Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بطلة فيلم "فندق مومباي" تندد بالفوارق بين أجور الممثلين والممثلات في إيران

نازانين بنيادي تتذكر فرار والديها من نظام طهران القمعي وكذلك مسار تحولها مدافعة شرسة عن حقوق الإنسان

لقطة من فيلم "فندق مومباي" الذي أدّت بطولته الممثلة الإيرانية- البريطانية نازانين بنيادي (فيلم ستل)

في بعض الأحيان، تنسى نازانين بنيادي أن لديها عملاً يومياً. وبسبب انغماسها في العمل على أن تكون "صوت من لا صوت لهم"، سواء أَكُنَّ النساء اللواتي يعشن تحت رحمة النظام القمعي في إيران، أو ممثلات شابات يتعرضن لمعاملة سيئة أثناء التصوير. وتالياً، يغيب عن ذهنها أن معظم الناس يعرفونها كنجمة في أعمال مثل "أرض الوطن" و"كيف التقيت بوالدتك" وأخيراً فيلم السيرة الذاتية المشوّق "فندق مومباي".

في الحقيقة، إنها معروفة أيضاً بشيء ربما تفضل أن تنساه... إنه الـ"سينتولوجيا". إذ انتمت بنيادي إلى عضوية تلك المنظمة شبه الدينية والمتكتمة والمثيرة للجدل في منتصف التسعينيات من القرن العشرين. وفي 2012، تناولتها مجلة "فانيتي فير" في 2012 عبر موضوع احتل غلافها، وزعمت المجلة فيه أن بنيادي جُنِّدت من قبل "كنيسة" السينتولوجيا كي تصير عشيقة الممثل توم كروز [معروف بانتمائه إلى تلك المنظمة أيضاً].

ومنذها، عملت عبر فترة طويلة على تحرير نفسها من قبضة المنظمة. وحاضراً، أثناء جلوسها متأهبة [للقاء الصحافي] في غرفة الشاي في أحد فنادق لندن، تبدو جاهزة للتحدّث عن تلك التجربة، لكنها تفضل التركيز على عملها في مناصرة حقوق الإنسان، ومساءلة الأشخاص الذين عزّزوا سطوة هارفي وينشتاين [المنتج الهووليودي الذي ارتبط اسمه بقضايا تحرش جنسي]، وعن فيلمها الجديد "فندق مومباي".

ويدور الفيلم الذي يشاركها بطولته الممثل ديف باتيل، في فندق "تاج محل" في "مومباي" حول الأيام الأربعة التي شهدت تنفيذ سلسلة من الهجمات الإرهابية الفتاكة في 2008. في ذلك الفندق الفخم الذي تقع ضمنه حوادث ذلك العمل السينمائي، يتجوّل إرهابيون عدّة في قاعاته، يقتلون أو يحتجزون المئات من الأشخاص. وتؤدي بنيادي دور زهرة، الوريثة البريطانية المسلمة التي جاءت للإقامة في الفندق مع زوجها الأميركي ديفيد (الممثل أرمي هامر) وطفلهما الصغير، ثم يجدون أنفسهم عالقين في تلك المذبحة.

قبل إطلاق الفيلم، التقيتُ بنيادي وتحدثنا عن الاضطهاد الإيراني، وكيف كاد هارفي وينشتاين أنّ يُدمّر الفيلم، وسبب إدراكها، منذ هجرت السينتولوجيا، أنه "ليس هناك شيء أجمل وأعمق من إدراك الإنسان لكينونته".

  • هل كان مهماً بالنسبة لك أن تتأكدي من أن الفيلم يتناول موضوع الإرهاب الإسلامي بحذر؟

 

إنّ الغالبية العظمى من الأشخاص المتحدرين من خلفيات مسلمة، محبّون للسلام. للأسف، إنّ هوليود مشبعة بالقصص التي تُصنع فيها حكايا متخيلة وصوراً نمطية وكليشيهات. بالنسبة لي، الفيلم بمثابة قصة توعية حول التطرف ومدى سوئه. لا يشكّل إدانة لدين ما بحد ذاته. إذ يتعرض هؤلاء المسلحون إلى التلاعب وغسيل الأدمغة بسبب الفقر المدقع ونقص التعليم. ويعمل أشخاص أشرار على استجلابهم من القرى لارتكاب تلك الفظائع... حتى أن التحوّلات التي يتعرضون إليها، محزنة بحد ذاتها. لا يمكن اختصار ما يجري بأنه عملية إطلاق نار يُقتل فيها الجميع، وتجسيداً لمواجهة بين شرير خالص ومُخَلِّص أبيض.

