Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان مرشح ليصبح ساحة لمواجهة "خطة السلام"

سمير الخطيب المرشح السابق لتشكيل الحكومة: حكومة دياب تملك خياراً وحيداً لإنقاذ الوضع

تخوف مصدر سياسي مأذون أن يتحول لبنان إلى ساحة المواجهة الأولى ضد "خطة السلام" التي كشف عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في ظل حكومة "اللون الواحد" التي يحتفظ حزب الله من خلالها بالقرارات الإستراتيجية في البلاد، مشيراً إلى أن ساحات إيران الأخرى في وضع مربك حالياً، لاسيما في العراق وسوريا، على عكس لبنان الذي باتت رئاساته الثلاث متماهية وتدور ضمن المحور الإيراني.
 

تحولات دولية تهدد الكيان اللبناني
 

ولفت المصدر ذاته إلى أن حكومة حسان دياب قد تكون مصدراً لأزمات مفتوحة كونها وضعت لبنان الرسمي في تموضع إقليمي بعيد من محيطه العربي، الأمر الذي قد تستغله إيران لمواجهة الولايات المتحدة تحت شعار جديد هو رفض "صفقة القرن"، وبالتالي إدخال لبنان في مرحلة جديدة من الصراعات وتحويله إلى صندوق بريد إقليمي ودولي، ما قد يهدد الكيان اللبناني برمته.

ورأى المصدر أن إصدار حزب الله بياناً يتعلق بـ "خطة السلام" أشار فيه إلى أن "هذه الصفقة لم تكن لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عددٍ من الأنظمة العربية الشريكة سراً وعلانيةً في هذه المؤامرة"، في اتهام صريح ومباشر للدول العربية ومن دون صدور أي موقف رسمي لبناني يرفض هذه الاتهامات، يشير إلى أن موقف حزب الله هو ذاته الموقف الرسمي اللبناني، ويبشر بالمنحى الذي ستنتهجه حكومة دياب.

وأشار المصدر إلى أن الحكومة الحالية عاجزة تماماً عن مواكبة التحولات الإقليمية والدولية من جهة، كما هي عاجزة عن مواجهة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى، كونها حكومة تحدٍ ومواجهة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فعلى الصعيد الداخلي لم تكسب ثقة الشعب "واختبأت خلف جدران الفصل التي شُيِّدت بمحيط مقرّي البرلمان ورئاسة الحكومة"، أما على الصعيد الدولي فـ "نخشى أن تتحول إلى حكومة مارقة معزولة دولياً".
 

الخيار الوحيد لحكومة دياب
 

اعتبر رجل الأعمال اللبناني سمير الخطيب، الذي كان اسمه مطروحاً لرئاسة الوزراء، أن "حكومة حسان دياب هي حكومة مواجهة كونها تمثل فريقاً واحداً من اللبنانيين، في حين يحتاج لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه إلى حكومة جامعة"، مشدداً على أن "لبنان هو بلد العلم والخدمات والتنوع ولا يمكن أن يكون بلد مواجهة"، مشيراً إلى معلومات وصلته بأن "دول الخليج ستكون بعيدة من هذه الحكومة ولن تكون هناك أي مساعدات مالية مرتقبة".

وأشار الخطيب الى أن حوالى 500 ألف لبناني يعملون في الخليج يعيلون مليونَي مواطن تقريباً، وأي خطأ قد ترتكبه هذه الحكومة المحسوبة على محور سياسي قد تعرض وضع اللبنانيين إلى الخطر ما قد يتسبب بكارثة اجتماعية واقتصادية حقيقية على لبنان، معتبراً أن "الولايات المتحدة بمواجهة مفتوحة مع إيران وهكذا حكومة، نتيجة توازناتها وتموضعها، قد تحول لبنان إلى ساحة مواجهة في وقت لا يمكن فصله عن محيطه العربي وموقعه الطبيعي"، متخوفاً من "المنحى التصاعدي الذي تتخذه التحركات الشعبية والتي بدأت تتحول إلى مواجهات مباشرة بين المتظاهرين والقوى الأمنية". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت الخطيب إلى أن "الخيار الوحيد المتاح أمام دياب للنجاح بمهمته، هو العمل إلى أقصى الحدود لإعادة التواصل مع جميع الأفرقاء والانفتاح على الخارج وبخاصة دول الخليج، مؤكداً أن "لبنان لا يُحكم إلا بالتوافق والتوازن بين جميع مكوناته والبديل هو انتهاء البلد".
 

