Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أعداد الطيور في الهند تتناقص بشدة

الأنواع الوطنية منها تقاوم مع قلق بشأن 101 فصيلا منها

تزايدت أعداد طائر "أبو منجل اللمّاع" في الهند، لكن طيوراً اخرى تعاني تآكلاً مستمراً في أرقام تجمعاتها (غيتي)

أشار تقرير مهم صدر أخيراً إلى تقلّص أعداد مئات  من أنواع الطيور في الهند.

وبالاستناد إلى بيانات جمعها ما يربو على 15 ألفاً من مراقبي الطيور، درس عدد من الباحثين الاتجاهات في الأعداد المسجّلة لتلك الأنواع على مدى 25 عاماً من جهة، وخلال السنوات الخمس الماضية من جهة اخرى. في النتيجة، وجدوا أنّ الأرقام انخفضت بشكل عام في الحالتين كلتيهما.

على مدى ربع قرن منصرم، توفرت معلومات بشأن أعداد 261 نوعاً من الطيور، التي تبيَّن حدوث تناقص في 52 في المئة منها. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، كشفت بيانات عن 146 نوعاً من الطيور أنّ أعداد حوالى 80% منها آخذة في الانخفاض.

بشكل عام، صُنِّف 101 نوعاً من الطيور في الوقت الحاضر على أنّها "محطّ قلق كبير" لدعاة حفظ البيئة، وفقاً لتقرير بعنوان "حالة الطيور في الهند 2020".

جاء في التقرير أنّ مجموعات الطيور التي تواجه المستوى الأكبر في تدهور أعدادها تتمثّل في الأنواع الجارحة والساحليّة المهاجرة وتلك التي تلتزم البقاء التام في موائلها، إضافة إلى الأنواع التي تعيش في أنظمة بيئيّة محدّدة.

وتناول هذه الدراسة الدكتور آر. جايابال من "مركز سليم علي لعلم الطيور والتاريخ الطبيعي"، مشيراً إلى أنّ "التقرير يسلِّط الضوء على الأنواع الشائعة من الطيور التي تتراجع أعدادها بشكل حاد. وتحتاج هذه الطيور إلى العناية من أجل الحفاظ عليها قبل أن تتعرّض لمزيد من التناقص".

وكذلك أشار باحثون إلى إنّ الانخفاض العام في أنواع الطيور يستدعي إجراء بحوث حول الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، والسعي أيضاً إلى حماية الطيور الأكثر عرضة للخطر. ودعوا أيضاً إلى إعادة التركيز على سياسة الهند في حفظ الحياة البريّة، وعلى نماذج الإدارة والتمويل من أجل حماية أعداد الطيور المتبقيّة.

في سياق متصل، أفاد الدكتور دانانجي موهان من "معهد الحياة البرية في الهند" أنه، "في وقت سابق، لم يكن كثير من قرارات الحفظ المتعلِّقة بالطيور مستندة على أدلة كافية. في المقابل، يساعد التقرير الأخير في توفير المعلومات التي تحمل أهمية كبيرة في عملية النهوض بتلك المسائل".

جدير بالذكر أنّ البحث استند إلى ما يزيد على 10 ملايين عمليّة رصد وضعها مراقبو الطيور، جُمعت على موقع "إيبيرد" الذي يشكّل قاعدة بيانات إلكترونيّة عالمية تُعنى برصد أماكن انتشار الطيور وأعداها.

في المقابل، على الرغم من الانخفاض الكليِّ الذي تتعرّض له مجموعات الطيور، كشفت الأرقام أن ثمة أنواعاً شهدت ارتفاعاً في أعدادها.

ومثلاً، ازدادت أعداد "الطاووس الهندي" الذي يعتبر الطائر الوطني للهند، بإطراد على مدى العقود الماضية، إضافة إلى أنواع اخرى من بينها الحمام و"أبو منجل اللماع" و"الزرزور الوردي".

وفي ذلك الصدد، ذكر باحثون إنّ "الطيور تعتبر مؤشرات مهمّة إلى حالة العالم الطبيعيّ الذي نحيا فيه، إضافة إلى كونها رموزاً ثقافيّة جوهريّة للطبيعة. لذا، يشكِّل التقرير خطوة مهمّة للمضي في فهمنا للتنوع البيولوجيّ الغنيّ والمتنوِّع الذي تتمتّع به الهند، وكذلك الحال بالنسبة للمحافظة عليه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في سياق متّصل، أفاد الدكتور موسومي غوش من "المركز الوطنيّ الهنديّ للعلوم البيولوجيّة" وأحد الباحثين المشاركين في التقرير، إنّه وزملاءه "يأملون في أن تُترجم المعلومات الواردة في الدراسة إلى أصوات كثيرة تُرفع من أجل حماية الطيور، سواء بين هيئات حفظ الحياة البريّة أو عامة الناس".

أنواع الطيور التي واجهت التراجع الأعلى في أعدادها في السنوات الـ25+ الماضية:

- "النسر الهنديّ الأبيض الظهر".

- "جشنة ريتشارد" أو "أبو فصية كبير".

- "النسر الهنديّ".

- "النقشارة الكبيرة المنقار.

- "القطقاط الذهبيّ الهادئ".

- "الدريجة الكروانيّة".

أنواع الطيور التي ازدادت أعداها في السنوات الـ25+ الماضية:

- "الزرزور الورديّ".

- "الحمامة الوحشيّة".

- "أبو منجل اللمّاع".

- "البرنيّة الملساء".

- "البرنيّة الرماديّة".

- "الطاووس الهندي".

وعلى نحو العموم، يلاحظ أنّه في شتى أنحاء العالم، تواجه الحيوانات ونظمها الإيكولوجيّة المشتركة مخاطر تتهدّد بالقضاء عليها تتأتى من تأثيرات التغيّر في المناخ نتيجة سلوك الإنسان، وفقدان الموائل الطبيعية، والأساليب المتّبعة في الزراعة الصناعيّة التي تعتمد بكثافة على الأسمدة والمبيدات الحشريّة.

ويضاف إلى ذلك أنّ عدداً من العلماء تحدثوا عن دخول البشرية مرحلة "الانقراض الجماعيّ السادس" الذي يصفه البعض بالأزمة العالميّة الأكبر والأسرع التي يكابدها التنوع البيولوجيّ منذ طُويَ عصر الديناصورات.

وعلى نحو مشابه، أشارت دراسة أميركية نُشرت خلال الشهر الحالي إلى أنّه في غضون 50 عاماً، سوف ينقرض ثلث أنواع النباتات والحيوانات كافة على كوكب الأرض، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى تغيّر المناخ.

وفي لمحة تستكمل المشهدية نفسها، تتراجع أعداد الطيور في أنحاء أوروبا جميعها على غرار ما يحصل في الهند. واستطراداً، حذَّر علماء البيئة ممّا سموّه "هرمجدون بيئيّ" [يطلق تعبير "هرمجدون" على المعارك الكبرى الحاسمة] في سياق تناولهم نتائج دراسة أجريت في 2017 وبيّنت انخفاض أعداد الحشرات الطائرة بنسبة 75% في ألمانيا.

© The Independent

المزيد من بيئة