خصومهم عازمون على قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2016.

واحتشد هؤلاء المؤيّدون بالتأكيد للدفاع عنه. وعلى الرغم من تناقل الادّعاءات الصادمة أكثر من غيرها فيما يتعلّق بتفاعل ترمب المزعوم مع أوكرانيا من خلال مطالبة رئيسها بإطلاق تحقيق حول منافس محتمل له في انتخابات 2020، على مدار الأشهر الماضية، فإن الأرقام التي حققها في استطلاعات الرأي بالكاد تغيرت خلال تلك الفترة.

وأشار في الواقع، استطلاع أخير للرأي أجرته شركة" راسموسين ريبورتس" ، إلى أن 27 في المئة فقط من الناخبين المحتملين اعتبروا أن التطوّرات السياسية المثيرة المستمرّة قد تؤذي ترمب. وعلى عكس ذلك، فقد رجح قرابة 31% من المشاركين في الاستطلاع أن هذه التطوّرات ستساعده.

من الواضح أن ترمب بعيد كلّ البعد عن التأكد من أنه سيُنتخب مجدداً لرئاسة البلاد، ولاسيّما أن نسبة تأييده البالغة نحو 40% تُعدّ منخفضة تاريخيا. وفيما يبدو الديمقراطيّون قلقين من مدى قدرة مرشّحيهم الذين يعرضون آراءهم في ولاية "أيوا" هذا الأسبوع، فإن هناك عدداً من الأسماء التي يُحتمل أن تنافس ترمب في الانتخابات. بالإضافة إلى ذلك، سينفق ما يكل بلومبرغ ملايين الدولارات في الحملة ضد ترمب، ما يعني أن على الديمقراطيينأن يكونوا متفائلين.

 لكن الرئيس الأميركي أظهر مراراً قدرته على قلب التوقّعات. كما أن استعداده الذي يصفه البعض بالوقاحة، للحضور إلى ولاية "أيوا" وعقد لقاءٍ حاشد مع أنصاره خلال ما كان من يُفترض أن يكون الأسبوع الكبير للديموقراطيّين، يوحي بأنه ينبغي عدم التقليل من أهمية هذا الرجل أو من الذين ينصحونه.

من المحتمل أن يكون عدد كبير من القضايا الأخرى من الآن وحتى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في أذهان الناخبين الأميركيّين، بحيث يصبح الحديث عن المساعدات العسكرية لكييف والمكالمة الهاتفية التي أجريت بين الرئيس في الخامس والعشرين من يوليو (تموز) العام الماضي مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، نوعاً من الأخبار القديمة للغاية.

في غضون ذلك، سيرفع دونالد ترمب الصوت عالياً معلنا "براءته". وسيتفاخر بمدى ذكائه ومدى حماقة خصومه، الذين فكّروا في أنهم قادرون على إيصال مَن هو أفضل منه إلى كرسي الرئاسة. ومن المتوقّع أن يتلقّف المشكلة ويستغلها قدر الإمكان. وقد يكون ذلك كافياً لإعادته إلى البيت الأبيض حين يحين موعد الانتخابات المقبلة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني).

© The Independent

المزيد من آراء