Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يعلن خطته للسلام... عباس: إنها مؤامرة لن تمر

من بنود الخطة: الدولة الفلسطينية ستكون "متصلة"... القدس عاصمة موحدة لإسرائيل... إسرائيل ستوافق على تجميد النشاط الاستيطاني لمدة أربع سنوات

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلنان من البيت الأبيض تفاصيل "خطة السلام" في الشرق الأوسط (غيتي)

غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفاصيل خطة السلام في الشرق الأوسط، عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤتمراً صحافياً عقب اجتماع القيادة الفلسطينية الثلاثاء 28 يناير (كانون الثاني)، أكد فيه رفضه المطلق لهذه الخطة، واصفاً إياها بـ "الصفقة التي لن تمر وسيرفضها الشعب الفلسطيني وستذهب الى مزبلة التاريخ كما ذهبت مشاريع التآمر في هذه المنطقة"، وقال "النصر حليف شعبنا البطل الذي قدم التضحيات على طريق الاستقلال، لن نقبل بالتفريط في الحقوق التاريخية لشعبنا، ولن نقبل بدولة فلسطينية من دون القدس".

وأضاف "نحن متمسكون بالقدس عاصمة لدولة فلسطين، مخططات تصفية القضية الفلسطينية لن تمر"، مطالباً بـ "رص الصفوف في الداخل والخارج".

وتابع "منذ سنتين لم يتغير موقفنا ولن يتغير اليوم، هذه الصفقة هي نهاية وعد بلفور"، متهماً الولايات المتحدة بالوقوف خلف وعد بلفور. وأضاف "الديمقراطيون في أميركا متعاطفون مع الحقوق الفلسطينية"، مؤكداً أن "خيار اللجوء إلى محكمة العدل الدولية أمر قائم".

وجدد رفضه الرعاية الأميركية الأحادية للمفاوضات مع إسرائيل، وقال "متمسكون بالمفاوضات على أساس الشرعية الدولية... نقبل بمفاوضات مع إسرائيل برعاية الرباعية الدولية".

وشدد في كلمته على "ضرورة بذل كل الجهد الممكن لإنهاء الاحتلال"، كاشفاً أن كل الفصائل الفلسطينية من دون استثناء حضرت اجتماع اليوم". وختم قائلاً "نصر على انتخابات عامة في الضفة الغربية وغزة والقدس".


أوروبا وأردوغان
 

وفي أحدث ردود الفعل الدولية وأبرزها، اعتبر الاتحاد الأوروبي في بيان صدر الأربعاء، إن مقترحات ترمب بإقامة دولة فلسطينية من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط فرصة لاستئناف المحادثات للتوصل إلى "حل قابل للتنفيذ" للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وقال خوسيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد نيابةً عن التكتل إن الاتحاد بحاجة إلى دراسة المقترحات وتقييمها.
ونبّه الاتحاد الأوروبي في الوقت ذاته إلى أنه ينبغي لإسرائيل والفلسطينيين إظهار "التزام حقيقي بحل الدولتين باعتباره السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الصراع".
في سياق متصل، عبّرت فرنسا الأربعاء عن "قناعتها بأن حل الدولتين طبقاً للقانون الدولي والمعايير الدولية المعترف بها، ضروري لقيام سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط"، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان.

أما الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فرأى الأربعاء أن خطة الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الاوسط والتي قدم فيها بشكل خاص القدس على أنها "العاصمة التي لا تُقسم لإسرائيل"، "غير مقبولة على الإطلاق".
وقال اردوغان كما نقلت عنه وكالة انباء الأناضول إن "القدس مقدسة لكل المسلمين. الخطة الهادفة لتقديم القدس لإسرائيل غير مقبولة على الإطلاق"، مضيفا "أنها خطة تهدف إلى تشريع الاحتلال الإسرائيلي".
 

مسيرات غاضبة

وتنديداً بالمشروع الأميركي، خرج الفلسطينيون بمسيرات ليلية حاشدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأطلق المتظاهرون شعارات رافضة لهذه الخطة، وأشعلوا إطارات السيارات تعبيراً عن غضبهم الكبير إزاء "المؤامرات التي تهدف إلى تصفية القضية والحقوق الفلسطينية"، بحسب ناشطين. وأعلن الهلال الأحمر إصابة 13 فلسطينياً بجروح خلال مواجهات اندلعت مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
 

الخطة الأكثر تفصيلاً

وكان ترمب كشف تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط قائلاً إن "خطة السلام تتألف من 80 صفحة وهي الأكثر تفصيلاً على الإطلاق"، وتابع "خطتي للسلام مختلفة جوهرياً عن الخطط السابقة، ورؤيتي توفر فرصة للجانبين ضمن حل الدولتين".
وأضاف "سنعمل على تحقيق اتصال جغرافي بين أراضي الدولة الفلسطينية، الدولة الفلسطينية المقبلة ستكون متصلة جغرافياً، والخطة تشمل ربط الدولة الفلسطينية بطرق وجسور بين غزة والضفة الغربية، وهي ستضاعف أراضي الفلسطينيين وستوفر عاصمة لدولتهم".وتابع "نخطو اليوم خطوة كبيرة باتجاه السلام، صياغة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين مهمة صعبة ومعقدة... الشعب الفلسطيني يستحق العيش بأمان".واعتبر أنه من المنطقي أن يقوم بالكثير للفلسطينيين وإلا لن يكون الأمر منصفاً، كاشفاً أن الخطة ستغني الفلسطينيين عن المعونات وستوفر 50 مليار دولار، وتوجه للرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً "واشنطن ستقف إلى جانبك إذا قررت المضي بالخطة".وفي الشأن الإيراني أكد ترمب أن الخروج من الاتفاق النووي مع إيران يشكل أهم إنجازاته.
وأكد عدم السماح بالعودة الى أيام إراقة الدماء و"لن نطلب من إسرائيل أن تتنازل عن أمنها، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أبلغني أن الخطة المقترحة ستكون منطلق المفاوضات المباشرة". ووفق الرئيس الأميركي فإن خطة السلام في الشرق الوسط تقدم حل الدولتين، و"أمام الفلسطينيين فرصة تاريخية لإنشاء دولتهم". متحدثاً عن عاصمة لدولة فلسطينية في القدس الشرقية.

يمكنكم الاطلاع على الخطة الأميركية كاملة كما نشرها البيت الأبيض عبر الضغط هنا.

وبعد أكثر من سنتين من العمل بتكتم وتأجيل إعلان الخطة مرات عدة، حدد رئيس الولايات المتحدة الساعة 12,00 (17,00 بتوقيت غرينتش) من الثلاثاء موعداً لإعلان "خطته الكبيرة جداً".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جانب ترمب لدى إعلان خطته، الذي استقبله أمس الاثنين في مكتبه البيضاوي.

وقال ترمب، الاثنين خلال لقائه نتنياهو، "مرت سنوات عدة، وعقود وقرون في البحث عن السلام في الشرق الأوسط، وهذه فرصة لتحقيق ذلك".

وأضاف "أعتقد أن هناك فرصة" لتشجيع السلام، معبراً عن تفاؤله على الرغم من الرفض القاطع من جانب الفلسطينيين الذين باتوا يرون أن واشنطن لم تعد تمتلك الصدقية الضرورية للتحرك كوسيط بعد اتخاذها سلسلة من القرارات المؤيدة لإسرائيل.

وقال ترمب "نعتقد أنه في نهاية المطاف سنحصل على دعم الفلسطينيين".
 

وزراء الخارجية العرب

وأعلنت الجامعة العربية أنها ستعقد اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية، السبت، في القاهرة بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة خطة للسلام التي سيعلنها ترمب.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، للصحافيين الثلاثاء، إن "الاجتماع سيعقد بناءً على طلب فلسطين".
 

الرد الفلسطيني

لكن الجانب الفلسطيني يستعد، في المقابل، إلى مواجهة الخطة. وفي هذا السياق، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى عقد اجتماع طارئ للقيادة، مساء، في حين تحدثت معلومات صحافية أن الدعوة شملت حركة "حماس" أيضاً.

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيه الأسرة الدولية إلى مقاطعة المشروع المخالف، برأيه، للقانون الدولي، قائلاً إنها "تصفية للقضية الفلسطينية".

ورأى أشتيه أن الإعلان عن الخطة "في هذا التوقيت ما هو إلا لحماية ترمب من العزل وحماية نتنياهو من السجن، وليست خطة سلام للشرق الأوسط".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" إسماعيل هنية أن خطة السلام الأميركية "لن تمر"، مشيراً إلى أنها قد تقود الفلسطينيين "إلى مرحلة جديدة في نضالهم"، داعياً حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية الأخرى إلى الاجتماع في القاهرة "لنتوحد في خندق الدفاع عن قدسنا وحرمنا وحرماتنا".

من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، لـ "اندبندنت عربية"، إن "إعلان الخطة سيخلق واقعاً جديداً" و"يحوّل الاحتلال من مؤقت إلى دائم"، مضيفاً أن ترمب "يحاول صناعة السلام بين نتنياهو وبيني غانتس، حتى يتمكن ثلاثتهم من إملاء نظام أبرتهايد (فصل عنصري) وشرعنة الاستيطان وإعلان ضم أجزاء من الضفة إلى إسرائيل".

وأشار عريقات إلى أن الخطة ستتضمن "ضم القدس والأغوار ورفض حق العودة وعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967".

وشعبياً، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية عن تنظيمها احتجاجات لإعلان رفض الخطة الأميركية، الأربعاء، في عدد من المناطق في البلاد، بما في ذلك الأغوار الشمالية وقطاع غزة.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، تعزيز قواته في غور الأردن.

وقال في بيان "في أعقاب تقييم الجيش الإسرائيلي المستمر للوضع، تقرر تعزيز منطقة غور الأردن بقوات سلاح المشاة".
​​​​​​​

خطة السلام

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الخطة تتحدث عن إعطاء "فترة تحضير مدتها أربع سنوات للتنفيذ، يتم خلالها بذل جهود لاسترضاء الفلسطينيين بشكل تدريجي حتى قبولها".

ووفقاً للخطة أيضاً، فإن إسرائيل تستطيع ضم المستوطنات القائمة، من دون توسيعها، كما لا تستطيع ضم مناطق الأغوار قبل الانتخابات الإسرائيلية، وكذلك يجب أن تمتنع عن بناء مستوطنات جديدة.

وتقترح "خطة السلام" بأن تكون عاصمة فلسطين في بلدة شعفاط التي تقع شمال شرقي القدس، مع إقامة نفق بين غزة والضفة، لكن هذا الممر لا يفتتح إلا بعد أن يتم تجريد التنظيمات الفلسطينية في القطاع من السلاح، خصوصاً "الجهاد الإسلامي" و"حماس".

وبحسب التسريبات ستتمكن إسرائيل، من ضم نحو ثلث مساحة الضفة الغربية، على أن تبقي ما يتبقى للفلسطينيين. أما القدس فستظل تحت السيادة الإسرائيلية، على أن تكون هناك إدارة مشتركة لإسرائيل والفلسطينيين لشؤون المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والأماكن المقدسة الأخرى.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط