Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"فلينتلوك"... مناورات عسكرية بقيادة أميركية في موريتانيا

الخارجية الأميركية لـ"اندبندنت عربية": مصر وتونس شريكان مهمان في مكافحة الإرهاب

صورة لجندي يشارك في المناورات في موريتانيا (مواقع التواصل الاجتماعي)

فلينتلوك- Flintlock، أو السلاح الناري هو الاسم الذي اختارته الولايات المتحدة لقيادة أكبر مناوراتها العسكرية في أفريقيا والتي انطلقت أمس في موريتانيا والسنغال، بمشاركة أكثر من 30 دولة أفريقية، وتستمر حتى 28 فبراير (شباط) الحالي.
 
"فلينتلوك"، أحد أنواع الأسلحة النارية والتي صنفت ضمن أكثر 10 أسلحة تأثيراً في التاريخ، أرادت الولايات المتحدة عبر تسمية عمليات التدريب العسكري الكبيرة بـ"السلاح الناري"، إرسال رسالة حزم للجماعات الإرهابية والمتشددة الآخذة في التمدد في العمق الأفريقي على امتداد العقد الماضي.
 
تقول الحكومة الأميركية إن التهديدات الآتية من أفريقيا لا تشكل تحدياً لمصالحها فحسب، بل للعالم بأسره، في مواجهة ما سمته التهديدات الفاعلة الخبيثة ذات النطاق الإقليمي والعالمي وكذلك الشبكات الإرهابية ذات التطلعات الكبيرة.

وقالت جيرالدين غريفيث الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريحات إلى"اندبندنت عربية" أن تمرين "فلينتلوك 2020" يعكس نهج الحكومة المتكامل في المناورات، بما في ذلك المشاركة المدنية في إنفاذ القانون ضمن برنامج مساندة مكافحة الإرهاب من وزارة الخارجية والذي يموله مكتب مكافحة الإرهاب وينفذه مكتب الأمن الدبلوماسي.

وأضافت أن برنامج مساندة مكافحة الإرهاب منذ إنشائه عام 1983 قام بتدريب ومساعدة أكثر من 126 ألفاً من الموظفين الأجانب المكلفين بإنفاذ القانون والمستجيبين الأوائل من 154 دولة لتعزيز إمكاناتهم وقدراتهم على اكتشاف الأنشطة الإرهابية وردعها وتعطيلها والتحقيق فيها. ويساعد هذا البرنامج شركاء إنفاذ القانون الأجانب على التعامل بفعالية مع التحديات الأمنية داخل حدودهم، والدفاع ضد التهديدات التي تهدد الاستقرار الوطني والإقليمي، وردع العمليات الإرهابية العابرة للحدود والمناطق.
 
تهديدات تواجه الأمن الأفريقي

وقالت الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن المنظمات المتطرفة العنيفة الناشطة في القارة مثل تنظيم "القاعدة" وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" وتنظيم "الشباب" و "بوكو حرام" ومختلف المنظمات التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، تشكل تهديداً خطيراً للأمن الأفريقي ويتمتع الكثير منها بتطلعات لاستهداف المصالح الغربية والأميركية في الخارج وفي الوطن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشددت غريفيث على "أهمية أن تكون الجهود الدولية والأفريقية الشريكة متكاملة ومركزة، إذ لا يمكن أي بلد أن يحارب التطرف وحده. يجب أن نتطلع إلى بناء قدرات متكاملة متعددة الجنسيات وعابرة للحدود لمكافحة الجماعات الإرهابية بشكل فعلي. وبالتالي فإن مناورات "فلينتلوك" تنشئ الظروف التي تعزز التكامل ووحدة الجهود".

وتؤكد أنه "من مصلحة المجتمع الدولي أن تكون أفريقيا آمنة ومستقرة ومزدهرة، وتساعد المناورات مثل "فلينتلوك" على تعزيز القدرات الدفاعية للحكومات والمنظمات الإقليمية الأفريقية للتصدي للتهديدات الأمنية بشكل أكثر فاعلية، ما يتيح الفرص الاقتصادية والتجارية في نهاية المطاف ويقلل الأخطار التي تهدد المواطنين ومصالح الحلفاء والولايات المتحدة في الخارج وفي الوطن".
 
مصر وتونس في مكافحة الإرهاب

وعند سؤال الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، عن عدم مشاركة مصر وتونس في المناورات وبخاصة أن البلدان قد ذاقا مرارة الإرهاب وتتصدران جهود مكافحة الإرهاب فأجابت بالقول إن "العلاقات الإستراتيجية الأميركية مع مصر مستمرة منذ ما يقرب من قرنين وهي متجذرة في المصالح والقيم المشتركة. مصر اليوم شريك مهم في مكافحة الإرهاب وخلق السلام الدائم وضمان الاستقرار الإقليمي وتعزيز الرخاء. ويتم دعم التعاون العسكري الوثيق من خلال المساعدة المالية السنوية والمناورات المشتركة والتدريبات وزيارات السفن".

وأضافت "والأمر سيان بالنسبة إلى تونس، إذ تجمعنا علاقات دبلوماسية قوية بذاك البلد منذ أكثر من 200 عام. تونس شريك رئيسي في الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب. وقد التزمت الولايات المتحدة بأكثر من 225 مليون دولار كمساعدة أمنية منذ العام 2011 لتعزيز قدرة تونس على مواجهة التهديدات والإرهاب الداخلي والإقليمي. ويتم تخصيص أكثر من 100 مليون دولار من المساعدات الأمنية المخصصة منذ العام 2011 لبناء قدرات وزارة الدفاع التونسية ومكافحة الإرهاب. وقد قدمت الولايات المتحدة التدريب والمعدات للجيش التونسي لتحسين قدراته في المراقبة والتنقل وأمن الحدود. كما ساعد الدعم الأميركي الحكومة التونسية في إنشاء مركز مشترك بين الوزارات لمكافحة الإرهاب. وتغطي البرامج الأخرى بناء القدرات لتعزيز أمن الحدود وإنفاذ القانون والاستخبارات وممارسات مكافحة الإرهاب الفعالة في قطاع العدالة الجنائية".

المناورات تنطلق من موريتانيا والسنغال

وأشارت غريفيث إلى أن المناورات مصممة لتعزيز قدرة الدول الشريكة الرئيسية في المنطقة على مواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة وحماية حدودها وتوفير الأمن لشعوبها. ويعكس استعداد موريتانيا والسنغال لاستضافة المناورات هذا العام التزاماً إيجابياً وأوسع نطاقاً من جانب الشركاء الأفارقة للمساعدة في حل المشاكل الأفريقية. إضافة إلى ذلك، تعزز المناورات الشراكات بين قوات العمليات الخاصة ووكالات إنفاذ القانون الأفريقية والأميركية والدولية، ما يزيد من قدرتها على العمل معاً في خلال العمليات المتعددة الجنسيات المستمرة والاستجابة للأزمات.

وأضافت أن "وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ترتبطان بشراكة قوية مع موريتانيا في الحرب المستمرة ضد الإرهابيين في الساحل. وتشترك الولايات المتحدة وموريتانيا في هدف مشترك متمثل في مكافحة الإرهاب والقضاء على الظروف المؤدية إلى تطرف الإرهابيين وتجنيدهم. ونحن نركز بالقدر ذاته على تعزيز التنمية والحكم الرشيد من خلال مشاركتنا الدبلوماسية وبرامجنا".

وتابعت قائلة إن "موريتانيا هي أيضاً شريك قوي في شراكتنا عبر الصحراء لمكافحة الإرهاب، والتي نعمل من خلالها على تعزيز قدرة قطاع الأمن ومعالجة الأسباب الأساسية للإرهاب وتعزيز أصوات الزعماء الرئيسيين للتأثير في السكان المعرضين للتطرف والعنف بشكل إيجابي. ونحن ملتزمون بالعمل مع موريتانيا لتخليص القارة والعالم من الإرهاب من خلال معالجة دوافع الصراع التي تؤدي إلى التطرف والتجنيد وبناء القدرات المؤسسية على فرض القانون في الدول الأفريقية".

التمدد الإيراني في أفريقيا

لا تقتصر رسالة الحزم الأميركية والتي ترجمتها في المناورات العسكرية الأضخم التي تقودها في أفريقيا، على محاربة المجموعات المتطرفة، فهناك المد الإيراني المتنامي في أفريقيا، لطالما سعت إيران لتأمين حاجتها من اليورانيوم من إفريقيا في تطوير مفاعلاتها النووية، فعلى سبيل المثال لا تزال شركة إيران للاستثمار الأجنبي تمتلك حصة 15 في المئة في منجم روس لليورانيوم في ناميبيا، الدولة التي تملك أكبر احتياطات العالم من اليورانيوم. في حين كشفت ويكيليكس في عام 2009 عن أن إيران كانت تتنافس على حقوق التعدين على رواسب اليورانيوم المكتشفة حديثاً في سيراليون. أضف إلى ذلك محاولات إيران لتهريب اليورانيوم من تنزانيا بحسب الأمم المتحدة في عام 2006، وسعي إيران لشراء مناجم في زيمبابوي. وكانت إيران قد استأنفت تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو تحت الأرض، ضاربة بعرض الحائط اتفاقها النووي مع الغرب.

تعزيز الجاهزية الأفريقية

قال الجنرال ستيفن تاونسيند، قائد قيادة القوات الأميركية في أفريقيا، لا يمكن دولة واحدة أن تكافح هذه التهديدات وحدها، مؤكداً "بمشاركة أكثر من 1600 جندي من أكثر من 30 دولة، سيعمل تمرين المناورات العسكرية على بناء القدرات وتحسين الاستعداد وتمكين نهج دولي للتعامل مع هذه التحديات المشتركة".

وبحسب الخارجية الأميركية فإن التمرين العسكري يهدف إلي تعزيز جاهزية القوات الشريكة الرئيسية في جميع أنحاء شمال أفريقيا وغربها في مواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة، ولحماية حدود الدول الأفريقية، وتوفير الأمن لشعوبها. 

وقالت الخارجية إن الإرهابيين يسعون إلى توسيع نفوذهم في أفريقيا، وأن الوسيلة الأمثل للتصدي لهذه الجماعات من خلال الشراكة مع الأفارقة والشركاء الدوليين، لتأسيس قوة موحدة يمكنها منع ما وصفته بـ "انتشار سرطان التطرف العنيف".

التحديات المعقدة في الساحل الأفريقي

وقال العميد في القوات الجوية وقائد عمليات أفريقيا الخاصة داغفين أندرسون، أن" فلينتلوك"، هو نموذج على كيفية مواجهة المجتمع الدولي للتحديات المعقدة في منطقة الساحل وفي جميع أنحاء أفريقيا. وأضاف لا يمكن أي بلد أن يهزم هذه التهديدات بمفرده ولا توجد دولة لديها كل الإجابات. ويرى أن معالجة عدم الاستقرار، والتصدي لجذور الإرهاب، كمشكلة دولية يأتيان من خلال بناء شراكات متعددة الجنسيات، يمكنها خلق مستقبل مزدهر.

وتشمل الدول الأفريقية المشاركة بنين وبوركينا فاسو والكاميرون وتشاد وكابو فيردي وكوت ديفوار وغانا وغينيا ومالي وموريتانيا والمغرب والنيجر ونيجيريا والسنغال وتوغو. ومن بين الشركاء الدوليين النمسا وبلجيكا والبرازيل وكندا وجمهورية التشيك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا والنرويج وبولندا والبرتغال وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات