Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شخصية كوربين سبب خسارة حزبه الكارثية في الانتخابات البريطانية

الزعيم العمالي اعتبر ضعيفاً ومتردداً وغير وطني و"متمسكاً بالماضي" ومتعاطفاً ظاهرياً مع الإرهابيين

ارتسمت صورة سلبية عن جيرمي كوربين في الخيال العام للبريطانيين، ما ساعد في خسارة حزبه الانتخابات البرلمانية (هارتآبس.كوم)

أظهر استطلاع رأي كبير أن ناخبي حزب العمال تخلوا عنه في الانتخابات العامة الأخيرة بسبب نفورهم من جيريمي كوربِين نفسه، وليس بسبب موقف الحزب المؤيد لاستفتاء آخر بشأن بريكست.

وتضافر تصميم عام على منع الزعيم العمالي من الوصول إلى "10 داوننغ ستريت" (مقر رئيس الوزراء البريطاني) مع عدم الثقة بسياساته، في تخلي جمهور الناخبين عن حزب العمال، ولم يكن الأمر، بحسب زعم تقرير الحزب الداخلي، بسبب رغبتهم [الناخبين] بـ"تنفيذ بريكست".

وأجري هذا الاستطلاع من قبل خبير الاستطلاعات اللورد أشكروفت، واتضح فيه وجود نفور عميق من كوربِن لدى المشاركين في الاستطلاع، معتبرين إياه شخصاً ضعيفاً ومتردداً وغير وطني، و"متمسكاً بالماضي" ومتعاطفاً بوضوح مع الإرهابيين.

كذلك، نُظِرَ إلى حزب العمال بوصفه غير قادر على تحقيق وعوده الانتخابية، بحسب ما أشار أحد المنشقين عنه الذي تحدث عن "مليارات الدولارات التي كان يعد بها لتحقيق هذا الهدف وذاك وغيرهما... إنها وعود مستحيلة التحقق، والشعب ليس مغفلاً".

وفي ذلك الصدد، وُضِعَ التقرير الداخلي للحزب محلاً لسخرية واسعة عن تقديم العذر لكوربِين والزعم بأن التركيز الهائل على بريكست لعب "دوراً حاسماً" في فوز بوريس جونسون بالانتخابات العامة الأخيرة.

وعلى النقيض من هذا الاستنتاج، كشف هذا الاستطلاع الذي شارك فيه عشرة آلاف شخص أن ما لا يقل عن 53 في المئة منهم قد هجروا حزب العمال ما بين عامي 2017 و2019 لأنهم "لم يكونوا يريدون أن يصبح جيريمي كوربِين رئيساً للوزراء".

وشكّل هذا الأمر قناعة أقوى من اعتقادهم بأنه سيفشل في تحقيق وعوده الانتخابية (40 في المئة)، وحزب العمال "ما عاد يمثل أناساً مثلي" (30 في المئة)، أو الرغبة في تنفيذ بريكست (30 في المئة).

وحتى بين الناخبين الذين تحوّلوا مباشرة من حزب العمال إلى المحافظين، فإن عدم حبهم لكوربِين كان عاملاً أقوى من بريكست وراء تحولهم، بفارق ضئيل بين السببين، إذ كانت نسبة مقت كوربِين 75 في المئة بينما كانت نسبة تأييد بريكست 73 في المئة.

وعلى نحوٍ مُشابِه، اعتبر 58 في المئة ممن تحولوا من حزب العمال إلى المحافظين، إنهم كانوا سيبقون موالين له لو لم تكن هناك قضية بريكست، وذلك أقل من نسبة الـ73 في المئة الذين انشقوا عن حزب العمال وصوتوا لصالح حزب الديمقراطيين الأحرار، استناداً إلى موقفه الصريح الداعم للبقاء في الاتحاد الأوروبي، لكنهم أشاروا إلى أنهم لم يكونوا لينشقوا لو اتّخذ حزب العمال موقفاً مماثلاً [بشأن بريكست].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في سياق مماثل، أورد اللورد أشكروفت نائب رئيس حزب المحافظين السابق إن بعض الناس "كانت لديهم شكوك بدوافعي" لكنه حثّ الناس على "الاستماع إلى ما يقوله الناخب الحقيقي".

وأضاف اللورد أشكروفت محاججاً، أن "حزب العمال الذي نبذوه لا يمكن أن يوثق به مع المال العام، وينظر بفوقية إلى الناس الذين لا يتفقون معه، ويماشي أكثر مما ينبغي، وفشل في فهم الشعب الذي من المفترض أن يمثله أو حتى يستمع إليه، ولم يكن على قدر كافٍ من الكفاءة، ومنقسماً على نفسه بشكل فظيع، وليس له أوليات متماسكة، ولم يفهم معنى الطموح أو من أين يأتي الثراء، وعارض قيم الشعب وعامله كأنه مغفل".

ومن بين الآراء التي جمعها استطلاع الرأي حول كوربِين من مستطلَعين انشقوا عن دعم حزب العمال، هو أنه "ليس فيه شيء يشير إلى أنه زعيم" و"هو ليس شخصاً أثق فيه كي يدير بلدي"، و"هو لم يعالج قضايا كثيرة مثل العداء للسامية".

وقال  آخر عن كوربِين إنه "لا يكلف نفسه عناء ارتداء ثياب مناسبة، فهو في معظم الوقت لم يرتدِ ربطة عنق. اعتقدتُ أنه إذا لم يستطع اتخاذ قرار حول شيء كهذا، فماذا سيفعل إذا جاء أمر مهم وتطلب اتخاذ موقف تجاهه؟ إنه سيدور ويداه في الهواء".

وجاء هذا الاستطلاع بعد كشف صحيفة الاندبندنت كيف أن صديقاً حميماً ومستشاراً لكوربِين لام "عصابة صغيرة" من مساعديه الكبار على تخريب حملته الانتخابية.

وتجدر الإشارة إلى أن اللورد أشكروفت، على الرغم من ولائه السياسي لحزب المحافظين، فإنه كسب سمعة قوية في بحثه الاستطلاعي عن أسباب التصويت في الانتخابات والاستفتاءات الأخيرة.

© The Independent

المزيد من دوليات