لا شك في أن الرجال الذين كانوا يتجولون في الفندق ارتكبوا جرائم مروعة، لكن الأشخاص الذين دبّروا الهجوم وأعطوا توجيهاتهم لهؤلاء الرجال ما زالوا طليقين في باكستان

يقتل هؤلاء المسلحون بدم بارد وبطريقة آلية ومنهجية، لكنهم مجرد بيادق في مخطط شرير أكبر بكثير، ما يعني أنّ العقول المدبرة وراء ذلك المخطط تتحمّل المسؤولة. لا تصبح [تلك العقول] شهداء. إنهم الأشخاص الذين يستخدمون هؤلاء القرويين الفقراء المحرومين من التعليم، ويتلاعبون بهم كي يمضوا قدماً وينفذوا أعمالهم القذرة لمصلحتهم. باعتقادي، لو أردنا فهم التطرف، وكيف يوُلد ويدوم، سيتوجّب علينا أن نواجه هذه الأشياء ونفهمها، وبالتالي نتمكن من إيجاد طرق لمنع حدوثها.

  • في أحد المشاهد، تسمع امرأة بيضاء كبيرة في السن حديث زهرة مع والدتها على الهاتف بلغة لا تستطيع [المرأة] أن تفهمها، وتتهم زهرة بأنها "واحدة منهم". هل اختبرتِ هذا النوع من التحيّز شخصياً؟

 

نعم، لقد اختبرته بنفسي. ولم يكن الأمر لطيفاً، إنه الشعور بعدم الانتماء، وإحساس أن لا أحد يثق فيك. لقد أدّيتُ أدواراً مثل فرح شيرازي في "أرض الوطن" التي من الواضح أنها بطلة، في حين كانت الشكوك تحيط بشخصيتها دائماً. كنت أسمع "صحيح، لكنني لا أعرف حقاً ما هي دوافعها". ولا يسعك إلا أن تتساءلي، هل لأنها ترتدي الحجاب؟ هل يكمن السبب في لون بشرتها؟ ما السبب؟ لأنها لا تقوم بفعل يجعلك تعتقدين إنك يجب أن تشككي بها... [كذلك تبدو] بعيدة عن تلك الأشياء التي تعوّدت تحيّزاتك أن تتصورها لك بوصفها علامات إنذار. إن كيفية تعامل الجمهور مع الناس على أساس العرق أو المعتقد الديني المُتصوَّر، يثير الأذهان بشكل غير قابل للتوقع.

  • عبّرت في بداية حديثنا عن رغبتك في فهم التطرف. وقد كنت من أتباع مبدأ الـ"سينتولوجيا" لفترة طويلة. هل تجربتك بالتحرّر من ذلك تجعلك أكثر تعاطفاً مع الأشخاص الذين يتم تلقينهم بطرق أخرى؟

 

أعتقد أننا جميعاً نمر بتجارب في حياتنا الشخصية تساعد في تشكيل شعورنا تجاه بعض الأشياء. أعتقد أن التلقين... إن الأمر مضحك للغاية، إذ إن الثيوقراطية [حكم رجال الدين]، الذي فر منه والداي في إيران، تسير بشكل متواز مع أشكال أخرى من غسيل الأدمغة والتلقين التي قد توجد على نطاق تنظيمي مختلف. لقد مرّت شخصية كلير التي لعبتها في [مسلسل الخيال العلمي المشوق] "النظير"، بتحولات حيال الأشياء التي تعلمتْها وأجُبرتْ على الاعتقاد بها، أو جرى إقناعها بتصديقها... [وتتوصل إلى] العثور على نفسها.

لا يوجد شيء أجمل وأعمق من أن تدركي كينونتك، وألا تعتمدي على أشخاص آخرين لإرشادك كيفية التفكير أو من تكونين. بالنسبة لي، وجدت أن تلك الرحلة كانت خلاصاً حقيقياً، سواء تعلق الأمر بالثيوقراطية أو ... أشياء اخرى تحاول أن تشكلك، أو تحاول قمعك، من المهم حقاً أن تجدي قوتك الداخلية ومرونتك والصوت الخاص بك. عندما تفكرين في من ذا الذي يتولّى التحدث؟ هل أنت من تفعلين ذلك أم أنها نسخة صدَّقْتِ أنها أنت بعدما جرى غسيل دماغك؟ نعم، لقد كان أدائي ذلك الدور مريحاً جداً، ونهض المؤلف جاستين ماركس بعمل رائع عندما وجّه الموسم الثاني من العمل استناداً إلى تاريخي الشخصي.

  • هل تخلصت من عمليات التلقين المتعلقة بك، فجأة أم بالتدرّج؟

 

حصل الأمر بتدرّج شديد. لا يحدث الأمر بين عشية وضحاها، لكنني أعتقد أنها عملية من اكتشاف الذات، وأن تعثري على نفسك، وتعرفي الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لك. إن جزءاً من نشاطي مُكرّس لتلك القضية [بمعنى] أن أكون صوت من لا صوت لهم. يتعامل الناس مع الصدمات النفسية أو الصدمات العاطفية أو الجسدية، بطرق مختلفة، وتمثّلت طريقتي في التعامل مع... الحياة بشكل عام، في استخدام شعوري سواء لأداء دور ما أو مساعدة الآخرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

  • تأخر الفيلم بسبب الادعاءات التي لاحقت هارفي وينشتاين وتداعي شركة "ميراماكس". وقد قلتِ في أحد اللقاءات إنه عندما يحدث شيء شبيه بذلك، يكون هناك ضحايا مباشرة وهناك ضحايا جانبية. إنه الأثر المتموّج لـ ...

 

... لكراهية النساء. أود القول إن الأمر يتعلق بالسلطة أكثر من جنس الشخص والعلاقات الجنسية، لكن ما نواجهه الآن يتمثّل في أن الرجال يحتلون مواقع السلطة بشكل أساسي، ولذا نشهد مزيداً من تورّط الرجال في مثل هذه الأمور. ومثلما ذكرت، لا يقتصر الأمر على الضحايا المباشرة بل تسقط ضحايا جانبية. هناك عدد من الأفلام التي جرى تهميشها بعد حدوث فضيحة وينشتاين، ولم تتولَ شركته حتى مجرد إنتاجها، لكنها حصلت على حقوق توزيعها، على غرار وضعية فيلمنا... نحن تمكّنا من إنقاذ أنفسنا ووجدنا موزّعاً جديداً، لكن هناك أفلاماً لم تتمكن من ذلك.  وبطبيعة الحال، ليس الأمر كما لو أنك تعرّضت للتحرش الجنسي أو الاغتصاب لأن تلك الحوادث فظيعة وتغير حياة الإنسان. في المقابل، ثمة جزء كبير من حياتك قد استثمرته في عمل ما، وأن تحرمي من فرصة عرضه بسبب جرائم رجل واحد،  فإن ذلك يوضح لك حجم المذبحة السلبية المحيطة بهذا النوع من سوء استخدام السلطة.

  • أنت تقولين "رجل واحد"، لكن هناك منظومة كاملة سمحت بحدوث ذلك لفترة طويلة جداً.

 

صحيح. ولا تستمر الإساءة المنهجية ما لم تتولَ عوامل التمكين لها. إنها أشبه بنظام... نظام قمعي، إذا كان لديك ديكتاتور لكنه لا يمتلك أشخاصاً حوله يمكنون له، فلن يستطيع أن يعيث فساداً في الشعب. بالطريقة نفسها، يجري تشجيع أشخاص مثل هارفي، وتمكينهم وتقويتهم عبر منظومة كاملة. هنالك الأشخاص الذين يعملون لمصلحته ويكسبون المال من طريقه ويحافظون على صمتهم عندما يشهدون الظلم، لأنهم يفكرون في أمنهم الشخصي أو تقدمهم الشخصي في الحياة... إنهم شركاء. إنّ ذلك ما نحتاج أن نتحرر منه، وألا نمكّنه ونغير المنظومة. ونحتاج في جزء منه إلى رفع ثقة النساء وقوتهن إلى درجة تمكّنهن من فضح أمثال أولئك الرجال. إنه أمر صعب، بل صعب للغاية لأن ذلك الهيكل من القوى مصمّم لإضعاف النساء وتمكين المعتدي.

  • هل سبق لك أن رأيت رجالاً يستغلون سلطتهم بشكل مسيء أثناء التصوير؟

 

لقد قطعت عهداً على نفسي، أنني إذا رأيت ممثلة شابة في التصوير تتعرض لسوء المعاملة من قبل شخص في موضع القوة، وإذا شعرت أنها لا تمتلك بعد صوتاً لترفعه، فسأقدم لها صوتي. أولاً، سأذهب إلى الممثلة الشابة وأسألها، "هل تشعرين بالخوف؟ هل تشعرين أنك لا تستطيعين قول أي شيء؟". وإذا شعرت أن تلك حالتها، فأنا على استعداد للتحدث مع ذلك الشخص في موقع القوة لمنع حدوث ذلك. أشعر أننا مدينون لبعضنا بعضاً بالتحدث في تلك الحالات وعدم الاكتفاء بدور المتفرج.

