Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"عاصفة دينيس"..أمطارها وثيقة الصلة بأزمة المناخ

يقرّ وزير البيئة بعدم قدرة الحكومة على حماية كل المنازل من الطقس العنيف

عمال إغاثة بريطانيون يخلون قرى غمرتها المياه في إمارة ويلز جنوب غرب المملكةة المتحدة ( أ.ف.ب) 

حذّر خبراء البيئة أنّ هطول الأمطار الغزيرة جرّاء العواصف "مرتبط بشكل مؤكد 100%" بالتغيّر المناخي وهو يزيد من خطر حصول فيضانات في المملكة المتحدة.

وجاء هذا التحذير بعدما أقرّ جورج اوستيس وزير البيئة الجديد بأنّ "طبيعة التغيّر المناخي" تعني بأنّ الحكومة غير قادرة على حماية كل المنازل من الطقس العنيف كالعواصف الأخيرة التي أدّت إلى حدوث فيضاناتٍ في أنحاء  المملكة المتحدة.

وقال أوستيس في مقابلة أجرتها معه قناة "سكاي نيوز" موضحاً "إننا لن نتمكّن أبداً من حماية كلّ منزلٍ بسبب طبيعة التغيّر المناخي وحقيقة أنّ هذه الأحداث المناخية تصبح أكثر عنفاً وتطرفاً."

وأظهرت بحوث سابقة أنّ التغير المناخي تسبّب بـ 40% من ظروف الطقس التي شهدتها انجلترا خلال "عاصفة ديزموند" في شتاء عام 2015.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالعودة إلى "عاصفة دينيس"، فقد أرخت بظلالها الثقيلة على المملكة المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، حين هطلت الأمطار بغزارة مصحوبة برياح عاتية بعد أسبوعٍ من "عاصفة سيارا" التي فاضت خلالها البلاد بالماء جراء سقوط أمطار شهر كامل في غضون  48 ساعة فحسب في بعض المناطق.

وفي هذا السياق، حذّر الدكتور مايكل بيرن، وهو محاضر في علوم المناخ في جامعة سانت أندروز من أنّ العواصف المستقبلية ستحمل المزيد من الأمطار بسبب التغيّر المناخي. وقال الاثنين الماضي إن "هذه العواصف ليست بالأمر الجديد فهي تعود إلى أكثر من 100 عام، ولكن باعتبار أن الحرارة حالياً أعلى بدرجة واحدة عالمياً مقارنةً بفترة ما قبل الثورة الصناعية، فإنّ كلّ درجة تؤدي إلى زيادة المياه في الجوّ بنسبة 7% وتتسبّب بالمزيد من الأمطار خلال هذه الأحداث الطبيعية التي تشهد سقوط أمطار غزيرة.. حين تصل هذه العواصف، فهي تأتي بالمزيد من الأمطار، وسببها بنسبة 100% هو التغيّر المناخي".

أمّا في حال ارتفعت الحرارة 3 درجاتٍ مئوية وهي زيادة مرتقبة عالمياً، فمن شأن العواصف أن تجلب معها أمطاراً أكثر بنسبة 20% ممّا كانت ستأتي به بغياب التغيّر المناخي. ويقول بيرن إنّ ذلك سيشكل عبئاً هائلاً على الدفاعات التي أقيمت للحماية من الفيضانات.  

ومن جهتها، نبّهت هانا كلوك وهي بروفيسورة في علم المياه في جامعة ريدينغ إلى أنّ المملكة المتحدة "ليست جاهزة حتماً لمواجهة المزيد من العواصف العاتية.. هذه الأنواع من الأحداث هي مجرّد مؤشّر لما سيحدث وعلينا أن نولي هذا الأمر اهتماماً بالغاً". وأضافت كلوك "إننا بكلّ وضوح لسنا جاهزين لهذا. لطالما شهدنا هذه الفيضانات الكبيرة ولكننا نستمرّ في رؤية الأرقام القياسية تتحطّم، وهذا أمر مقلق فعلاً." وأشارت أيضاً إلى أنّ المزيد من الأشخاص يعيشون في مناطق معرّضة للخطر ويجدر بالمملكة المتحدة أن "تستخدم كامل عديدها وعتادها استعداداً للفيضانات".

وتشمل هذه التدابير الواجب اتخاذها تحسّباً للفيضانات العناية بالتربة لتتمكن من امتصاص المياه حتى لا تتسرّب من الأرض فتؤدّي إلى انسداد مجرى المياه، إضافة إلى إقامة "سدود قابلة للتسرّب" مصنوعة من الخشب في المجاري المائية بهدف إبطاء تدفّق المياه والحؤول دون وصولها إلى المدن.

كما حذّرت كلوك من خطورة البناء بمحاذاة مجاري المياه، مشيرة إلى أنّه عند الضرورة، يجب اللجوء إلى التخطيط المشترك لحماية المنازل من الفيضانات.

وكانت كارولين لوكاس، النائبة الوحيدة عن "حزب الخضر" في مجلس العموم البريطاني قد دعت الحكومة إلى "التفكير جدياً في الاستثمار في دفاعات ملائمة للحماية من الفيضانات" إثر العواصف الأخيرة التي شهدتها البلاد.

( * ساهمت وكالة "برس أسوسييشن" في التقرير )

© The Independent

المزيد من بيئة