يمكن اعتبار بعض أنواع المعكرونة خضاراً في ملايين الوجبات التي تقدّمها المدارس الرسمية بموجب القوانين الجديدة التي اقترحتها إدارة دونالد ترمب.
وتتيح الإرشادات المدرسية الجديدة التي كشفت عنها وزارة الزراعة الأميركية الأسبوع الماضي المجال أمام وضع مزيد من الأطعمة مثل البيتزا والهمبرغر والبطاطا المقلية على لوائح الطعام في المدارس كجزءٍ من تعديلاتها الكاملة لبرنامج الغداء التي أدخلتها السيدة الأولى سابقاً ميشيل أوباما. وأُعلن عن إجراء تعديلات على السياسة التي اقترنت باسمها في ظل إدارة باراك أوباما- والتي سعت إلى تقليص نسبة السمنة بين الأطفال في الولايات المتحدة - يوم عيد ميلادها.
ومن التغييرات الجديدة السماح بإدخال المعكرونة المصنوعة من البطاطا أو الصويا أو غيرها من أنواع الدقيق النباتي المصنوع من خضروات نشويّة باعتبارها حصّة من الخضار.
وتقول الإرشادات "يجوز اعتبار المعكرونة المصنوعة من الدقيق النباتي خضاراً حتى إن لم يقدّم إلى جانبها نوع آخر من الخضروات المعروفة".
وأوضحت الإدارة أنّ الهدف من القوانين هو "تبسيط" سياسات الغداء المدرسية المفروضة بموجب قانون الأطفال الأصحّاء وغير الجائعين الصادر في 2010. واعتبر المسؤولون أنّ تصنيف المزيد من الأطعمة في خانة الخضار يسمح للمدارس أن تقلّص من نسبة الهدر الغذائي، بدل أن يلقي التلاميذ الأطعمة التي لا يريدون أن يتناولوها في القمامة.
وقال وزير الزراعة الأميركي، سوني بيردو، إنّ "المدارس والمقاطعات المدرسية تواصل إبلاغنا بوجود شطر كبير من الهدر الغذائي وأننا بحاجة إلى مزيد من المرونة المنطقية لإمداد التلاميذ بوجبات مغذّية وشهيّة. أصغينا لهم وها نحن نبدأ بالعمل".
ووفقاً للإرشادات الجديدة، تُعدّ البطاطا وغيرها من النشويات من الفاكهة، ويسمح بتناول نصف كوب من الفاكهة ضمن وجبة الفطور بدل كوب كامل. ويمكن التعويض عن السعرات الحرارية الناقصة عبر تناول المعجّنات أو غيرها من الأطعمة النشوية. ويمكن كذلك تقديم البطاطا باعتبارها خضاراً كل يوم.
لكن كولن شوارتز، نائب مدير الشؤون التشريعية في مركز العلوم في خدمة المصلحة العامة، قال إنّ هذه القوانين "تسمح بتقديم أي طبق رئيسي موضوع على لائحة الطعام في أي يوم من أيام الأسبوع، كل يوم حسب الطلب" مما يخلق "ثغرة هائلة في إرشادات التغذية المدرسية" تسمح أن تشمل قائمة الطعام "أطعمة فيها الكثير من السعرات الحرارية أو الدهون المشبعة أو الصوديوم عوض توفير وجبات غذائية متوازنة يومياً".
ويمكن أن تستغل هذه الثغرة مجموعات الضغط التابعة لمصنّعي اللحوم أو الصويا أو البطاطا وغيرها من الأطعمة كي تزيد وجودها على قوائم الطعام المدرسية برأي النقّاد.
وتأتي السلسلة الأخيرة من الإرشادات التي وضعها بيردو في أعقاب توجيه وزارة الزراعة في أبريل (نيسان) 2019 مذكّرة إلى برامج الولايات والبرامج الإقليمية "تعطي مرونة أكبر في تصنيف الخضار" عبر السماح بالمعكرونة المصنوعة من الدقيق النباتي والحبوب.
وفرض قانون الأطفال الأصحّاء وغير الجائعين على المدارس المنضمّة إليه أن تقدّم المزيد من الحبوب الكاملة والفواكه والخضار واللحوم الخالية من الدهون ومشتقات الحليب القليلة الدسم في لوائح الطعام وتقلّص في الآن ذاته نسبة الأطعمة المتوفرة للأطفال داخل المدارس التي تحتوي على السكر أو الدهون أو الأملاح.
بعد إقرار القانون، أفادت وزارة الزراعة عن ارتفاع أعداد الأطفال عبر البلاد الذين زاد تناولهم للخضار بنسبة 16 في المئة والفواكه بنسبة 23 في المئة خلال وجبات الغداء وأفادت 90 في المئة في المدارس المشاركة في البرنامج أنّ التلاميذ يستوفون المعايير الغذائية الجديدة.
وبعد استلامه منصبه في ظلّ ولاية دونالد ترمب، بدأ بيردو بالتراجع عن بعض هذه المعايير وتخفيف القيود على نسبة الصوديوم المسموحة وغيرها من الأمور.
© The Independent