Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاتحاد الأوروبي يحذر من مواجهة بين أنقرة وموسكو في سوريا

أردوغان يهدد بضرب قوات النظام في أي مكان ويتهم روسيا بـ "ارتكاب مجازر"

على وقع احتدام الاشتباكات في إدلب بين القوات التابعة للنظام السوري والجيش التركي، حذّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من مواجهة بين أنقرة وموسكو في سوريا، وحضّ الأوروبيين على تعزيز قدراتهم على التأثير في تسوية النزاع في هذا البلد.

وقال بوريل، في خطاب أمام البرلمان الأوروبي "نشهد مواجهات بين النظام السوري والقوات التركية، من دون ذكر خطر مواجهة بين القوات التركية والروسية". وحذّر من أن "هذه التوترات قد تؤدي إلى اندلاع نزاع إقليمي أوسع"، مضيفاً "يجب تطبيق وقف إطلاق النار المبرم بين أنقرة وموسكو".

ورأى بوريل أن عدم قدرة الاتحاد الأوروبي على التأثير في النزاع السوري تثير "شعوراً من الإحباط" لأن الاتحاد "عاجز". أضاف "لا يهم أن نقول، عليهم أن يتوقفوا، وينبغي أن يتوقفوا، ما الورقة والقوة والقدرات التي نملكها للتأثير على الأطراف الفاعلة؟". وتابع "ظللنا نقول لسنوات عديدة ألا وجود لحل عسكري للنزاع في سوريا، وفي نهاية المطاف، الحل كان عسكرياً. حل عسكري، ومن قبل من؟ من قبل من يملكون القدرة على استخدام القوة العسكرية".

وقال "أوروبا لا تفعل ذلك. نواصل حضّ الجميع على وقف الهجمات ضد المدنيين، والكف عن منع وصول المساعدة الإنسانية... لكن نعرف أن كل ذلك هو إعلان مبادئ لا تدعمه قوة قسرية لتحويله إلى واقع". وحذّر بوريل "إذا أردنا فعلاً أن نكون لاعباً جيوسياسياً، علينا التصرّف، ونملك الوسائل اللازمة لفعل ذلك. وإلا فسنواصل عقد جلسات برلمانية كهذه نقول فيها فقط، ينبغي وينبغي وينبغي".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدّد بضرب قوات النظام "في كل مكان" في حال تعرّض جنوده لأذى، متهماً روسيا حليفة دمشق بالمشاركة في ارتكاب "مجازر" في إدلب شمال غربي سوريا.

روسيا تتهم تركيا بتعقيد الوضع في إدلب

واتهمت روسيا تركيا، الأربعاء، بعدم التزامها باتفاقاتها مع موسكو بشأن سوريا ومفاقمة الوضع في محافظة إدلب.

وفي واحدة من أقوى الإشارات حتى الآن على أن سوريا تضع العلاقات بين موسكو وأنقرة تحت ضغط متزايد، اتهم الكرملين ووزارتا الخارجية والدفاع في روسيا تركيا بسوء النية.

وقال الكرملين إن تركيا لم تف بتعهدها "بتحييد" المتشددين في إدلب، معتبرة ذلك أمراً غير مقبول.

وذّكّرت وزارة الخارجية الروسية أنقرة بأن قواتها موجودة في سوريا دون موافقة الحكومة السورية، وقالت وزارة الدفاع إن القوات التركية تزيد الوضع الميداني في إدلب سوءا على نحو خطير.

كما رفضت وزارة الدفاع بشكل قاطع ادعاء أردوغان بأن "النظام السوري ومن يدعمه من الروس والميليشيات الإيرانية، يستهدفون المدنيين باستمرار في إدلب، ويرتكبون مجازر ويريقون الدماء".

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "بيانات الممثلين الأتراك بشأن هجمات مزعومة للقوات الروسية على مدنيين في منطقة خفض التصعيد في إدلب لا تتوافق مع الواقع". 

وتابع البيان "للأسف السبب الحقيقي للأزمة في منطقة خفض التصعيد بإدلب هو عدم تنفيذ زملائنا الأتراك لتعهداتهم بفصل مسلحي المعارضة المعتدلين عن الإرهابيين".

وأضافت أن وجود قوات ومدرعات تركية في إدلب يجعل الوضع أسوأ بكثير وكذلك نقل الأسلحة والذخيرة عبر الحدود السورية-التركية.

مواجهات مع قوات أميركية

إلى ذلك، شهدت مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا مواجهات الأربعاء بين موالين للنظام وقوات أميركية ما أدى إلى مقتل شخص، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكر المرصد أن "مجموعة من أهالي قرية خربة عمو شرق القامشلي الموالين للنظام يرافقهم مسلحين اعترضوا طريق دورية أميركية أثناء تجولها في المنطقة، وعمد المسلحون الموالون للنظام إلى إطلاق النار في الهواء، فقابلتهم الدورية الأميركية بإطلاق قنابل دخانية. وتطور الأمر لإطلاق القوات الأميركية النار ما أدى إلى مقتل شخص لا يُعرف حتى اللحظة إذا كان مدني أو من الميليشيات الموالية للنظام، تلا ذلك تحليق لطائرات أميركية في أجواء المنطقة واستهدافها شرق القامشلي، وسط معلومات مؤكدة عن محاصرة الدورية الأميركية، كما وردت معلومات عن توجه دورية روسية لفض التوتر".

وفي وقت لاحق، قال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش إن قواته فتحت النار اليوم الأربعاء عند نقطة تفتيش في شمال شرقي سوريا بعد تعرّضها لإطلاق نار من أسلحة صغيرة. وأضاف البيان أن الوضع قد هدأ وأن الدورية عادت إلى القاعدة، من دون أن يشير إلى أي ضربات جوية.

أردوغان يهدد

وحذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق الأربعاء، من أن قواته ستضرب عناصر النظام السوري في أي مكان بشمال سوريا إذا أُصيب أي جندي تركي آخر وإنها قد تستخدم القوة الجوية، متهماً الجيش الروسي بـ "ارتكاب مجازر" مع القوات السورية في إدلب.

وقال أردوغان في كلمة أمام كتلة حزبه الحاكم في البرلمان في أنقرة "أعلن أننا سنضرب قوات النظام في كل مكان اعتباراً من الآن بغضّ النظر عن اتفاقية سوتشي، في حال إلحاق أدنى أذى بجنودنا ومواقع المراقبة التابعة لنا أو في أي مكان آخر"، مضيفاً أن "النظام والقوات الروسية التي تدعمه يهاجمون المدنيين من دون توقف ويرتكبون مجازر".

وقال الرئيس التركي إن جنوده عازمون على طرد قوات الحكومة السورية إلى ما وراء مواقع المراقبة التركية في إدلب (شمال غربي سوريا) مع نهاية فبراير (شباط) الحالي. وأضاف "سنقوم بكل ما يلزم على الأرض وفي الجو من دون تردد".

اتصال هاتفي

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، قال الكرملين اليوم الأربعاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش مع نظيره التركي في اتصال هاتفي اليوم الأربعاء الصراع المتصاعد في محافظة إدلب السورية. وأضاف في بيان مقتضب بشأن الاتصال أن بوتين وأردوغان اتفقا على أهمية تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية بخصوص سوريا، وكذلك ضرورة مواصلة الاتصالات بين بلديهما بشأن سوريا من خلال الوكالات المعنية.

وعبّر بوتين وأردوغان عن رغبتهما في"التطبيق الكامل" لاتفاقات خفض التصعيد التي توصل بلداهما إليها في سوريا بحسب بيان الكرملين.

وتطرق الرئيسان بشكل خاص إلى المنطقة المنزوعة السلاح التي أُقيمت في إدلب، حيث تواجهت القوات التركية والسورية في الأيام الماضية.

كذلك، شكا الكرملين عدم التزام تركيا بالاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا "لتحييد" المتشددين في محافظة إدلب، وتواصل هجماتها على القوات السورية والروسية في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "موسكو لا تزال ملتزمة بالاتفاقات مع أنقرة، لكنها تعتبر أن الهجمات في إدلب غير مقبولة وتتنافى مع الاتفاق مع أنقرة".

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن "ألمانيا قدمت 40 مليون يورو لدعم خططنا لتوطين اللاجئين السوريين في إدلب".

الوضع الميداني

 وكانت أنقرة وجهت إنذاراً جديداً الثلاثاء إلى دمشق في حال شنّت هجوماً آخر ضد قواتها المنتشرة في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، حيث قُتل طياران سوريان جراء إسقاط مروحيتهما في حادث نسبه المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى القوات التركية.

وبدأت قوات النظام في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً، ما دفع بنحو 700 ألف شخص للنزوح عنها. كما أسفر عن سقوط مئات القتلى، آخرهم 12 مدنياً الثلاثاء.

وحققت قوات النظام الثلاثاء هدفاً طال انتظاره بسيطرتها، للمرة الأولى منذ العام 2012، على كامل طريق حلب - دمشق الدولي.

وبعد أسابيع من القصف والمعارك، تشهد المنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي توتراً ميدانياً قلّ مثيله بين أنقرة ودمشق تخللته مواجهات أوقعت قتلى بين الطرفين، كان آخرها الاثنين.

وأرسلت تركيا أخيراً تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة تتألف من مئات الآليات العسكرية، دخل القسم الأكبر منها بعد تبادل لإطلاق النار قبل أسبوع بين القوات التركية والسورية خلّف أكثر من 20 قتيلاً من الطرفين، بينهم ثمانية أتراك.

دعم أميركي

من جهة أخرى، شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء على وقوف بلاده إلى جانب تركيا. وقال في تغريدة "يجب أن تتوقف الاعتداءات المستمرة لنظام الأسد وروسيا"، مشيراً إلى أنه أرسل موفداً إلى أنقرة "لتنسيق الخطوات للرد على الاعتداء المخل بالاستقرار".

ووصل مساء الثلاثاء الموفد الأميركي الخاص المكلّف الملف السوري جيمس جيفري إلى أنقرة حيث سيجري الأربعاء محادثات. وأكد جيفري لدى وصوله أن الولايات المتحدة تريد دعم تركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي "بأكبر قدر ممكن".

المزيد من الشرق الأوسط