Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ساركوزي يهاجم من الرياض شركات التقنية الأميركية

قال خلال جلسته في منتدى الأمن السيبراني إن الدول العظمي تقف على قدمين من طين

طوت السعودية أعمال النسخة الأولى من المنتدى الدولي للأمن السيبراني مساء اليوم، بجلسة كانت الأسخن من بين جلسات المنتدى الذي استمر ليومي الرابع والخامس من فبراير (شباط)، إذ استضاف المنتدى في جوهرة جلسات اليوم الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، والذي غرد كالعادة خارج الأقواس متحدثاً في كل شيء قبل أن يتحدث عن الأمن السيبراني.

فقد أظهر ساركوزي في جلسته التي كان يفترض أن يتحدث فيها عن "مواجهة التحديات السيبرانية في عالمنا الحالي"، مواقف حادة تجاه سياسات الولايات المتحدة الأميركية في العالم، قائلاً "أميركا لم تعد تقوم بدورها على المستوى الدولي، هي تهتم بنفسها فقط".

وأبدى إعجابه بالتجربة الصينية "التي نجحت في فرض قدراتها التقنية، أمام أميركا التي تسيطر على وجه العالم التقني والرقمي"، قائلاً "لماذا نحن مجبرون على الخيارات الأميركية دائماً، من فرض ذلك، وفي أي كتاب دون هذا القانون"، داعياً لأن يكون هذا المنتدى فرصة لتأسيس تكتل للدول ذات القدرات الرقمية، والتي لا تحظى بتقدير الدول الكبرى واصفاً إياهم بـ"عظماء يقفون على أقدام من طين"، داعياً لإنهاء ما وصفه بـ"احتكار الشركات الأميريكية" للتقنية وتعزيز التنوع.

وفي حديثه عن خطورة الأمن السيبراني وصف الرئيس الفرنسي العالم السيبراني بأنه عالم مبني على الفوضى "العالم السيبراني هو عالم فوضوي بلا قوانين ولا سلطة ولا حوار، تجاوز كل الحكومات والمنظمات الدولية"، وهو ما يجعل الخطر السيبراني هو الخطر رقم واحد على مستوى العالم "الهجمات السيبرانية تتم بعيداً عن عدسات الكاميرات ورصد الأعين عكس الحروب العسكرية، رغم أنها قادرة على تدمير دول بالكامل كما تفعل الصواريخ"، لذا فالعالم أحوج ما يكون لتكتل دولي خاص بالأمن السيبراني وهو ما يتمنى أن تتولاه السعودية في إطار استضافتها لقمة العشرين.

ونجح المنتدى على مدار اليومين الماضيين من خلال 50 جلسة في التطرق إلى عدد من المواضيع في خمسة محاور رئيسة وهي صناعة الأمن السيبراني، والتعاون الدولي في هذا المجال، والمجتمع السيبراني، والأمن السيبراني، والتقنيات الحديثة والتهديدات السيبرانية وسبل مواجهتها.
إذ تولى مداولة تلك المحاور 140 متحدث و1200 خبير من 63 دولة حضروا جلسات المنتدى، من سياسيين سابقين ووزراء وقيادات الهيئات الحكومية للأمن السيبراني، إضافة إلى قيادات المنظمات الدولية في هذا المجال؛ وأبرزها الاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة الاتصالات العالمية، ومركز الأمن السيبراني التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي؛ إضافة إلى عدد من رؤساء وكبار مسؤولي كبريات الشركات العاملة في مجال الأمن السيبراني والبنى التحتية الحساسة، وعدد من الخبراء البارزين في تلك الشركات.

مبادرات المنتدى

أعلن المنتدى عن مبادرة أطلقها الأمير محمد بن سلمان لتعزيز الأمن السيبراني، في جانبي حماية الأطفال وتمكين المرأة.

وتتضمن مبادرة ولي العهد السعودي التي وجه المنتدى بتبنيها كقضية سيبرانية قابلة للتدويل، حماية الأطفال في الفضاء الإلكتروني وتعزيز ما يمكن أن يحمي نشاطهم على الانترنت من الأذى السيبراني، عن طريق مشاريع ومبادرات يسعى المنتدى لإطلاقها والدفع لتبنيها على الصعيد الدولي.

وتحدد الدكتورة منى الصواف استشارية الطب النفسي في تعليقها لـ"اندبدبنت عربية" الحالات التي يمكن أن يستهدفها المشروع من منطلق تخصصها وتجربتها، بحالات الأمن الفكري "يسعى الاستهداف السيبراني للأطفال في غالب الحالات لتعليم العنف والترويج لمعتقدات دينية متطرفة، إضافةً إلى استهدافهم عن طريق محتوى يعزز الدوافع الانتحارية بينهم".

فيما تتضمن المبادرة الأخرى السعي لتمكين المرأة في قطاع الأمن السيبراني، بهدف دعمها للمشاركة الفاعلة في هذا المجال وتعزيز التطوير المهني للمرأة، وزيادة رأس المال البشري للأمن السيبراني.
وقال الأمير فيصل بن بندر الذي تولى الإعلان عن المبادرتين، أن بلاده تدرك حجم التحديات الكبيرة والمتجددة، التي تواجهها دول العالم مع التوسع والاستخدام الكبير للتقنية والاعتماد عليها في مسارات الحياة اليومية "الاعتماد على التقنية أصبح ركيزة مهمة في المسارات اليومية للمجتمعات وفي الطاقة والإنتاج الصناعي، والخدمات المصرفية وخدمات الاتصالات والخدمات الطبية والإنسانية والبحث العلمي وغيرها من الخدمات والمنظومات الأمنية والدفاعية والاقتصادية، ما يستوجب تعزيز الأمن السيبراني، وإيجاد فضاءات أخرى لتعزيز الوجود فيه".

المزيد من الأخبار