Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عدد الوفيات بفيروس كورونا يتخطى الـ130 والإصابات تصل إلى 6000

اليابان أجلت رعاياها من ووهان... والولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية تحذوان حذوها

تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ "2019- إن كو في" في الصين القارّية، عدد الإصابات بوباء سارس الذي شهدته البلاد بين عامي 2002 و2003، بحسب أرقام رسميّة نُشرت الأربعاء.
وسجّلت السلطات الصحية في الصين القاريّة 5974 إصابة بفيروس كورونا المستجدّ، بزيادة قدرها 1400 عن اليوم السابق، بينما ارتفع عدد الوفيّات إلى 132.
أمّا فيروس سارس (المتلازمة التنفّسية الحادّة الوخيمة) فأُصيب به في حينه 5327 شخصاً في الصين القارّية وأودى بحياة 349 آخرين في أنحاء البلاد.
وعلى الصعيد العالمي، تسبّب وباء سارس في وفاة 774 شخصاً من أصل 8096 مصاباً بين عامي 2002 و2003 قبل أن تتمّ السيطرة عليه، بحسب منظّمة الصحّة العالميّة.
 

عمليات إجلاء

في غضون ذلك، أعادت اليابان والولايات المتّحدة الأربعاء مئات من رعاياهما من مدينة ووهان الصينيّة، بؤرة تفشّي الفيروس.
وباتت اليابان أوّل دولة تُعيد دفعةً من مواطنيها البالغ عددهم 650 في مقاطعة هوبي الصينيّة. وحطّت في طوكيو صباح الأربعاء، طائرة على متنها نحو 200 يابانيّ كانت أقلعت من ووهان، بحسب فريق من صحافيّي وكالة فرانس برس كان موجوداً في مطار هانيدا. ولا تنوي السلطات اليابانية وضعهم في حجر صحّي.
كذلك، أعلنت الولايات المتّحدة أنّها أرسلت طائرةً إلى ووهان لإجلاء موظّفي قنصليّتها في المدينة فضلاً عن مواطنين أميركيّين آخرين.
وقالت فرنسا من جهتها الثلاثاء إنّها أرسلت طائرةً ستصل الخميس إلى ووهان، على أن تُعيد دفعةً أولى من الفرنسيّين "على الأرجح يوم الجمعة". وسيوضَع هؤلاء في حجر صحّي لمدة 14 يوماً لدى عودتهم، وفق ما أوضحت وزيرة الصحّة الفرنسيّة أنييس بوزين.
وأُعلِن ارتفاع عدد الإصابات في فرنسا إلى أربع.
في السياق أشارت المفوّضية الأوروبية إلى أنّ طائرةً ثانية ستُقلع "في وقت لاحق هذا الأسبوع" لإعادة ما لا يقلّ عن 350 أوروبياً، بينهم 250 فرنسياً.

أوجه تشابه

وفيروس كورونا المستجدّ الذي ظهر في ووهان في وسط الصين ينتقل على غرار السارس بين البشر ويؤدّي إلى مشاكل خطيرة في الجهاز التنفّسي.
وينتمي الفيروس الجديد "2019 - إن كو في" كما فيروس سارس إلى عائلة الفيروسات التاجية نفسها، ولديهما 80 في المئة من أوجه التشابه على الصعيد الوراثي. ومع ذلك، فإن فيروس كورونا المستجدّ يُعتبَر أقلّ "قوّة" ولكن أكثر قدرة على الانتشار.
وقال غاو فو، المسؤول في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، لصحافيّين الأحد "كما نرى حتّى الآن، فإنّ هذا المرض ليس بقوّة السارس".
في المقابل، فإنّ الفيروس الجديد لديه فترة حضانة تصل إلى أسبوعين و"العدوى ممكنة خلال فترة الحضانة" أي حتى قبل ظهور الأعراض، و"هو الأمر الذي يختلف كثيراً عن السارس"، بحسب ما أوضح ما شياوي، رئيس لجنة الصحّة الوطنيّة .
وقالت وزيرة الصحة الفرنسية أنييس بوزين "لدينا الانطباع بأن انتشار هذا الفيروس اليوم أسرع من السارس، ولكن في المقابل فإن نسبة الوفيات أقلّ بكثير".

وكانت لجنة الصحّة في هوبي، المقاطعة الواقعة في وسط البلاد والتي ظهر الفيروس في عاصمتها ووهان للمرة الأولى، أعلنت الثلاثاء إن العدوى انتقلت إلى 1291 شخصاً آخر، ممّا رفع إجمالي عدد الإصابات المؤكّدة في البلاد إلى أكثر من أربعة آلاف حالة.

وأوصت الصين، التي تبذل جهوداً شاقة لاحتواء انتشار الوباء، الثلاثاء مواطنيها بإرجاء خطط سفرهم إلى الخارج، في حين أعلنت وزارة التعليم الصينية أنّها أرجأت إلى أجل غير مسمّى موعد استئناف الدروس في كل المدارس والمعاهد والجامعات ومؤسسات التعليم العالي في البلاد.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم قوله، الثلاثاء، إنه واثق في قدرة الصين على احتواء تفشي الفيروس.

وذكرت الوكالة أن أدهانوم قال في اجتماع مع السلطات في بكين إنه يوافق على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية حتى الآن.

وقال أدهانوم إنه لا يؤيد إجلاء الرعايا الأجانب الموجودين حالياً في الصين، وحث الناس على التزام الهدوء.

الرئيس الصيني: "كورونا شيطان"

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الثلاثاء لمدير منظمة الصحة العالمية إن فيروس كورونا الجديد "شيطان" وإن بلاده واثقة من الانتصار عليه في المعركة.
ونقل التلفزيون الرسمي عن شي قوله إنه يعتقد أن مسألة تفشي الفيروس ستخضع لتقييم "هادئ وموضوعي وعقلاني" من جانب منظمة الصحة والمجتمع الدولي.

 

إصابة في ألمانيا

وكانت السلطات الألمانية أعلنت الاثنين، تسجيل أول إصابة مؤكّدة بفيروس "كورونا"، مشيرة إلى أن المصاب رجل يقيم في إقليم بافاريا ووضع في العزل الصحي.

وقال متحدّث باسم وزارة الصحة في الإقليم إنّ المريض "في حالة صحيّة جيدة"، من دون مزيد من التفاصيل.

ولفت المتحدّث إلى أنّ السلطات أبلغت أقارب المريض بالأعراض التي قد تظهر عليهم إذا ما كانوا قد التقطوا العدوى منه، وكذلك احتياطات النظافة الواجب عليهم اتّخاذها.

وأعلنت السلطات الصحية في مقاطعة بافاريا أن المريض انتقل إليه "كورونا" من طريق العدوى من شخص آخر على الأراضي الألمانية.

وبهذه الإصابة تصبح ألمانيا ثاني دولة في أوروبا يصل إليها فيروس "كورونا"، بعد فرنسا التي سجّلت فيها حتى اليوم ثلاث إصابات مؤكّدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والمصابون الثلاثة في فرنسا، أحدهم في بوردو (جنوب غرب) والآخران في باريس، سافروا مؤخراً إلى الصين.

وكانت ألمانيا دعت، الاثنين، رعاياها إلى تجنّب الرحلات "غير الضرورية" إلى الصين، مع تزايد المخاوف من الانتشار السريع للفيروس.

وتدرس ألمانيا أيضاً إمكانية إجلاء رعايا من مدينة ووهان إذا ما كانوا يرغبون في ذلك.

اليابان

وأعلنت السلطات اليابانية الثلاثاء أن رجلاً لم يسافر مؤخراً إلى الصين أصيب بفيروس "كورونا"، بعدما عمل كسائق لسياح قدموا من مدينة ووهان الصينية التي انطلق منها الوباء.

ونقل المصاب، وهو في الستينات من عمره، إلى المستشفى السبت حيث كان يعاني من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة.

وأعلن وزير الخارجية الياباني أن طوكيو سترسل، الثلاثاء، طائرة لإجلاء نحو 200 من رعاياها من ووهان.

وقال توشيميتسو موتيجي من جهته، للصحافيين، إن "الجانب الصيني أبلغنا أنه مستعد الآن لاستقبال رحلة تشارتر".

وأضاف أن "الرحلة الأولى ستقلع مساء اليوم (الثلاثاء) وسننقل مواد مساعدات مثل أقنعة وملابس وقاية للصينيين واليابانيين كذلك".

أزمة ممتدة

ويرى خبراء في علم الأوبئة بناءً على المعطيات الأولية المتاحة أن فيروس كورونا المستجدّ الذي ظهر في الصين مؤخراً سيتسبب بإصابة ما لا يقلّ عن عشرات آلاف المرضى وستستمرّ أزمة انتشاره شهوراً عدة في أحسن الأحوال.
يقول ديفيد فيسمان، الأستاذ في جامعة تورونتو ومؤلف نشرة للجمعية الدولية للأمراض المعدية، لوكالة فرانس برس إن "أفضل السيناريوهات سيكون أن يستمرّ ذلك في الربيع والصيف وبعدها يتراجع".
ويؤكد الأستاذ في جامعة نورث إيسترن الأميركية أليساندرو فيسبينياني وهو منسّق مجموعة باحثين تنشر تحاليل بشكل آني حول الوباء، في حديث إلى فرانس برس أن المرض "لن يتوقف الأسبوع المقبل ولا الشهر المقبل". وأضاف " لا نخاطر بالقول إن ذلك سيستمر فترة طويلة".
لا يمكن للباحثين في مجال الأوبئة التنبؤ بما سيحصل ويشددون على أنهم لا يملكون إلا معلومات مجزأة حول الفيروس الجديد الذي ظهر في ديسمبر(كانون الأول) في الصين. ويستخدمون نماذج حسابية لتقدير عدد الحالات الحقيقية حتى تاريخ اليوم وللمقارنة بالأوبئة السابقة، لكن الكثير من الفرضيات لا تزال غير مؤكدة.


عوارض وأرقام

وحتى نهاية الأسبوع الماضي، كان يُعتقد أن الأشخاص المصابين لا ينقلون المرض قبل ظهور العوارض عليهم (حرارة وصعوبات في التنفس والتهاب رئوي) لكن السلطات الصينية أعلنت الأحد أن ذلك ممكناً، الأمر الذي لم تؤكده بعد منظمة الصحة العالمية.
وقال الأميركيون من جهتهم الاثنين إنهم لا يملكون أدلة على ذلك. وإذا كان أشخاص لا يُظهرون أعراض ارتفاع حرارة الجسم يمكن أن ينقلوا المرض، فإن ذلك يغيّر حتماً ديناميكية الوباء.
وبدأ تقدير فترة حضانة الجسم للمرض بحوالى أسبوعين فيما تعتبر منظمة الصحة العالمية أنها أقصر من ذلك، وتتراوح بين يومين وعشرة أيام.
واحتسب خبراء عدة في الأيام الأخيرة معياراً مهماً للأوبئة: معدّل التكاثر الأساسي أو "آر زيرو" وهو يمثّل عدد الأشخاص الذين انتقل إليهم المرض من شخص مصاب.
وتتراوح تقديراتهم بين 1.4 و3.8، بحسب فيسمان، وهو ما يعتبر معدلاً معتدلاً.
لكن الرقم ليس إلا معدلاً إذ قد يكون بعض المرضى نقلوا الفيروس لعدد كبير من الأشخاص فيما لم ينقله آخرون إلا لعدد قليل. وتقول مايمونا ماجومدر من جامعة هارفرد ومستشفى الأطفال في بوستون لفرانس برس "ليس هناك سبب للذعر".
وتذكّر بأن هذا المعدّل يبلغ 1.3 للزكام الموسمي (الذي يسجل ملايين الحالات سنوياً) ويتراوح بين 2 و5 للسارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الذي أصاب 8000 شخص وأودى بحياة 774 في عامي 2002 و2003)، مقابل ما بين 12 و18 بالنسبة للحصبة.
ومع الإجراءات الوقائية المتخذة من حجر صحي وعزل المرضى وغسيل اليدين بشكل تلقائي وارتداء الأقنعة الواقية، يمكن أن يتراجع معدّل الأشخاص المصابين. وإذا أصبح معدّل التكاثر الأساسي تحت 1، سيزول الوباء.
لكن يقول الباحثون إن تأثير الإجراءات التي اتخذتها الصين في الأيام الأخيرة سيظهر في غضون أسبوع أو أسبوعين لأن هذه مدة دورة الفيروس.
ويقول ديفيد فيسمان "يبدو أكثر فأكثر أنه يُشبه السارس" مضيفاً "السارس كان يمكن السيطرة عليه، إذاً نأمل في أن يكون هذا (الفيروس) أيضاً كذلك، لكن لن نعرف ذلك قبل بضعة أسابيع". وأضاف "هذا الأمر سيستغرق أسابيع، على الأرجح أشهراً، ولا أحد يعرف كيف سيتطوّر ذلك".

 

اقرأ المزيد

المزيد من صحة