شبكة أمان محلية وعربية ودولية
 

في السياق ذاته، شرح الخطيب كواليس المرحلة التي سبقت اعتذاره عن تشكيل الحكومة، وقال "تواصل معي الوزير السابق طارق الخطيب ونقل لي رسالة أن أطرافاً سياسية تطرح اسمي لتولي رئاسة الحكومة، وتم طرح الاسم أيضاً بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري". 

وأكد أنه وافق على الأمر مشترطاً تأليف حكومة إنقاذية تضم كل الأطراف. وقال "تواصلت مع أطراف إقليمية ودولية عدة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة واجتمعت مرات عدة مع سفراء الدولتين، حيث لمست كل الترحيب والدعم والتزام الدولتين الخليجيتين بتأمين دعم مادي للحكومة في حال توافق الفرقاء اللبنانيون عليها"، مشيراً إلى أنه تلقى اتصالات من الجانب المصري الذي رحّب بدوره بالخطوة مبدياً دعمه الكامل.

وأشار إلى أنه التقى الحريري "الذي قدم كل الدعم والثقة للقيام بهذه المهمة الوطنية والإنقاذية في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها لبنان". وأضاف أن "سعد الحريري وضع كل إمكاناته لدعم مسيرتي ووضع مكتبه وفريق عمله الخاص ليكون إلى جانبي وأكد تسخير علاقاته الغربية لتفعيل مؤتمر "سيدر" الذي يدر على لبنان حوالى 12 مليار دولار. وقال لي: أنا سعد الخطيب وأنت سمير الحريري. في إشارة واضحة إلى الثقة التي منحني إياها".
 

الحريري بدل رأيه في اللحظات الأخيرة


وأكد الخطيب أن "وزير الخارجية السابق جبران باسيل أبدى كل تعاون لناحية عدم وضع عراقيل وفرض أسماء قد تكون مستفزة للرأي العام، وقال لي حرفياً: أنا مستعد أن أجلس جانباً ولا أتدخل بأي اسم"، مشيراً إلى أنه كان صريحاً وواضحاً مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي قال له "إذا أصرّ الدكتور سمير جعجع على عدم المشاركة في الحكومة فأنا سأكون ممثلاً له فأنا أريد أن أكون توافقياً مع الجميع". وشدد على أن عون أبدى كل ثقته بإمكان نجاح مهمته، إذ قال له "أتمنى أن تستطيع أن تدير الوزارة كما أدرت شركتك التي كان لها نجاح باهر على المستويين العربي والدولي".

وأشار الخطيب إلى أن كل الأمور كانت إيجابية. وقال "التقيت بالحريري الذي جدد دعمه وتأييده تكليفي مؤكداً مشاركته بوزراء عدة، إلا أنه صباح الأحد أي قبل موعد الاستشارات النيابية بيوم واحد اتصل بي وقال إن هناك عقبات عدة، منها على صعيد تيار المستقبل وأخرى متعلقة بدار الفتوى الذي يريد إصدار بيان بعد تلقيه رسائل من العائلات البيروتية تطالبه بدعم الحريري". وأضاف "عندها قلت له: بصراحة أنت رشحتني منذ البداية وأتفهم الظروف التي استجدت"، وطلب موعداً من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي استقبله في دار الفتوى في بيروت حيث اعتذر عن استكمال المهمة. 

وأكد الخطيب أنه اعتذر انسجاماً مع قناعته بعدم تشكيل حكومة مواجهة "وتماشياً مع النظام الطائفي القائم والذي يعطي هامشاً واسعاً للتكتل الذي يمتلك الأكثرية الطائفية".

المزيد من العالم العربي