Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوريس جونسون... ها هي الأخطاء التي يرتكبها في الشرق الأوسط

لن يكون تدفّق النفط بين المملكة المتحدة والمنطقة أبداً طريقاً باتّجاهين لكن ذلك لا ينطبق بالضرورة على نقل المعرفة

الفرص متوافرة في أماكن مثل أبو ظبي (غيتي)

يحتد الجدل في قدرة الاقتصاد البريطاني على الاستمرار والازدهار بعد بريكست ولا سيّما في غياب اليقين بشكل الاتفاق التجاري بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد مغادرتها له. من موقعي كمسؤول عن الاستثمارات الداخلية الوافدة من الشرق الأوسط عندما شغل منصب العمدة، رأيت مدى فاعلية بوريس جونسون في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى لندن. وآمل أن يكون لديه العزم نفسه في موقعه كرئيس للوزراء- ولا سيّما في ما يتعلّق بالشرق الأوسط.

كما آمل أن يطوّر مساراً باتّجاهين يستطيع المستثمرون البريطانيون من خلاله أن يساندوا نشاط الجيل الجديد من روّاد الأعمال في الشرق الأوسط، الذين كان العديد منهم سيرفضون عروض الاستثمار المنهالة عليهم لو حالفهم الحظّ وكان مقرّهم في لندن أو سان فرانسيسكو.  

ربّما يبدو هذا التوجّه غير صائب في وقتٍ يتصرف الكثيرون خلاله بالحذر إزاء التعامل مع وداخل منطقة قد تبدو آيلة للسقوط في الهاوية مع حلّ الاتفاق الإيراني. لكن برأيي، ليست العلاقات التجارية والعمليّة بين المملكة المتحدة والشرق الأوسط مرغوبة فقط بل ضرورية- لنا وللمنطقة على حدٍّ سواء. وبالإضافة إلى مراكز الأعمال المعهودة، يجب أن تمتدّ إلى الأماكن والعلاقات التي ظلّت غير مستكشفة ربّما. وفي عالم مثالي، تشمل هذه المناطق إيران أيضاً- هذا البلد الذي لدى روّاد الأعمال فيه الكثير كي يقدّمونه للعالم لكن على الرغم من وجودهم في قلب طريق الحرير الذي أسس التجارة العالمية فهم معزولون عن الكثير من أجزاء هذا العالم بسبب العقوبات المفروضة عليهم. 

حتّى خلال الفترات الأقل توتراً في الشرق الاوسط، شاهدت طريقة اختزال المنطقة- من جانب بعض قادة الأعمال واسعي الاطّلاع ايضاً- وتصويرها على أنّها ليست سوى بئر نفط أو محرّك للاستثمار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الشرق الأوسط أكثر من هذا بكثير- بدايةً، قلّة من سكان أوروبا أو أميركا الشمالية فقط تضاهي شبابه حيويّةً (يبلغ ثلث سكّان المنطقة بين 15 و29 عاماً من العمر). ويستطيع جيل الشباب هذا أن يقدّم الابتكار والتكنولوجيا والأعمال المحصّنة ضد المستقبل التي من شأنها دفع عجلة النمو العالمي ليس خلال العقد المقبل فقط بل خلال العصر القادم برمّته.

ولا شكّ في أنّ هؤلاء الشباب ضليعون بالتكنولوجيا- لم يعد الأمر محصوراً بالسعودية التي تقدّمت العالم طويلا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بل تنشأ حالياً مراكز تكنولوجية في المملكة والإمارات العربية المتحدة ومصر.

في المنطقة كنزٌ من ريادة الأعمال الموهوبة التي على بريطانيا استغلالها بالحماس نفسه الذي تبحث فيه عن نفط المنطقة. أثناء رحلة إلى كردستان مؤخراً التقيتُ لاجئاً سورياً طوّر جهاز استشعار ذكيّ يكشف الهدر الغذائي في المطاعم. وبمساعدتنا، تمكّن من الحصول على تمويل لتطوير هذه التكنولوجيا. وحتّى في أوساط سكّان الشرق الأوسط الأوفر حظّاً من اللاجئين السوريين، تتحوّل ريادة الأعمال إلى ضرورة: في عُمان الثرية بنفطها 40 في المئة من فئة الشباب عاطلين عن العمل ويبحثون بشكل متزايد عن الشركات الناشئة لاستحداث الأعمال الضروري.

إنّ الصلات التي تجمع بريطانيا بالمنطقة هي بالفعل من أقوى صلاتها مع أيّ منطقة في العالم. وإلى جانب دورها التاريخي فيها، تُعتبر بريطانيا الحديثة شريكاً مفضّلا لعدد كبير من روّاد الأعمال الشباب الذين ألتقي بهم في الشرق الاوسط.

يريدون الحصول على الإرشاد والشراكات والاستثمارات من بريطانيا أكثر من أيّ منطقة أخرى من العالم. وهم أقرب إلى المملكة المتحدة جغرافياً وغالباً ثقافياً من الأسواق الناشئة الأخرى في آسيا. كما أنّ وتيرة التغيير والتطوير –إن تكنولوجياً أو اجتماعياً- أسرع في هذه المنطقة من أي بقعة أخرى في العالم. ويمكن رصد هذه السرعة في كل شيء من المدن الذكيّة إلى حقوق المرأة.

لا شكّ في توافر هذه الفرص في الأمكنة البديهية مثل دبي وأبو ظبي، ولكنها موجودة كذلك في المناطق الأقل توقّعاً مثل إيران. فمجتمع الجمهورية الإسلامية فتيّ حتى بمقاييس الشرق الأوسط ومعرفته وابتكاره في مجال التكنولوجيا حاضرة على الدوام من خلال الحركات الاجتماعية المتنوّعة في البلاد التي تبدأ معظمها ويُنسَّق على شبكة الإنترنت.

لطالما شكّلت لندن قِبلة الاستثمار بالنسبة للنخبة في الشرق الأوسط- وفي المستقبل، قد تصبح أول مكان يقصده رواد أعمال المنطقة الشباب ليطوّروا أعمالهم. لن يكون تدفّق النفط بين المملكة المتحدة والشرق الأوسط أبداً طريقاً باتّجاهين لكن ذلك لا ينطبق بالضرورة على نقل المال والمعرفة.

شغل عمر حسن منصب رئيس الاستثمارات من الشرق الأوسط حين تقلّد بوريس جونسون منصب عمدة لندن وهو من المشاركين في تأسيس مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المملكة المتحدة (يو كي مينا هاب).

© The Independent

المزيد من آراء