Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير: بريطانيا بعد البريكسيت ستكون أكثر عرضة للتدخل الصيني

التقرير يدعو إلى مزيد من التدقيق في أسلوب سيطرة الصين على نخبة من السياسيين البريطانيين المتقاعدين

صورة أرشيفية لرئيسة الوزراء البريطانية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. (الوكالة الأوروبية للصور)

حذرت مؤسسة فكرية رائدة من أن الشكوك الاقتصادية بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي قد تجعل المملكة المتحدة أكثر عرضة للتدخل الصيني، إذ تستخدم بكين وسائل متعددة لاختراق نُظُم السلطة في بريطانيا.

لقد كان هناك تركيز ضئيل في بريطانيا على كيفية اقتناص الصين للدول المستهدَفة وتوجد حاجة لبرنامج متماسك لمواجهة ذلك، يرصد الخطط المستخدمة من قبل الحزب الشيوعي الصيني الحاكم (سي سي بي) لتحقيق أهدافه، وفقاً لتقرير المعهد الملكي للدراسات الدفاعية.

ويستعرض التقرير "الاستراتيجية المنسقة" التي يزعم أن بكين تستخدمها، والتي تتراوح بين التوسع في الامتداد التكنولوجي الخفي عبر الشركات الضخمة مثل شركة هواوي، و أسلوب "سيطرة النخبة" على الأشخاص الذين يشغلون مناصب هامة و من صناع الرأي عبر توظيفهم "مستشارين".

وقد قاومت معظم الدول الأوروبية جهود بكين من أجل الانضمام لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية ، التي يتم استخدامها ، كما يقول النقاد، لنشر هيمنة اقتصادية وسياسية في أجزاء من آسيا وإفريقيا.

إلا أن بريطانيا، الساعية وراء صفقة تجارية لمرحلة ما بعد بريكسيت، كانت قد وافقت على الانضمام إلى المبادرة (الحزام والطريق) المثيرة للجدل عندما دعم ديفيد كاميرون (رئيس الوزراء البريطاني) تمويل القطاع الخاص (البريطاني للمبادرة الصينية) قيمته مليار دولار.

وقام سبعة وعشرون سفيراً للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أصل ثمانية وعشرين سفيراً في بكين (باستثناء هنغاريا) ، السنة الماضية، بالتوقيع على تقرير يقول إن مشروع الحزام والطريق "يتعارض مع أجندة الاتحاد الأوروبي لتحرير التجارة ويدفع ميزان القوى لصالح الشركات الصينية المدعومة (من الدولة)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان السفير البريطاني من بين الموقّعين. إلا أن فيليب هاموند، صرح في زيارة لاحقة لبكين : "تشرّفت في وقت سابق من هذا العام بتمثيل المملكة المتحدة في المنتدى الأول لمبادرة الحزام والطريق، ومن الأمور التي سنناقشها هو إمكانية التعاون الوثيق من أجل تحقيق طموحات برنامج الحزام والطريق".

تقرير المعهد الملكي للدراسات الدفاعية الذي يحمل عنوان - "بريطانيا عرضة لسطوة الصين وعمليات التدخل" - يدعو إلى التدقيق في "مخاطر التبعية المالية التي  يُخطط لها من خلال الاستشارات المقدمة للسياسيين المتقاعدين ، الذين يأمل الحزب الشيوعي الصيني أنهم سيروجون للأقاويل المتعاطفة (مع توجهات بكين).

لقد حظيت قضية رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون المتورط بتمويل صيني ضخم يهدف لاستثمار مليار دولار في مشاريع "مبادرة الحزام والطريق" ، ببعض الاهتمام.

ولم تتم حتى الآن دراسة موضوع "سيطرة النخبة" للحزب الشيوعي الصيني بعناية. ينبغي أن يتم هذا ، بما في ذلك مسألة الوقت الذي يجب أن ينقضي ما بين الخدمة الحكومية والعمل لدى المنظمات الرسمية أو شبه الرسمية الصينية".

ولا يوجد تلميح في التقرير إلى أن الصينيين قد حاولوا التأثير على السيد كاميرون.

وتقول وثيقة المعهد الملكي للدراسات الدفاعية، التي صاغها الديبلوماسي السابق تشارلز بارتون: " قد تزيد مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي من رغبة الحزب الشيوعي الصيني في التدخل، أثناء سعيه للتوسع في تطبيق استراتيجية فرّق - تسُد ، الهادفة إلى فرض رؤية الحزب العالمية وتعزيز مصالحه".

ويطالب التقرير بتطوير "أنظمة لتجنّب التمويل غير الشفاف للأنشطة السياسية وتأثير جماعات الضغط (اللوبيات) على القرارات التي يمارسها أفراد ومنظمات مدعومون من الحزب الشيوعي الصيني، حيث يجب أن يكون المانح النهائي واضحاً، حتى عندما يتم توجيه الأموال عبر المواطنين البريطانيين".

وحسب التقرير، هناك اختلافات، بالإجمال، في نمط التدخل ما بين الكرملين و بكين. ويقول التقرير: "باستثناء مجال التجسس والهجمات الإلكترونية فإن تدخل الحزب الشيوعي الصيني ليس على الطريقة الروسية، العدائية بوضوح أكبر، والتخريبية أيضاً. إنه غامض أكثر، متزايد، وغالباً ما يتم في الخفاء، مع أنه قد يكون سافراً في بعض الأحيان.

والهدف الرئيسي ، كما قيل ، هو "تقوية مصالح وقيم الصين بلا رحمة وعلى حساب مصالح وقيم الغرب ، ويشمل ذلك إجراءات تشجع على الرقابة الذاتية وسياسات تقيد أصحابها.

ويشير التقرير ، على سبيل المثال، إلى الجامعات ومراكز الأبحاث "حيث يقوم الأكاديميون الناشؤون بالرقابة الذاتية ليتجنبوا سحب تمويل مشاريعهم البحثية (المقدمة من جهات صينية).  كما يصل التدخل الصيني في الحرية الأكاديمية لحد ممارسة الضغط على أكاديميين مولودين في الصين ويعملون في المملكة المتحدة لدعم منهج الحزب الشيوعي الصيني.

© The Independent

المزيد من دوليات