Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تستعد للخروج من أوروبا وتحدد أهداف التجارة الشهر المقبل

60 عاما من محطات التقدم والأزمات منذ تأسيس الاتحاد حتى اتفاق "بريكست "

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون  (أ.ف.ب)

فيما تستعد بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر، قال ستيفن باركلي وزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، إن لندن ستحدد المزيد من التفاصيل فيما يتعلق بأهدافها في اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي في الشهر المقبل بعد أن يكتمل خروجها من الاتحاد في 31 يناير (كانون الثاني) الحالي.

وقال الوزير في برنامج أندرو مار بتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" اليوم الأحد، "سوف ننشر أهدافنا في المفاوضات، في الوقت المناسب بعد الحادي والثلاثين". وأضاف، "لكن المسألة الرئيسة هي أننا سنملك التحكم في قواعدنا. لن نكون مستقبلين للقواعد". وقال "لكن الفرصة الرئيسة هي أننا سنتمكن من تحديد معاييرنا، المعايير العالية في حقوق العمال والبيئة ودعم الدولة في إطار تلك السياسة التجارية". 

ماذا بعد الخروج؟

ولا يشكّل الحادي والثلاثين من يناير موعدا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نهاية لعملية بريكست المضنية والطويلة، بل ستليه مرحلة انتقالية يتخللها عدة تدابير تضع اللمسات النهائية للعلاقة المستقبلية بين الطرفين. وفيما يلي أبرز المواعيد المنتظرة على طريق تحقيق ذلك.
- على النواب الأوروبيين التصديق على اتفاق بريكست حتى يدخل حيز التنفيذ. وبعد ثلاث سنوات ونصف السنة من عمليات الإرجاء المضنية، يفترض أن يؤيد النواب الأوروبيون اتفاق الخروج قبل يومين من الموعد النهائي.
ومن المنتظر أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر بعدما أرجئ موعد الخروج هذا ثلاث مرات منذ استفتاء بريكست في يونيو(حزيران) 2016.
- تدخل البلاد بعد ذلك مرحلة انتقالية تبقى العلاقات خلالها مع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 كما هي حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2020. لكن لا يحق للندن بعد ذلك المشاركة في أعمال المؤسسات الأوروبية ولا الإدلاء برأيها في قرارات الدول الأعضاء.

- على الطرفين أن يتوصلا خلال هذه المرحلة إلى أطر جديدة لعلاقاتهما الأمنية والتجارية.
- تؤكد لندن استعدادها لإطلاق هذه المفاوضات اعتبارا من الأول من فبراير (شباط)، لكن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا تزال بصدد تحديد أهدافها من هذه المباحثات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي خطاب مرتقب مطلع فبراير، يفترض أن يعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون نية بلاده التوصل لاتفاق تبادل تجاري حر مع الاتحاد الأوروبي كالذي توصل إليه الاتحاد أخيراً مع كندا، لا يفرض فيه الالتزام بالقواعد الأوروبية.
ويفترض أن تجري الموافقة على المستوى الوزاري في الاتحاد الأوروبي على تفويض للبدء بالمفاوضات بحلول 25 فبراير، ما يسمح بإطلاقها في الأول من مارس (آذار). بالإضافة إلى التجارة، على الطرفين مناقشة موضوعات عديدة أخرى مثل الأمن والتعاون القضائي والتعليم والطاقة.
بموازاة ذلك، تعتزم المملكة المتحدة إطلاق مفاوضات مع دول أخرى، على رأسها الولايات المتحدة، للحصول على اتفاقات تبادل تجاري حر.
يمكن للمملكة المتحدة أن تمدد المرحلة الانتقالية لعام أو عامين، لكن عليها أن تبلغ الاتحاد الأوروبي بذلك في الأول من يوليو (تموز).
يؤكد بوريس جونسون أنه لن يطلب أي تمديد، لكن المفوضية الأوروبية تعتبر أن المرحلة الانتقالية الحالية قصيرة جداً. وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين محذرة إنه من المستحيل الاتفاق حول "كافة الموضوعات" خلال هذا الوقت الضيق، وأنه يجب اختيار المواضيع التي تشكل "أولويات".
يشكل هذا التاريخ نهاية للشكل الحالي من علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي الذي دام 47 عاماً. وبدون اتفاق جديد حول طبيعة العلاقة المستقبلية أو تمديد للمرحلة الانتقالية، قد تشهد قطاعات التجارة والنقل وغيرها اضطرابات كبرى.

الأطراف الرئيسة في أزمة بريكست
 كانت أبرز المحطات الكبرى التي مرت على الاتحاد الأووربي في ستين عاما من البناء بدأ من معاهدة روما إلى بريكست، مرورا بأحداث منطقة اليورو وأزمة الهجرة.
في التاسع من مايو (أيار) 1950، وضع وزير الخارجية الفرنسي روبير شومان أول حجر في البناء الأوروبي عندما اقترح على ألمانيا بعد خمس سنوات فقط على تسلمها في الحرب العالمية الثانية، تحقيق تكامل في الإنتاج الفرنسي الألماني للفحم والفولاذ في إطار منظمة مفتوحة لكل دول أوروبا.
وقعت اتفاقية باريس التي نصت على إنشاء "مجموعة الفحم والفولاذ" بعد عام واحد في 18 أبريل (نيسان) 1951، وولدت بذلك أوروبا "الدول الست"، هي ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا.
وفي 25 مارس 1957، وقعت الدول الست المعاهدة التأسيسية لأوروبا السياسية والاقتصادية. وأسست المجموعة الاقتصادية الأوروبية، السوق المشتركة القائمة على التنقل الحر مع الغاء الحواجز الجمركية بين الدول الأعضاء. أنشئت المؤسسات (مجلس الوزراء والمفوضية والجمعية البرلمانية الأوروبية) مطلع 1958.
وفي يناير 1973، انضمت بريطانيا والدنمارك وأيرلندا إلى السوق الأوروبية المشتركة، تلتها اليونان (1981) وإسبانيا والبرتغال (1986) والنمسا وفنلندا والسويد (1995).
وشكّلت معاهدة ماستريخت الوثيقة التأسيسية الثانية للبناء الأوروبي ووقعت في السابع من فبراير 1992. وتنص على الانتقال إلى عملة واحدة وتنشئ اتحادا أوروبيا.
واعتبارا من يناير 1993، أصبحت السوق الواحدة واقعا مع حرية تبادل البضائع والخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال. وانتظر الأوروبيون حتى مارس 1995 ليتمكنوا من السفر بلا مراقبة على الحدود.
وفي الأول من يناير 2002 دخل اليورو الحياة اليومية لنحو 300 مليون أوروبي. اختارت الدنمارك وبريطانيا والسويد فقط الإبقاء على عملاتها الوطنية.

بعد حلم سقوط جدار برلين
وبعدما كان أقرب إلى حلم عند سقوط جدار برلين في 1989، جرى توسيع الاتحاد ليضم دولا من شرق أوروبا تدريجيا.
وانضمت عشر دول جديدة إلى الاتحاد الأوروبي في مايو 2004 هي بولندا والجمهورية التشيكية والمجر وسلوفاكيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفينيا ومالطا وقبرص. وفي 2007 انضمت بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد ثم كرواتيا عام 2013.
وفي ربيع 2005، دفع رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي، بالاتحاد الأوروبي إلى أزمة مؤسساتية. ولم يخرج منها إلا باتفاقية لشبونة التي كان يفترض أن تسمح بعمل مؤسسات أوروبا الموسعة بشكل أفضل وتمت المصادقة عليها بصعوبة في 2009. في السنة نفسها، أعلنت اليونان عن ارتفاع كبير في العجز في ماليتها في أول مؤشر إلى أزمة مالية واسعة. طلبت اليونان ثم أيرلندا وإسبانيا والبرتغال وقبرص مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين طالبا بإجراءات تقشفية. أدت أزمة الديون هذه إلى سقوط رؤساء حكومات أوروبية الواحد تلو الآخر وعززت الشكوك في الوحدة الأوروبية.
وما إن خرجت من هذه الأزمة المالية حتى واجهت أوروبا أخطر أزمة هجرة منذ 1945 مع وصول مئات الآلاف من المرشحين للهجرة. وأخفق الاتحاد الأوروبي في وضع خطة عمل مشتركة.
في 23 يونيو 2016، صوت 51.9% من البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وجدت الطبقة السياسية البريطانية نفسها تحت ضغط جديد خشية من نتائج دون اتفاق، بعدما واجعت المفاوضات المضنية حول أسس الخروج من الاتحاد الأوروبي الكثير من الصعوبات.
ورفض البرلمان البريطاني ثلاث مرات أول اتفاق توصلت إليه لندن وبروكسل. وتم التوصل لاتفاق ثان في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن لم تجر الموافقة عليه في البرلمان إلا بعد انتخابات تشريعية مبكرة في ديسمبر أعطت المحافظين بقيادة بوريس جونسون غالبية ساحقة.
وأرجئ بريسكت الذي كان مقرراً أساساً في 29 مارس 2019 ثلاث مرات. وسيجري تنفيذه في 31 يناير 23.00 بتوقيت غرينتش  ليخسر الاتحاد الأوروبي عضواً للمرة الأولى منذ تأسيسه.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد