Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قوات النظام على وشك السيطرة على طريق حلب دمشق

قتل عشرون مدنياً على الأقل وتركيا ترسل تعزيزات إضافية إلى إدلب

رتل من دبابات الجيش النظامي جنوبي حلب (أ.ف.ب)

باتت قوات النظام السوري على وشك السيطرة على الطريق الدولي حلب- دمشق ولم يبق أمامها سوى كيلومترين فقط لاستعادته كاملاً إثر تقدم جديد حققته في شمال غرب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقتل عشرون مدنياً على الأقل، الأحد 9 فبراير (شباط)، في شمال غرب سوريا.

وأفاد المرصد أن 14 مدنياً قتلوا في غارات روسية بينهم تسعة في قرية كفرنوران في ريف حلب الغربي.

وقتل خمسة مدنيين آخرين في غارات جوية للنظام اربعة منهم بسقوط براميل متفجرة على بلدة الأتارب غرب حلب.

كذلك، قتل مدني في قصف مدفعي على مدينة جسر الشغور جنوب محافظة ادلب، وفق المصدر نفسه.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان هذه الحصيلة نتيجة "تكثيف الضربات الجوية" الروسية والسورية مساء وخصوصاً في المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة الجهاديين والفصائل المعارضة في محاذاة القسم الاخير من طريق "ام 5".

ويبلغ طول هذا القسم كيلومترين ويقع غرب محافظة ادلب. وتربط هذه الطريق الرئيسية جنوب البلاد بمدينة حلب شمالا مرورا بدمشق.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2019، بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً.

وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي "إم 5" الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

خطة ثانية وثالثة

وفي موازاة التقدم الذي تحرزه قوات النظام السوري في مناطق شمال غربي البلاد، حذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في تصريحات نُشرت الأحد 9 فبراير (شباط)، من أن بلاده ستغير مسارها في هذه المناطق، إذا تواصل خرق اتفاقات وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة.

وأعلن "لدينا خطة ثانية وثالثة، نقول في كل مناسبة لا تضغطوا علينا، وإلاّ خططنا جاهزة"، مؤكداً أنّ "نقاط المراقبة التابعة لنا في المنطقة، ستبقى مكانها بموجب الاتفاق، أنقرة تواصل إرسال إمدادات إلى نقاط المراقبة بالتنسيق مع السلطات الروسية".

وتابع "على الرغم من ذلك، إذا ظهرت أمامنا أي عوائق، نقول بوضوح إننا سنفعل ما يلزم".

ولفت إلى أن الهدف "الأساسي هو منع الهجرة ومنع حصول مأساة إنسانية. نعمل على تحقيق وقف لإطلاق النار بأسرع ما يمكن ووقف سفك الدماء".

وأعلن مسؤول تركي بارز الأحد، أن أنقرة دفعت بتعزيزات كبيرة إلى محافظة إدلب، قائلاً في تصريح لوكالة "رويترز"، "أُرسل دعم كبير بالجنود والعتاد العسكري إلى إدلب في الأسابيع القليلة الماضية، 300 مركبة دخلت إدلب السبت 8 فبراير، ليصل العدد الإجمالي إلى حوالى 1000 مركبة هذا الشهر"، لكنه لم يحدد عدد القوات التي جرى نشرها، إلاّ أنّه وصفها بأنها "كبيرة الحجم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضاف "جرى تعزيز مواقع المراقبة بالكامل... ودُعّمت جبهة إدلب. كان النظام، بدعم من روسيا، ينتهك كل الاتفاقات والمعاهدات... نحن مستعدون لأي شيء. وبالطبع، كل الخيارات مطروحة على الطاولة".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب السورية ومقره بريطانيا، إن 1240 مركبة عسكرية تركية عبرت إلى إدلب خلال الأسبوع الماضي، إلى جانب خمسة آلاف جندي.

وكانت أنقرة حثت موسكو على وقف الهجوم على إدلب، الذي جعل القوات السورية على مسافة 16 كيلومتراً من عاصمة المحافظة التي يقطنها مليون شخص.

النظام يستعيد أكثر من 600 كلم

وأعلنت قوات النظام، الأحد، استعادة أكثر من 600 كيلومتر مربع من الأراضي والسيطرة على عشرات البلدات والقرى في الأيام القليلة الماضية، مؤكدةً مواصلة القتال. وقالت في بيان، "نجدد التأكيد على استمرار الجيش في تنفيذ واجباته الوطنية والدفاع عن سيادة الوطن وكرامة المواطنين".

وعلى الجناح الشرقي من الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنّ القوات الحكومية سيطرت على طريق سريع يربط الشمال بالجنوب ويربط بين دمشق وحلب، باستثناء كيلومترين.

البابا يصلي لسوريا

وعلى وقع التصعيد العسكري الذي أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص في شهرين، دعا البابا فرنسيس اليوم الأحد، إلى احترام القانون الإنساني في إدلب، قائلاً إن "التقارير الواردة من هناك مؤلمة... خصوصاً في ما يتعلق بأوضاع النساء والأطفال ومن أُجبر على الفرار".

وأضاف "أجدد مناشدتي المخلصة للمجتمع الدولي والأطراف المعنية كافة باستخدام السبل الدبلوماسية والحوار والمفاوضات، في ما يتعلق بالقانون الإنساني الدولي، من أجل حماية المواطنين"، ثم قاد الحبر الأعظم الحشد في صلاة خاصة "من أجل سوريا الحبيبة الشهيدة".

الأردن لخفض التصعيد

دبلوماسياً، بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، الأحد، مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا أليكساندر لافرنتيف والوفد المرافق، "التطورات في المنطقة، خصوصاً الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية".

ووضع الوفد الروسي الصفدي في صورة التطورات في الشمال السوري وفي محافظة إدلب. وأكد الأخير ضرورة العمل على خفض التصعيد وحماية المدنيين.

وشدّد بيان صدر في ختام اللقاء، على "أهمية تكثيف الجهود لإنهاء الأزمة في سوريا من خلال حل سياسي يحفظ وحدتها وتماسكها ويعيد لها أمنها واستقرارها ويحقق المصالحة الوطنية ويتيح ظروف العودة الطوعية للاجئين لتستعيد سوريا دورها الرئيس في المنطقة".

كما جرى خلال اللقاء بحث "الأوضاع في الجنوب السوري"، فأكد الجانبان "فاعلية التنسيق الأردني الروسي إزاء الأزمة في سوريا، الذي أسهم في تحاشي المزيد من الدمار في هذه المنطقة وتثبيت السوريين في وطنهم، والعمل على مأسسة آليات تنسيق العودة الطوعية للاجئين".

9 أشهر من التصعيد

وتشهد محافظة إدلب السورية منذ تسعة أشهر تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا يتمثل في هجمات وقصف عنيف يتمحور بشكل أساسي حول الطريق الدولي الذي يصل حلب بالعاصمة دمشق.

ورعت روسيا وتركيا وقفاً لإطلاق النار في إدلب، حيث تواصل قوات النظام السوري تقدمها بدعم من الطيران الروسي، بهدف استعادة المحافظة التي تسيطر عليها حالياً هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً.

وبموجب اتفاق مع موسكو جرى التوصل إليه عام 2018، أقامت أنقرة 12 نقطة مراقبة في إدلب. وقالت مصادر أمنية تركية إن "ثلثَيْ تلك النقاط حوصرت هذا الأسبوع من جانب قوات النظام".

وأمهل الرئيس رجب طيب أردوغان دمشق حتى آخر الشهر الحالي لتنسحب من النقاط التركية، وحضّ روسيا على إقناع النظام بوقف عمليته العسكرية في إدلب.

وقُتل ثمانية أتراك الاثنين بضربات شنتها قوات النظام، ورد الجيش التركي عليها.

تعزيزات ولقاءات

ومنذ الجمعة، أرسلت تركيا تعزيزات من فرق خاصة ودبابات ومدافع لحماية مواقعها العسكرية في إدلب. وتقول أنقرة، التي استقبلت 3.6 مليون لاجئ سوري، إنها لا تستطيع استيعاب المزيد ودعت دمشق إلى الانسحاب من المحافظة بحلول نهاية هذا الشهر، وإلاّ واجهت الصد.

وأجرى وفد روسي السبت 8 فبراير، محادثات مع مسؤولين أتراك في أنقرة حول خطوات تحقيق السلام والدفع بعملية سياسية في إدلب، بحسب مصدر دبلوماسي تركي.

وعلى الرغم من خلافات بلاده مع روسيا بشأن إدلب، وصف المصدر المحادثات بينهما بأنها "إيجابية". وسيجتمع الجانبان مرة أخرى خلال الأسبوع المقبل.

المزيد من الشرق الأوسط