Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينجح يوفنتوس في الجمع بين رونالدو وميسي تحت قيادة غوارديولا؟

إقناع الثنائي بترك برشلونة ومانشستر سيتي ثاني العقبات أمام إدارة "السيدة العجوز" بعد تدبير المال وكسر قواعد اللعب المالي النظيف

كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي خلال حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية (أ.ف.ب.)

فجّرت صحيفة "ذا صن" البريطانية مفاجأة مدوية، أمس الثلاثاء، مؤكدةً أن نادي يوفنتوس الإيطالي الذي كان يستعد لإقالة مديره الفني ماوريسيو ساري، على خلفية تراجع أداء ونتائج الفريق، قد يلجأ إلى خطة بديلة بهدف بناء "فريق أحلام" عالمي، ينضم إليه الأرجنتيني ليونيل ميسي، الهدّاف التاريخي لنادي برشلونة الإسباني، مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، الهدّاف الحالي لـ"السيدة العجوز"، تحت قيادة المدير الفني الإسباني بيب غوارديولا، الذي يتولى حالياً قيادة مانشستر سيتي الإنجليزي.

وسار البرنامج التلفزيوني الشهير "الشرينغيتو دي خوغونيس"، الذي يُبث عبر قناة "ميغا" الإسبانية، على نهج الصحيفة الإنجليزية، مُشيراً إلى وجود خطة مدروسة من إدارة يوفنتوس للتعاقد مع ميسي وغوارديولا خلال الصيف المقبل.

ولم يكتفِ البرنامج الإسباني بتأييد سيناريو "ذا صن"، بل أفاد بأن يوفنتوس سيضمّ الجناح الأيسر الألماني، ليروي سانى، من مان سيتي، ونشر تشكلية متوقعة لفريق "البيانكونيري" تضم عددا من النجوم الحاليين مع إضافة الثنائي ميسي وسانى، وفقاً لطريقة اللعب المعروفة مسبقاً عن المدرب غوارديولا.

ويعيش ميسي فترة صعبة في برشلونة في ظل التخبط الإداري المُسيطر على الفريق تحت مظلة الرئيس الحالي جوزيب ماريا بارتوميو، كان آخره إقالة إرنستو فالفيردي في 13 يناير (كانون الثاني) الماضي، وتعيين المدير الفني الحالي كيكي سيتين، الذي لم يُقدّم حتى الآن ما يُميزه عن سلفه الذي رحل بسبب الخسارة من أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني، إلا أن فريق "البارسا" بقيادة سيتين خسر صدارة الدوري لصالح الغريم ريال مدريد وودّع كأس ملك إسبانيا من الدور ربع النهائي على يد أتلتيك بيلباو.

 

ودخل ميسي في أزمة مع المدير الرياضي الفرنسي، إريك أبيدال، بسبب انتقاد الأخير لأداء اللاعبين في ظل قيادة فالفيردي، مشيراً إلى وجود مُخطط لإقالته، فما كان من ميسي، البالغ من العمر 32 عاماً، إلا أن انتقد أبيدال صراحة عبر تدوينة على حسابه الشخصي على "إنستغرام"، مُطالباً الإدارة بتحمل مسؤوليتها وتبعات قراراتها كما يتحمل لاعبو الفريق المسؤولية داخل المستطيل الأخضر.

وعلى الفور، اجتمع رئيس النادي بميسي وأبيدال لاحتواء الأزمة، وهو ما حدث بالفعل، إلا أن تقارير إسبانية أكدت عدم رضا ميسي عن طريقة عمل إدارة النادي، وبخاصة في ملف التعاقدات.

وأعادت تلك الأزمة أحاديث الصحف ووسائل الإعلام الأوروبية عن عقد ميسي الذي ينتهي بنهاية موسم 2021، ويتضمن بنداً يسمح للاعب الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم ست مرات أن يرحل مجاناً بنهاية الموسم الحالي، وهو ما وضع عدداً لا بأس به من أندية الصفوة في أوروبا على أهُبة الاستعداد لاقتناص فرصة التعاقد مع ميسي.

وسرعان ما نفت دوائر مقربة من ميسي رغبته في الرحيل عن برشلونة، مع التأكيد على قراره بإنهاء مسيرته الاحترافية داخل أسوار نادي طفولته وملعب "كامب نو"، لكن أطرافاً أخرى أشارت إلى إمكانية إقناع اللاعب، الملّقب بـ"البرغوث"، بالرحيل إن عُرض عليه إغراء شديد كاللعب تحت قيادة مديره الفني الأسبق بيب غوارديولا الذي يُعد بمثابة الأب الروحي له، والاجتماع في فريق واحد مع غريمه التاريخي كريستيانو رونالدو.

في الوقت نفسه يعيش بيب غوارديولا أياماً صعبة في إنجلترا، فبعد هيمنته الكاملة على الألقاب المحلية في الموسمين الماضيين، بات متخلّفاً عن ليفربول، متصدّر الدوري الإنجليزي الممتاز، بفارق 22 نقطة، منتظراً تتويج "الريدز" باللقب الأول للدوري منذ 30 عاماً، ليضيفه للقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبات غوارديولا، الذي تولّى تدريب مان سيتي منذ أربع سنوات أمام اختيار طريق جديد، إما إعادة بناء فريقه، وهي المهمة التي لم يقم بها من قبل خلال مسيرته التدريبية التي بدأت عام 2008، أو حلّ الرحيل.

ولن يكون أمام غوارديولا نادٍ أفضل من يوفنتوس لخوض مرحلة جديدة في مسيرته، حيث صنع المجد في إسبانيا مع برشلونة، ثم في ألمانيا مع بايرن ميونيخ، ثم في إنجلترا مع مانشستر سيتي، إضافة إلى امتلاك يوفنتوس بيئة عمل تُساعد على النجاح بكافة السُبل بداية من الإدارة الذكية الطموحة التي تمتلك نظرة مستقبلية، مروراً بجودة اللاعبين والملاعب والبنية التحتية والقدرات المالية الضخمة، ووصولاً إلى القاعدة الجماهيرية المنتشرة عالمياً.

ولا يُعدّ إقناع ميسي وغوراديولا بالخطوة هو التحدي الأكبر أمام إدارة يوفنتوس، التي سيكون شغلها الشاغل هو تدبير قيمة مالية ضخمة لتحقيق هذا الهدف.

ميسي البالغ من العُمر 32 عاماً، يحتوي عقده مع النادي على بند يسمح له بالرحيل في نهاية الموسم إذا أراد مغادرة القارة الأوروبية، حيث تحدّث مرات عدة عن رغبته في إنهاء مسيرته في نادي نيولز أولد بويز في مسقط رأسه بمدينة روساريو الأرجنتينية، لكن أي قرار برحيله لنادٍ أوروبي منافس سيكون بقيمة مالية ضخمة، حيث تبلغ القيمة التسويقية الحالية لميسي نحو 150 مليون يورو. وبنهاية الموسم الحالي وتبقي موسم واحد في عقده الحالي مع النادي الكتالوني قد تهبط قيمة صفقة بيعه إلى حدود بين 130 أو 140 مليون يورو.

وإضافة إلى قيمة الصفقة، يحتاج يوفنتوس إلى تدبير مصدر لدفع راتب ميسي، الذي يتقاضى حالياً في برشلونة أعلى راتب للاعب كرة قدم في العالم بنحو 70 مليون يورو عن كل موسم.

 

أما بيب غوارديولا الذي ينتهي عقده هو الآخر مع ناديه مانشستر سيتي فيُعد حالياً ثاني أعلى مدير فني دخلاً براتب سنوي قدره 23.3 مليون يورو، وفي عقده بند يمنحه الحق في الرحيل بنهاية الموسم من دون دفع قيمة الشرط الجزائي.

وبحساب ما سبق، يحتاج يوفنتوس إلى قرابة 250 مليون يورو للتعاقد مع الثاني خلال الصيف المقبل، مع تدبير مصدر دخل سنوي يزيد على 100 مليون يورو لتوفير راتبهما الضخم.

وسيكون قانون اللعب المالي النظيف المُتبع في دول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الـ"يويفا" هو الحاجز الأكبر أمام بلوغ يوفنتوس حلمه، حيث يمنع القانون الأندية من إبرام تعاقدات ضخمة تزيد على قيمة الربح الصافي، كي لا يخرج أي نادٍ من العام المالي مثقلاً بالديون.

ويُظهر التقرير المالي لنادي يوفنتوس عن السنة المالية 2018-2019 تحقيقه دخلاً إجمالياً قيمته 621.5 مليون يورو، بزيادة قدرها 23 في المئة عن العام المالي المنتهي في يونيو (حزيران) 2018، حينما حقق 504.7 مليون يورو.

وتزامنت زيادة دخل النادي مع ارتفاع في المصروفات من 383.3 مليون يورو في 2018 إلى 458.5 مليون يورو حتى يونيو 2019، وكانت تحت بند رواتب اللاعبين والجهاز الفني، ويُشار على نطاق واسع إلى أنها بسبب الراتب الضخم للبرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي انضمّ للنادي مقابل 117 مليون يورو من ريال مدريد في صيف 2018، وراتبه السنوي يبلغ نحو 56.5 مليون يورو.

وخرج يوفنتوس من العام المالي 2018-2019 بربح صافٍ قدره 39.9 مليون يورو، وبالتالي سيكون عليه توفير أكثر من 210 ملايين يورو كي لا يقع تحت طائلة قوانين الـ"يويفا".

وقد يلجأ يوفنتوس إلى إحداث ثورة كبرى في قائمته الأساسية التي تضم أكثر من 23 لاعباً ببيع عدد من الأسماء ذات الثقل، مثل غونزالو هيغواين، وتبلغ قيمته التسويقية 60 مليون يورو، ودوغلاس كوستا وقيمته 55 مليون يورو وعدد من اللاعبين الأقل سعراً.

ويمتلك يوفنتوس سلاحاً سبق تجربته، حين أتمّ تعاقده مع رونالدو، هو بيع القمصان عبر متاجره المنتشرة في إيطاليا وأوروبا وعبر المتاجر الإلكترونية، حيث باع أكثر من نصف مليون قميص يحمل اسم رونالدو، إضافة إلى ملايين المستلزمات الرياضية التي تحمل اسم البرتغالي أو صوره، خلال أول ثمانية أسابيع، مقابل نحو 90 مليون يورو.

المزيد من رياضة