Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريكست قد يقلب مؤشرات النمو سلبا في نهاية 2020

استعاد الاقتصاد البريطاني انتعاشه أخيرا وظهرت دراسات متفائلة، لكن اليد الميتة لخروجنا من الاتحاد الأوروبي ما زالت تمسك بزمام الأمور

هل تصطدم قوة الدفع التي أعطاها بوريس جونسون لبريكست، بأرقام اقتصادية سلبية في ختام 2020؟ (رويترز)

حملت أرقام الناتج المحلي الاجمالي أخباراً سارة لـ[رئيس الوزراء] بوريس جونسون و[وزير الخزانة السابق] ساجيد جاويد، وما كان لنظرتهما الوردية المتفائلة أن تضطرب كيفما سارت الأمور.

وعلى الرغم من أرقام رئيسية لم يظهر فيها نمو في الربع الأخير من العام، إلا أنها ارتدت وارتفعت بعد الركود الذي عرفته في نوفمبر وانتعشت في ديسمبر، وسّجلت ارتفاعاً بـ0،3 في المائة.

كما أنه، وعد تحديث أرقام النمو في الفصلين الثاني والثالث، أشار "مكتب الإحصاء الوطني" إلى أن اقتصاد المملكة المتحدة قد توسّع في 2019 بـ1،4 في المائة، بزيادة طفيفة عن معدل العام السابق الذي سجّل 1،3 في المائة.

إن عدم تسجيل نمو في الربع الأخير أمرٌ لا يدعو إلى الارتياح، لكنه كان أفضل مما توقعه كثيرون من المتنبئين، خصوصاً مع إشارة بيانات الدراسات المسحيّة الأخيرة إلى استمرار زخم النمو الذي تحقق في ديسمبر. ربما تنطوي عبارة "ارتداد بوريس [إلى الأعلى]" التي يرددها بعض مؤيديه، على أكثر من مجرد جمالية لفظها، إذ أننا قد انتهينا من البريكست وها نحن الآن في وضع مريح!

نعم. أعرف أن هذه كذبة وسيحبها المستشارون الحكوميون. لكن جاويد يستعد لفتح صنابير الإنفاق العام في مارس (آذار) بهدف إضافة مزيد من الزخم.

إذاً، هل يمكن القول أن هناك أزمة؟ ما هي تلك الأزمة؟ لا توجد أزمة! ربما لا. لكن، ثمة سؤال. إذا كان هناك ما يدعو للتفاؤل، وفق ما يميل بعض المعلقين إلى الادعاء، فلماذا هرع مستشارو وزير الخزانة الأسبوع الماضي للاتصال بأشخاص مثلي للتأكيد على أن حديثه إلى صحيفة "فايننشال تايمز" عن مضاعفة نمو بريطانيا إلى 2،8 في المائة، ما يعادل متوسط النمو بين عامي 1945 و[حدوث] الأزمة المالية، لا يجب الإشارة إليه بحال من الأحوال باعتباره هدفاً حكومياً.

هل كان ذلك مجرد طموح، أو تطلع؟ أو عصا محتملة في يد خصومه يجلدونه بها، وكان لابد من انتزاعها منهم  بطريقة انسانية في أقرب وقت ممكن عبر الإعلان  عن كون الأمر لا يتعلق بهدف حكومي، لأنه لا يوجد هناك خبير اقتصادي جيد يعتقد بوجود فرصة لتحقيق ذلك الهدف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولسبب وجيه أيضاً ربما يتوقف تحقيق الحلم أو الطموح أو الهدف السحري هذا، على حل مشكلة الإنتاجية في بريطانيا التي فشل في حلّها كلُّ من وضع تفكيره فيها.

إذ يشكّل البريكست أكبر عائق أمامها، وسيعود ضباب عدم اليقين المرتبط بالبريكست عما قريب.

ويجدر التأمل في المحادثات التجارية الوشيكة مع الاتحاد الأوروبي، وكيف سيبدأها جونسون بالحديث عن خروج فعلي من دون صفقة يشبه تفاهماً "على الطراز الأسترالي" الذي يجري الأستراليون محادثات لإسدال الستار عليه.

تعرف أستراليا أن إبرام صفقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي سيكون أفضل بكثير لها مما لديها الآن، على الرغم من بعدها بآلاف الأميال [عن أوروبا] وكونها أقرب بكثير من المملكة المتحدة بالمقارنة مع جميع الاقتصادات الآسيوية السريعة النمو التي يتحمس لأجلها المحافظون الداعمون للبريكست.

لقد جرى بالفعل إخبار وزير التجارة مايكل غوف الداعم للبريكسيت من دون صفقة، توقّع حدوث نقص في أرفف المتاجر الكبرى حتى لو جرى تأمين صفقة تجارية [مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست]، بسبب وجود إجراءات بيروقراطية معقدة يجب تطبيقها في الموانئ والجمارك البريطانية، ووجوب إجراء عمليات تفتيش، وأخذ كثير من الأمور بالحسبان.

وهل يجب التفاؤل بشأن الاقتصاد البريطاني؟ من المؤكد أن هناك بعضاً من التفاؤل. خلال اجتماعه الأخير، تفاءل "بنك إنجلترا" بدرجة كافية للحفاظ على أسعار الفائدة ثابتة، كما أن الصورة العالمية تبدو أفضل مما كانت عليه في العام الماضي، على الرغم من إصرار فيروس كورونا على إفسادها وخطر انهيار الهدنة التجارية بين أميركا والصين.

في المقابل، لا يزال الاقتصاد البريطاني شبيهاً بحصان جر العربات وليس جواد السباقات. ومن الممكن توقع أن تظهر عليه علامات الإرهاق جراء البريكست بحلول نهاية العام.

© The Independent

المزيد من آراء