Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نائب رئيس "فتح": خطة ترمب وصفة لدولة الفصل العنصري

قال محمود العالول لـ "اندبندنت عربية" إن الرئيس الأميركي يريد الهرب من العزل

نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (رويترز)

اعتبر نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام وصفة "لدولة إسرائيلية تقوم على الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، وقتلاً لحل الدولتين وانقلاباً شاملاً على الشرعية والقانون الدوليين".

وأوضح العالول، في حوار مع "اندبندنت عربية"، من مقره برام الله، أن خطة ترمب "ليست خطة سلام، لكنها خليط من أحقاد ومصالح ذاتية لمن يقف وراءها"، مضيفاً أن الرئيس الأميركي يريد الهرب من العزل وإعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى  إلى استخدامها للفوز في الانتخابات المقبلة.

لا خيار غير المواجهة

وشدّد على أن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان منذ سنوات على تطبيق خطة ترمب، بداية من نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأي فلسطيني القبول بها لأنها تنص على التنازل عن السيادة الفلسطينية وعن عودة اللاجئين والقبول بضم إسرائيل للأغوار وبقاء المستوطنات في الضفة الغربية.

وأضاف المسؤول الفتحاوي أن خطة ترمب لم تترك للفلسطينين خياراً سوى مواجهتها والتصدي لها بكل جهد مستطاع بهدف إفشالها، معرباً عن ثقته بتمكن الفلسطينيين من ذلك على الرغم ممّا سيتعرضون له من ضغوط كبيرة للقبول بها.

وأوضح أنه لا يمكن لخطة الرئيس الأميركي أن "تمر من دون موافقة الفلسطينيين عليها"، مشدداً على ضرورة مواجهتها "ميدانياً ودبلوماسياً في العالم ومع العالم"، في إشارة إلى رفض معظم الدول لها.

وانتمى العالول إلى حركة "فتح" في فترة مبكرة من حياته، واعتُقل عام 1968 بسبب نشاطاته ضد الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يُبعَد عام 1971 إلى الأردن ويستقر بعدها بثلاث سنوات في لبنان، ويتولّى قيادة "الوحدة الخاصة" وأمانة سر لجنة الأرض المحتلة التي كانت مكلفة بدعم الانتفاضة الأولى.

وعُيِّن عام 2017 نائباً لرئيس "فتح"، وهو يشغل منذ عام 2009 عضوية اللجنة المركزية.

تغيير دور السلطة

وعن قرار القيادة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع تل أبيب وواشنطن، قال إنه لا يمكن "السماح باستمرار الوضع الراهن"، متعهداً بالعمل على "تغيير كل المعادلة مع إسرائيل عبر تغيير الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية وإعادة النظر بكل العلاقات معها".

وعن تداعيات ذلك على وجود السلطة الفلسطينية، أوضح أن التخلي عن الامتيازات يهون بالنظر إلى مشروع الفصل العنصري واستعباد الفلسطينيين، مؤكداً حرص القيادة على إدارة حياة مواطنيها.

وبشأن تمسك القيادة الفلسطينية باتفاقية أوسلو، التي أسست السلطة الفلسطينية، أشار العالول إلى أن إسرائيل انسحبت من الاتفاقية وأفشلتها، وتنكرت لكل الاتفاقيات، مضيفاً أنه "حين يتخلى الفلسطينيون عنها، فلأن الطرف الثاني لم يعد موجوداً".

واستبعد إمكانية لجوء إسرائيل إلى التهجير القسري للفلسطينيين كما حصل في الماضي وذلك بسبب تغير الظروف، وإصرارهم على البقاء في أرضهم، متسائلاً عن خيارات الإسرائيليين في ظل بقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعن موقف الدول العربية من خطة ترمب، أبدى نائب رئيس حركة "فتح" ارتياحه للبيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الرافض للخطة، مضيفاً أن الجو العام إيجابي، ومشدداً على أن القيادة الفلسطينية لا تريد من الدول العربية سوى "عدم تمرير أي حل عبرها وأن ترفض ما يرفضه الفلسطينيون".

وتوقع عدم ممارسة ضغوط على القيادة الفلسطينية للقبول بخطة ترمب، مؤكداً أن أحداً لا يستطيع الضغط بهدف فرض أمور تتنافى مع ثوابت الأمة العربية والإسلامية.

وبشأن توجه وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى غزة الأسبوع الحالي لإجراء مباحثات مع حركة "حماس"، قلل من نتائج تلك الزيارة، قائلاً إنها خطوة أولى من مجموعة خطوات تهدف إلى "إيجاد حالة من الانسجام الداخلي في مواجهة خطة ترمب".

وبسؤاله عن إمكانية اندلاع صراع حول خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استبعد ذلك، واصفاً تلك التوقعات بأنها "مبالغات شديدة ولا علاقة لها بالواقع".

وينص القانون الأساسي الفلسطيني (الدستور) على أن رئيس المجلس التشريعي يتولى الرئاسة مؤقتاً في حال شغور منصب الرئاسة إلى حين إجراء انتخابات.

لكن المحكمة الدستورية حلت العام الماضي المجلس التشريعي الفلسطيني في خطوة رفضتها "حماس" وفصائل فلسطينية عدّة ومؤسسات قانونية.

في هذا السياق، قال العالول إن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة "فتح" ستملآن بشكل فوري الفراغ، حال وفاة الرئيس عباس.

المزيد من حوارات