  • أنت تلعبين شخصية امرأة من أصل إيراني، وذلك ما أنت عليه فعلاً. ومع ذلك، لست خائفة من استثارة الحكومة الإيرانية.

 

في نهاية المطاف، أنا مدافعة عن حقوق الإنسان. أنتقد كل شخص ينتهك حقوق الناس، وللأسف، إن القمع في جمهورية إيران الإسلامية، وأعني بذلك السلطات [الإيرانية]، لا يطاق. لقد مرت 40 سنة حتى الآن، ونحن في ظل النظام الحالي. يكمن الدافع وراء رغبتي في أن أكون صوت من لا صوت لهم داخل إيران، من كوني وُلدتُ في أعقاب الثورة الإيرانية. لقد مُنح والدايَ حق اللجوء السياسي في المملكة المتحدة 1979 وترعرتُ في المملكة المتحدة. وفي المقابل، ترجع مغادرة والدي بعيداً [إلى بريطانيا]، وكذلك حقيقة أنهما كانا منشقين سياسيين ضد النظام الحالي وصارا عرضة لخطر الإعدام، في جزء منها إلى تحوّل إيران نظاماً قمعياً بشكل متزايد، دينياً واجتماعياً وسياسياً وقانونياً، تجاه النساء والفتيات. لقد أراد والداي تربية ابنتهما بما يتيح لها الحصول على أكبر قدر ممكن من الحرية والفرص. لذلك، عندما نشأت في إنجلترا، لم أعتبر الامتيازات التي حصلت عليها أمراً مسلماً به في يوم من الأيام. وعندما زرت إيران مع والدتي في بدايات مراهقتي، قررت بالفعل أنني أريد أن أكون صوتاً للشعب الإيراني.

  • ...والنساء الإيرانيات على وجه الخصوص؟

 

بلى. في 2017 ، شهدنا صعود حركات مثل "مي تو" #MeToo و"تايمز آب" Time's Up، ومسيرات النساء في أميركا... وفي الوقت نفسه، خلال ديسمبر (كانون الأول) 2017، نزعت امرأة تدعى فيدا موفاهد حجابها على رصيف مزدحم في طهران، ويعتبر تصرفها جريمة في إيران، واستخدمته للتلويح في احتجاج سلمي ضد إلزامية الحجاب. ليس فرض غطاء الرأس القانون الأكثر قمعاً للنساء الإيرانيات، لكنه أصبح رمزاً لقمعهن. وقد اعتقلت. وتتمثل التهمة التي توجه إلى لنساء اللواتي يخلعن الحجاب [وتؤدي إلى] الزجّ بهن في السجون، في تهمة تشجيع الدعارة.

هناك خوف لدى النساء  الخاضعات للاضطهاد والنساء المقموعات. هكذا كانت الحالة على مر التاريخ. لكن شجاعتها كانت مُعْدَيَةْ وحفزت النساء الاخريات على أن تحذون حذوها. لقد شكلت النساء اللواتي ينهضن بذلك حركة واسعة الآن، وبالنسبة لي، ليس صدفة أن تتزامن هذه الحركة مع مسيرات النساء وحركة "تايمز آب" Time's Up، بل يعبّر عن توافق. وأريد أن تدرك النساء في جميع أنحاء العالم أن روح الأخوة بينهن يجب أن تعبر الحدود، وإلا فإننا نفوت فرصة كبيرة حقاً للتجمع سوية وتحقيق صحوة بشأن حقوق المرأة على مستوى العالم.

  • هذه المسيرات والحركات مهمة للغاية ولكنها قد تكون ...

 

حصرية. بلى.

  • .... وأنا لست قريبة من هذه الحركة ضد الحجاب الإجباري، وهذه غلطتي.

 

لا، ليس خطأك... ليس هناك خطأ. لا أعتقد أن وسائل الإعلام تتحدث بما فيه الكفاية عما يحدث داخل إيران. ونعم، ثمة قيود على ما يمكن للصحافيين الحديث عنه من داخل تلك البلاد بسبب وجود حملة صارمة على حرية الكلام والتعبير. في المقابل، هنالك شابة أشعلت النار في نفسها وتوفيت لأنها احتجت على واقع أنه لا يسمح للمرأة الدخول إلى الملاعب لمشاهدة الحوادث الرياضية. لقد كان لديها فريقها المفضل لكرة القدم وما أرادَتْ سوى تشجيعه، وتوجّب عليها التنكّر بملابس رجل كي تدخل. وقد أُلقي القبض عليها. وتجسّد آخر فعل احتجاجي لها في التضحية بنفسها، وإشعال النار في نفسها، والنتيجة أنها ماتت. لقد باتت تعرف باسم الفتاة الزرقاء، وذلك رمز لمدى اضطهاد المرأة في إيران. لذلك، نعم، نحن مدينات لأخواتنا في إيران بأن نكون أصواتهن. ليس من الضروري أن تكوني إيرانية حتى تنهض بذلك الأمر، لكن وسائل الإعلام لا تغطي القمع، لذلك آمل أن أساعد في نشر ما يحدث في إيران. أنا مهتمة بشدة. إنه جزء مني. وأحياناً يجب أن أتذكر أن لدي وظيفة يوميّة.

  • لقد ذكرت أن الحجاب ليس الطريقة الأهم لقمع النساء في إيران. ما هي بعض أهم الطرق؟

 

[يتجسّد ذلك في أن] السن القانوني لزواج الفتيات محدّد بـ13 عاماً، ويمكن تزويج الفتاة في سن التاسعة بموافقة قاضٍ وولي أمرها. ولكن هناك أشياء أخرى أيضاً. تحتل إيران المرتبة 116 بين 153 دولة في ما يتعلق بالتمييز القانوني ضد المرأة. يشكل ذلك مرتبة سيئة للغاية. كذلك تحتاج المرأة إذن زوجها كي تسافر. وأمام القانون، تعادل شهادة امرأتين شهادة رجل واحد. وتحتاج المرأة إلى إذن زوجها كي تعمل. والقائمة تطول. نحن نحارب من أجل المساواة في الأجور في الغرب، لكن بالمقارنة مع إيران، ثمة هوة شاسعة.

  • هل جربت عدم المساواة بين الجنسين عندما زرت إيران؟

 

نعم. كنت في سن الثالثة عشرة، وعمر عمي 45 سنة تقريباً، وكنا نسير معاً في أحد شوارع طهران، واقتربت منا قوات ميليشيات ترتدي ملابس مدنية وأمرتنا "يرجى إظهار عقد الزواج". وكنت أقول لنفسي "لقد جرى إجباري للتو على تغطية رأسي". شكّلت تجربة التصنيف الجنسي لفتاة صغيرة لم تمر حتى في مرحلة البلوغ، أمراً بغيضاً للغاية بالنسبة لي. لقد أزعجني ذلك حقاً. كان الأمر مؤلماً بالنسبة لي بالفعل. لا يمكن أن تكون تلك طريقة تعاملنا مع الفتيات في إيران.

  • لا تتمتع إيران أيضاً بسمعة طيبة عندما يتعلق الأمر بحقوق مجتمع المثليين والمزدوجي الميول الجنسية والمتحولين والمتحيرين. لقد قمت بتقبيل امرأة في مسلسل "النظير"، وقلت إنك كنت قلقة بشأن الرد الإيراني. في المقابل، لقد افترضت وجود عدد كبير من النساء المثليات الإيرانيات اللواتي يشاهدن العمل؟

 

فعلاً. الحقيقة أن خوفي من ذلك نبع من مكان أُسيءَ توجيهه في داخلي. من المؤكد أنه لم يكن شيئاً يجب أن أهتم به كفنانة، لأنها حكاية خيالية. ومن يهتم إذا لم أفعل ذلك من قبل. جاء كثير من هذا الخوف من تلقين ثقافة تكرّس فكرة "ماذا سيقول الناس؟". كلما تقدّمتِ في السن أدركتِ أنك لا تستطيعين عيش حياتكِ تحت ضغط ما الذي قد يظنه الآخرون. إذاً، ليس عليك سوى تظلي صادقة مع نفسك. نعم. ثمة وصمة عار ثقافية لأن مجتمع المثليين في إيران يتعرض لاضطهاد شديد. وتتمثّل إحدى طرق التغلب على ذلك في تصوير ممثلة إيرانية تفعل ذلك [قبلة مع شخص من الجنس نفسه]، وتكسر وصمة العار والقوالب النمطية بطريقتها الخاصة. لقد شكّل ذلك الأمر تحدياً، وأنا سعيدة جداً لأنني اتخذته. وكذلك جسّد خوفاً أنا سعيدة حقاً لأني تغلبت عليه.

 

يعرض فيلم "فندق مومباي" في دور السينما حاضراً

© The Independent

المزيد من منوعات