Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الوفد المصري في غزة... مفاجأة لمنع عملية عسكرية

"حماس" نقلت التزامها بسياسة التهدئة مع إسرائيل

زار الوفد المصري الحدود بين غزّة ومصر وطالب بضبطها (اندبندنت عربية)

بعد طول انتظار، وصل الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزّة، لكنه لم يمكث فيها سوى ساعات قليلة، عقد خلالها اجتماعاً موسعاً مع حركة "حماس" والفصائل الأخرى، وزار الحدود الفاصلة بين غزّة ومصر، ثمّ غادر مباشرة إلى تل أبيب للقاء مسؤولين إسرائيليين.

لكن الزيارة السريعة لوفد الاستخبارات المصرية، كانت مختلفة هذه المرة من كلّ النواحي. فالجهات الأمنية في القطاع منعت الصحافيين ووسائل الإعلام من تغطية الزيارة أو الاجتماع الذي عُقد مع الفصائل، وكذلك رفض رئيس "حماس" في غزّة يحيى السنوار الالتقاء بالمصريين، كما أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ليس موجوداً في غزّة.

مفاجأة

وجاءت هذه الزيارة بشكلٍ مفاجئ، وبعد توترٍ أمني كبير بين غزّة وإسرائيل، وتهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غزّة أكثر من مرة بضربة ساحقة لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". الأمر الذي يفسره مراقبون بأنّ مصر تحاول منع عملية عسكرية كبيرة ضد القطاع.

"اندبندنت عربية" تابعت زيارة الوفد الأمني المصري، الذي كان على رأسه رئيس جهاز الاستخبارات اللواء أيمن بديع، برفقة مسؤول الملف الفلسطيني في الجهاز اللواء أحمد عبد الخالق. وشملت الزيارة المصرية غزّة ملفين أساسيين، هما التصعيد الأمني الأخير في القطاع، والحدود الجنوبية مع رفح المصرية.

العلاقات الثنائية والتوتر الأمني

في الملف الأول، نقل عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة (حضر الاجتماع مع المصريين) أنّه نوقشت أربع نقاط. النقطة الأولى حول العلاقات بين غزة ومصر، وفيها جرى قطع كلّ الإشاعات التي تروّج لوجود توتر في العلاقة، بفعل التباينات السياسية.

وبحسب أبو ظريفة، نوقش تعزيز العلاقات بعيداً من التوتر السياسي الإقليمي بين الفصائل (بما فيها "حماس") والمصريين.

لكن ثمّة معلومات مسربة وصلت إلى "اندبندنت عربية"، تشير إلى أنّ المصريين كانوا منزعجين من علاقة "حماس" بإيران و"حزب الله"، خصوصاً أن هناك تقارباً كبيراً مع القاهرة، وطلبوا من الفصائل ضرورة الابتعاد عن دعم أي ميليشيات تضر بأمن المنطقة.

أمّا النقطة الثانية، فتمثلت في ضرورة الالتزام بالتهدئة وعدم الانجرار إلى تصعيدٍ عسكري، خصوصاً بعد استئناف إطلاق البالونات الحارقة باتجاه إسرائيل، وتهديد نتنياهو بشن ضربة على غزّة.

ضرب غزة بغطاء أميركي

تفيد المعلومات المسربة بأنّ المصريين نقلوا إلى قادة الفصائل، أنّه في حال استمر التوتر الأمني، فإنّ إسرائيل ستضرب غزّة بغطاء أميركي.

لكن أبو ظريفة نفى ذلك، قائلاً "ليس صحيحاً على الإطلاق، ولن يقبل المصريون بأن تستهدف غزّة من جديد، ولن ننجر وراء التهديدات التي لن تخيف الفلسطيني. من حق الفصائل الدفاع عن غزّة في حال حدوث عملية عسكرية".

وتتمثل النقطة الثالثة، بحسب أبو ظريفة، في تخفيف المعاناة عن غزّة من خلال زيادة الحركة التجارية والبضائع الواردة إلى القطاع، وتقليل معاناة المسافرين عبر الطريق الرابطة بين معبر رفح والقاهرة. وأشار إلى أنّ الوفد وعد أنّه سيعمل خلال سقف زمني محدود على تخفيف الإجراءات الأمنية وتسهيل حركة المسافرين.

والنقطة الرابعة، طلب فيها الوفد من الفصائل استقبال وفد منظمة التحرير الفلسطينية الذي من المقرر أنّ يصل إلى القطاع خلال أسبوع. ولفت أبو ظريفة إلى أنّ المصريين أكدوا أنّ حضور الوفد سيهيء الأجواء لتغيير في السياسة، ويسمح لمصر بالتدخل بشكل قوي من أجل مواجهة المخاطر والتحديات في خطة الرئيس دونالد ترمب للسلام.

منع التسلل عبر سيناء

في الشق الثاني، زار الوفد الأمني المنطقة الحدودية جنوب قطاع غزّة والتي تربط مدينة رفح مع جمهورية مصر، ويقول أبو ظريفة إنّهم ناقشوا مع المسؤولين الأمنيين الفلسطينيين ملف تأمين الحدود المشتركة ومتابعة الإجراءات الأمنية، ومنع عمليات التسلل من غزّة إلى سيناء والعكس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإضافة إلى ذلك، زار المصريون المنطقة التجارية التي تربطهم بغزّة، وتمّ افتتاحها مؤخراً، واعدين بأنّ تشهد قريباً حركة تجارية قوية، والعديد من التسهيلات الجديدة على دخول البضائع والسفر عبر معبر رفح.

وتشير التسريبات إلى أنّ "حماس" أبدت انزعاجها من استمرار السياسة المصرية تجاه عناصرها الذين يسافرون لتلقي العلاج في الخارج، واستمرار الاعتقالات بحقهم، مطالبين بالإفراج عنهم، ونفى أبو ظريفة ذلك، مشيراً إلى أنّ قضية المعتقلين لم تطرح مع الوفد.

مغادرة سريعة ورسائل

وفي معرض رده على سؤال لماذا غادر الوفد القطاع بسرعة، لفت أبو ظريفة إلى أنّه عندما طرحت القضايا اعتبر المسؤولون الأمنيون أنهم حققوا المطلوب من الزيارة، وحملوا رسائل إلى إسرائيل ثمّ غادروا، متوقعاً أن يعود الوفد إلى غزة في أي لحظة لمتابعة الملفات.

وحول الرسائل التي حملها الوفد من غزّة إلى إسرائيل، كشف أبو ظريفة أنها تتضمن عدم القبول بالمقايضات أو أنصاف الحلول، مع التأكيد على التزام "حماس" بتهدئة عام 2014، والتي يتطلب تطبيقها شروطاً، وهي كسر الحصار، ووقف جميع أشكال العدوان، وأنه لا يمكن إيجاد حالة هدوء إلا في تنفيذ التفاهمات الأخيرة.

وعلمنا أنّه لم يحضر رئيس "حماس" في غزّة يحيى السنوار الاجتماع مع المصريين، على الرغم من أنّ الاجتماع جرى في مكتبه، وحضر مكانه قادة آخرون، ويرجع ذلك إلى دواعٍ أمنية تتخذها الحركة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي