Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا أو الصين لرعاية المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل

يرفض عبّاس احتضان الإدارة الأميركية الحالية لعملية السلام

شعار عائدون رغم أنف ترمب مخطوطة فوق صورة الرئيس الأميركي (اندبندنت عربية)

يقدر مراقبون أنّ عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين انتهت للأبد، أو على الأقل يجب أن ترعى عملية السلام دولة جديدة بدلاً من أميركا، ولا تكون طرفاً منحازاً في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتعمل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

في المقابل، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس "سنقطع علاقتنا مع واشنطن التي باتت غير مؤهلة لرعاية عملية السلام، ومنحازة إلى الإسرائيليين، وتخالف المواثيق والقواعد الدولية"، وفور انتهاء دونالد ترمب من إعلان خطته، قرّرت القيادة الفلسطينية البحث عن دولةٍ جديدة لرعاية السلام تنصفهم مع الإسرائيليين.

إبعاد أميركا

خطوة إبعاد أميركا من مفاوضات السلام، اتخذها عبّاس بعدما وجد حوالى 300 خرق للقوانين الدولية ومواثيق هيئة الأمم المتحدة، التي تنص على أنّ "إسرائيل دولة احتلال، ولا يجوز اتخاذ قرارات منفردة بحق الفلسطينيين ومقدساتهم"، ما اعتبرته القيادة ورقة رابحة لرفض واشنطن من رعاية التسوية، والبدء في البحث عن طرفٍ جديدٍ يقود عملية السلام.

وبدءاً في استثناء أميركا من عملية السلام، بدأ عبّاس جولة خارجية لكسب أصوات عربية وأوروبية ضد خطة ترمب للسلام، محاولاً إيجاد بديل يقود جولات التسوية بما يضمن حقوق مواطنيه والحفاظ عليها على قواعد الشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة.

مؤتمر دولي

في سياق متصل، يقول الأستاذ في العلوم السياسية ذو الفقار سويرجو إنّ أفضل حل لمواصلة عملية التسوية هو الذهاب إلى مؤتمر دولي كامل الصلاحيات يعمل على تطبيق الشرعية الدولية، وبناء عليه تقبل منظمة التحرير في أي تسوية مقابل أن تحقق قرارات الشرعية الدولية.

طرح عبّاس خيار الذهاب إلى مؤتمر دولي أمام جامعة الدول العربية، واعتبره أفضل حل يكون لعملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من خلال تعيين دول مؤثرة في السياسة الدولية للإشراف على حل النزاع وتكون مؤثرة باستثناء الإدارة الأميركية.

الرباعية الدولية أو مجلس الأمن

وبما أنّ منظمة التحرير اشترطت أن يتمّ تطبيق قرارات المجتمع الدولي، بضمانات دولية وفق جداول زمنية، فإنّ الخيار القوي أن ترعى عملية السلام الرباعية الدولية أو مجلس الأمن.

ويرى سويرجو أنّ كلاً من الرباعية الدولية ومجلس الأمن غير قادرين على قيادة عملية السلام، كون أميركا جزءاً منهم، وهي مرفوضة فلسطينياً، وفي حال كان مجلس الأمن هو الراعي فإنّ أميركا ستستخدم حق النقض الفيتو وتلغي أيّ قرار صادر عنه.

فضلاً عن ذلك، يوضح أنّ خطة ترمب مطروحة وقد يستند إليها مجلس الأمن في تحقيق عملية السلام، وهي مرفوضة بالكامل من الفلسطينيين، وفي حال حدوث ذلك يعني أنّ المجلس بات غير مناسب لرعاية التسوية.

الاتحاد الأوروبي

أمّا بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، فإنّه رفض أجزاء من خطة السلام، واعتبرها بعيدة من الشرعية الدولية، وقرار حل الدولتين، وانحيازاً لإسرائيل، ويسعى عبّاس لكسب موقفه لصالح القضية الفلسطينية، علّه يكون راعي عملية التسوية.

ويوضح سويرجو أنّ الأوروبيين غير قادرين على رعاية عملية السلام، كون الحالة السياسية للاتحاد لا تبعد كثيراً من وجهة النظر الأميركية، وأنّ الأخيرة تستطيع التدخل في سياسة الاتحاد الأوروبي بشكلٍ أو آخر.

ويشير إلى أنّه ليس المطلوب استبعاد الولايات المتحدة، ولكن أن يكون هناك شركاء، ومن الصعب استبعادها كون لها نفوذ على الاتحاد الأوروبي، الذي لا يستطيع الخروج بشكل صارخ عن السياسة الأميركية، ولكن يستطيع أن يلتف على الطرح الأميركي بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أنّ أيّ محاولة في ذلك الإطار ستلاقي رفضاً إسرائيلياً.

جامعة الدول العربية

وبعد صدور رفض كامل لخطة ترمب عن جامعة الدول العربية في اجتماعها الأخير، إلا أنّ عبّاس لم يعول على الجامعة كثيراً لتكون راعية لعملية السلام مع إسرائيل.

ويقول سويرجو "لا تستطيع جامعة الدول العربية أو أيّ دولة عربية أن ترعى عملية السلام، نتيجة عجزها عن تطبيق قراراتها السابقة تجاه القضية الفلسطينية، فضلاً عن سهولة ابتزاز أميركا للجامعة"، موضحاً أنّ أميركا لن تتراجع بهذه البساطة عن خطة ترمب للسلام، وهذه الصفقة مرتبطة بالمنطقة بأكملها وليس بالقضية الفلسطينية فقط، كون واشنطن تعمل على صفقة ترمب لإيجاد وكلاء لها في المنطقة وليس تحييدها.

روسيا أو الصين

قبيل إعلان خطة ترمب، التقى عبّاس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكّد وقوفه مع الفلسطينيين وأنّه متضامن مع قضيتهم، لذلك يعتقد الفلسطيني أنّ روسيا كدولة عظمى تستطيع رعاية عملية السلام.

لكن سويرجو ينفي ذلك، معتبراً أنّ روسيا منفردة لها ثقل كبير ولها علاقات قوية مع إسرائيل والدول العربية، ولكن لا نفوذ قوياً أو كاملاً لها في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لا تستطيع أن تشكل حالة من الضغط على كلّ الأطراف الموجودة في خطة ترمب للسلام.

أمّا بالنسبة الى الصين، يوضح سويرجو أنّه على الرغم من القوة الاقتصادية الضخمة التي تمتلكها إلا أنّه لا يوجد لها حراك سياسي في الشرق الأوسط، ولن يكون لها كلمة فصل في المنطقة، ولكن تستطيع أنّ تلعب دوراً متميزاً في الصراع العربي - الإسرائيلي إذا حاولت.

بريطانيا بعد الاتحاد الأوروبي

لا يعول الفلسطينيون كثيراً على بريطانيا كونها منحت اليهود وعد بلفور الذي سبب الصراع الحالي، إلا أنّ ثمّة آراء تعتقد أنّ بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي تستطيع حلّ المشكلة.

في المقابل، يوضح سويرجو "لا تستطيع بريطانيا لعب دور في قضيتنا، فهي لا تحترم الحقوق الفلسطينية، ولن يكون لها دور مؤثر في حال تدخلت لحل الصراع، ولا نفوذ لها في المنطقة، وهي بعيدة من السياسة منذ زمن".

وينفي أن تستطيع ألمانيا أو فرنسا حلّ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، إلا إذا عملت من خلال فريق قوي وفعّال وكامل الصلاحيات.

المزيد من العالم العربي