Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقدم ساندرز في نيوهامبشير يثير قلق المعتدلين الديمقراطيين

بايدن أكبر الخاسرين… بلومبيرغ يستعد للنزال وترمب يواصل استهداف منافسيه المحتملين

دقّ تقدم السناتور بيرني ساندرز المرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية في الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات التمهيدية بولاية نيوهامشير، ناقوس الخطر لدى المعتدلين من قيادات الحزب الديمقراطي الذين أيقنوا أن استمرار تقدم المرشح اليساري خلال الجولات الانتخابية المقبلة، سيعمق حالة عدم اليقين في الحزب إزاء قدرة خصمه بيت بوتيدجيج على الاستمرار في مقارعته، في وقت تراجعت نتائج نائب الرئيس السابق جو بايدن بشكل مخيب للآمال، ما قد يدفعهم إلى الترحيب بالملياردير مايكل بلومبيرغ الذي قد يكون هو طوق النجاة حين يخوض أولى معاركه الانتخابية يوم "الثلاثاء الكبير" 3 مارس (آذار) المقبل، حين تنظم 14 ولاية انتخاباتها التمهيدية في ذلك اليوم، وهي ألاباما وأركانساس وكولورادو وجورجيا وماساتشوستس ومينيسوتا وكارولينا الشمالية وأوكلاهوما وتنيسي وتكساس وفيرمونت وفيرجينيا ووايومنغ ومنطقة ساموا الأميركية.


صيحة إنذار

وأكد فوز السيناتور بيرني ساندرز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت بالنسبة الأكبر من أصوات الناخبين (25.9 في المئة) في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بولاية نيوهامشير، مخاوف المعتدلين في الحزب من مغبة تعزيز مكانة ساندرز كمنافس صلب وعنيد للفوز بترشيح الحزب، وهو ما دفع منافسه الأول بيت بوتيدجيج عمدة مدينة ساوث بند السابق في ولاية إنديانا والذي حل ثانياً بفوزه بـ 24.4 في المئة من الأصوات، إلى إطلاق صيحة إنذار للأميركيين الديمقراطيين، بأن ساندرز لا يستطيع هزيمة الرئيس الجمهوري دونالد ترمب.

ونبّه بوتيدجيج في كلمة له عقب ظهور النتائج الأولية إلى أنه لا يمكن للديمقراطيين هزيمة أكثر الرؤساء إثارةً للانقسام في التاريخ الأميركي الحديث باختيار مرشح لا يتفق معه الديمقراطيون بنسبة 100 في المئة، في إشارة إلى ساندرز، مضيفاً أنه ليس لدى الأميركيين رفاهية السعي خلف النقاء الأيديولوجي بدلاً من تحقيق النصر الشامل.


أكثر سخونة

هذه الرسالة القاسية من بوتيدجيج الذي فاز بولاية أيوا الأسبوع الماضي، وما زال يتقدم في مجموع مندوبي الولايتين بـ 23 مندوباً مقابل 21 لساندرز من إجمالي 1991 مندوباً يحتاجها المرشح للفوز بترشيح الحزب، تُشكل لب الصراع بينهما. وستكون المنافسة أكثر سخونة خلال الأسابيع القليلة المقبلة التي ستحسم إلى حد كبير مستقبل الصراع بينهما، عندما تتكشف نتيجة الانتخابات في ولاية نيفادا في 22 فبراير (شباط) الحالي، التي ستجري بطريقة "التجمعات الانتخابية" (caucuses) مثل ولاية أيوا، تليها ولاية ساوث كارولاينا في 29 فبراير والتي ستجري بطريقة الاقتراع المباشر (primary).

وما يشعل الصراع بينهما، تراجع جو بايدن، الذي كانت استطلاعات الرأي تضعه في المقدمة قبل أسابيع، إلى المركز الخامس في انتخابات نيوهامشير حيث حصد 8.4 فقط من الأصوات، ما أثار مخاوف واسعة من استمرار تدهور شعبيته خلال المرحلة المقبلة على الرغم من تأكيد بايدن أنه سيفوز بالولايتين المقبلتين نظراً إلى التعدد العرقي والثقافي فيهما.
 

بايدن في خطر

وأشار المحلل السياسي في صحيفة "بوليتيكو" كرستوفر كاديلاغو في تغريدة، إلى أن فوز ساندرز في نيوهامشير وتصدره السباق في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني تؤكد أنه أصبح المرشح الأول حتى الآن.

وكان استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينبياك نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، على المستوى الوطني في الولايات المتحدة، وضع ساندرز في طليعة المتنافسين بنسبة 25 في المئة، مقابل 10 في المئة لمنافسه بوتيدجيج، بينما تراجع تأييد بايدن إلى 17 في المئة فقط، ما يعكس الخطر الذي يواجهه نائب الرئيس السابق، الذي يبدو أن ما أثاره الرئيس ترمب من شبهات حول علاقته ونجله هانتر بعمليات فساد مع شركة أوكرانية أثّرت في شعبيته إلى حد كبير وجعلته في مرمى النيران، فضلاً عن أن أداءه الضعيف في أيوا ثم نيوهامشير يعكس نقص الحماسة بين مؤيديه.
ومع ذلك ستمثل ولايتا نيفادا وساوث كارولاينا الفرصة قبل الأخيرة لبايدن الذي يراهن على أصوات الأميركيين الأفارقة في ولاية ساوث كارولاينا التي يشكلون فيها نسبة 35 في المئة من السكان، بينما يمثلون 13 في المئة بولاية نيفادا مقابل 19 في المئة للمتحدرين من دول أميركا اللاتينية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


 

مفاجأة كلوباتشير

وعلى الرغم من أن السناتور إيمي كلوباتشير عضو مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا، والتي تمثل التيار المعتدل في الحزب الديمقراطي حققت مفاجأة مدوية في نيوهامشير بحصولها على 19.7 في المئة من أصوات الناخبين ما يرفع عدد مندوبيها إلى 7 في ولايتي ايوا ونيوهامشير، إلا أن حظوظها في الفوز لا زالت بعيدة نسبياً نظراً إلى ترتيبها المتأخر في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني.

وبقدر ما كانت نتائج نيوهامشير مبهجة للسناتور كلوباتشير، بقدر ما كانت ليلة نهاية السباق لمرشحين اثنين هما السناتور مايكل بينيت، ورائد الأعمال أندرو يانغ الذي تعهد بمنح كل أميركي ألف دولار شهرياً بحال فوزه.
 

انتكاسة وارن

أما السناتور إليزابيث وارن التي كانت استطلاعات الرأي تضعها في المقدمة في إحدى مراحل السباق وحلّت في المرتبة الثالثة في ولاية أيوا، فقد تدهورت نتائجها فجأة حيث حققت 9.3 في المئة من الأصوات في نيوهامشير، وليتوقف عدد مندوبيها في الولايتين عند 8 فقط، ما جعلها تشعر بالإحباط، مع الادعاء بأن حملتها الانتخابية مبنية على سياسة النفس الطويل بينما تراهن على الفوز بالولايات الأكثر تنوعاً من ناحية الدخل والعرق والتفكير.

ويقول تشارلي ماتيسيان، المحلل السياسي في واشنطن، إن "وارن تلقت درساً قاسياً في نيوهامشير التي تُعد ولاية مجاورة للولاية التي تمثلها في الكونغرس وهي ماساتشوستس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


فرصة بلومبيرغ

من جهة أخرى، يرى كثيرون في واشنطن أن تراجع تأييد بايدن على المستوى الوطني، بالتوازي مع تقدم ساندرز، يمثل فرصة ممتازة للملياردير والمرشح الرئاسي مايكل بلومبيرغ الذي أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أنه حاز على 15 في المئة من تأييد المستطلَعين، ما يعني أن بلومبيرغ سيحصد أصوات المجموعات العرقية والأقليات التي كانت في السابق تؤيد بايدن، حيث أشارت الاستطلاعات إلى أن 22 في المئة من الناخبين من أصول أفريقية يفضلونه بينما تراجع تأييد نائب الرئيس السابق بينهم إلى 27 في المئة.

وعلى الرغم من أن بلومبيرغ لم يشارك في أي مناظرات انتخابية، ولم يُختبَر أمام الأميركيين حتى الآن، كما امتنع عن خوض الانتخابات التمهيدية في الولايات الأربع الأولى من السباق، إلا أن دخوله حلبة الصراع يوم "الثلاثاء الكبير" في 3 مارس (آذار) المقبل والذي ستُجرى فيه الانتخابات التمهيدية في 14 ولاية، من بينها ولايات ضخمة من حيث عدد السكان مثل كاليفورنيا وتكساس، سيشكّل الفرصة الأكبر ليثبت أن الاستراتيجية التي اتبعها منذ البداية كانت صائبة.


منع الانتحار

ولفتت صحيفة "ذي ناشيونال ريفيو" الأميركية، إلى أنه إذا استمر تقدم المرشح اليساري بيرني ساندرز المدعوم بقاعدته الشعبية المخلصة، فإن بلومبيرغ سيكون بالنسبة إلى المعتدلين في الحزب الديمقراطي المنقذ من الانتحار بترشيح ساندرز ضد ترمب، حيث سيكون مرحَباً به أكثر من بوتيدجيج الصغير السن الذي يمتلك سيرة ذاتية محدودة ومن دون خبرة كافية.

واعتبرت الصحيفة أنه "إذا توقف الزخم الذي يحظى به بوتيدجيج مع ذبول سريع لوارن وبايدن، فقد ينتهي السباق إلى صارع مباشر بين ساندرز وبلومبيرغ حيث سيلعب المال عاملاً حاسماً".

وأشارت الصحيفة إلى أن "بلومبيرغ يستطيع أن ينفق من ماله الخاص خمسة مليارات دولار من دون أن يبالي حيث أن صافي ثروته بحسب تقديرات مجلة فوربس وصلت إلى 61.7 مليار دولار، كما أن حملته الإعلامية التي قد تتجاوز 100 مليون دولار قد تكون كافية لتمزيق منافسيه متى بدأ شن هجمات عليهم وتصوير ساندرز بأنه عدو للرأسمالية".
 

ترمب ينافس الديمقراطيين

وبينما يحتدم السباق الانتخابي بين المرشحين الديمقراطيين، فإن الرئيس ترمب لم يكف عن مطاردتهم والتضييق عليهم عبر حشد أنصاره وعقد مؤتمرات جماهيرية في أيوا ونيوهامشير قبل الانتخابات بيوم واحد، حيث تؤدي حركة أجهزة الحماية الأمنية للرئيس إلى عرقلة حركة مندوبي المرشحين الديمقراطيين مثلما حدث في نيوهامشير.

كما يعمد ترمب إلى التقليل من شأن الديمقراطيين معتبراً أن المحتشدين أمامه يفوقون أعداد مؤيدي المرشحين الديمقراطيين مجموعين.

وبينما تخطف لقاءات ترمب الجماهيرية أضواء الإعلام من المرشحين الديمقراطيين، فإنه يحاول التأثير في انتخابات الديمقراطيين، إذ حضّ المستقلين الذين يحق لهم التصويت مع أي من الحزبين أن يمنحوا أصواتهم إلى أضعف المرشحين.

ويرى مراقبون أن الانتخابات العامة الأميركية المقررة في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ستكون معركة فاصلة بين الديمقراطيين والجمهوريين، في ظل استمرار حالة الانقسام المجتمعي التي تتزايد يوماً بعد يوم، ما سينعكس حتماً على مناخ الانتخابات وبخاصة في أيامها الأخيرة.

المزيد من تقارير